< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث الفقه

40/08/07

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: روایات المعارضة لولایة الفقیه /کتاب الامر بالمعروف و النهی عن المنکر الأمر بالمعروف

كان بحثنا حول بعض الروايات التي قد يزعم البعض انها تفيد نفي اي حركة او معارضة مع الحكومات القائمة و عدم جواز قيام بصدد الاصلاح في المجتمع، وقلنا ان ما حصل من النهضة في تاريخ الاسلام في عصر الائمة وبعدها لا يخلوا اما كانت للوصول الى الحكم لكسب القدرة والجاه واما كانت بنية الشغب والفساد واما كانت بنيات سليمة ولكن لم تكن مدروسة.

وانما التي كانت مشروعة مقبولة تلك التي كانت نية القائمون بها رضى الله وهي مدروسة معقولة، والروايات تكون ناظرة الى تلك الوقائع واليك نصوصها:

    1. منها ما رواه مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ عِيصِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ- وَ انْظُرُوا لِأَنْفُسِكُمْ- فَوَ اللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ لَهُ الْغَنَمُ فِيهَا الرَّاعِي- فَإِذَا وَجَدَ رَجُلًا هُوَ أَعْلَمُ بِغَنَمِهِ مِنَ الَّذِي هُوَ فِيهَا- يُخْرِجُهُ وَ يَجِي‌ءُ بِذَلِكَ الرَّجُلِ- الَّذِي هُوَ أَعْلَمُ بِغَنَمِهِ مِنَ الَّذِي كَانَ فِيهَا- وَ اللَّهِ لَوْ كَانَتْ لِأَحَدِكُمْ نَفْسَانِ- يُقَاتِلُ بِوَاحِدَةٍ يُجَرِّبُ بِهَا- ثُمَّ كَانَتِ الْأُخْرَى بَاقِيَةً- تَعْمَلُ عَلَى مَا قَدِ اسْتَبَانَ لَهَا- وَ لَكِنْ لَهُ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ إِذَا ذَهَبَتْ فَقَدْ- وَ اللَّهِ ذَهَبَتِ التَّوْبَةُ فَأَنْتُمْ أَحَقُّ أَنْ تَخْتَارُوا لِأَنْفُسِكُمْ- إِنْ أَتَاكُمْ آتٍ مِنَّا فَانْظُرُوا عَلَى أَيِّ شَيْ‌ءٍ تَخْرُجُونَ- وَ لَا تَقُولُوا خَرَجَ زَيْدٌ- فَإِنَّ زَيْداً كَانَ عَالِماً وَ كَانَ صَدُوقاً وَ لَمْ يَدْعُكُمْ إِلَى نَفْسِهِ- وَ إِنَّمَا دَعَاكُمْ إِلَى الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ص- وَ لَوْ ظَهَرَ لَوَفَى بِمَا دَعَاكُمْ إِلَيْهِ- إِنَّمَا خَرَجَ إِلَى سُلْطَانٍ‌ مُجْتَمِعٍ لَيَنْقُضَهُ- فَالْخَارِجُ مِنَّا الْيَوْمَ إِلَى أَيِّ شَيْ‌ءٍ يَدْعُوكُمْ- إِلَى الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ع فَنَحْنُ نُشْهِدُكُمْ- أَنَّا لَسْنَا نَرْضَى بِهِ وَ هُوَ يَعْصِينَا الْيَوْمَ وَ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ- وَ هُوَ إِذَا كَانَتِ الرَّايَاتُ وَ الْأَلْوِيَةُ أَجْدَرُ أَنْ لَا يُسْمَعَ مِنَّا- إِلَّا مَنِ اجْتَمَعَتْ بَنُو فَاطِمَةَ مَعَهُ- فَوَ اللَّهِ مَا صَاحِبُكُمْ إِلَّا مَنِ اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ- إِذَا كَانَ رَجَبٌ فَأَقْبِلُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ- وَ إِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَتَأَخَّرُوا إِلَى شَعْبَانَ فَلَا ضَيْرَ- وَ إِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَصُومُوا فِي أَهَالِيكُمْ- فَلَعَلَّ ذَلِكَ يَكُونُ أَقْوَى لَكُمْ- وَ كَفَاكُمْ بِالسُّفْيَانِيِّ عَلَامَةً.[1]

ان مفاد هذا لحديث ليس النهي عن اي نهضة بل يقيد هدف الناهض بكونه لرضى ال محمد صلوات الله عليهم كما كان في نهضة زيد ثم يشير الى النهضة التي كانوا ينتظرونها وهي بشارة المصطفى و اهل بيته عليهم السلام وهو خروج المهدي المنتظر وعلامته المذكورة في هذا البيان امران اجتماع بنوا فاطمة معه و خروج السفياني والظاهر المنهي عنه في هذا الحديث هو خروج محمد وابراهيم ابني عبد الله المحض.

    2. ومنها: ما رواه محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ رِبْعِيٍّ رَفَعَهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع قَالَ: وَ اللَّهِ لَا يَخْرُجُ أَحَدٌ مِنَّا قَبْلَ خُرُوجِ الْقَائِمِ- إِلَّا كَانَ مَثَلُهُ كَمَثَلِ فَرْخٍ طَارَ- مِنْ وَكْرِهِ قَبْلَ أَنْ يَسْتَوِيَ جَنَاحَاهُ- فَأَخَذَهُ الصِّبْيَانُ فَعَبِثُوا بِهِ".[2]

هذا الحديث مضافا الى ارسال سنده يشير الى نفي المدعين للمهدوية قبل خروج القائم عليه السلام و انّها غير ناجحة لا تنتهي الى المطلوب.

3- ومنها: ما عن محمد بن يعقوب عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَدِيرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع يَا سَدِيرُ الْزَمْ بَيْتَكَ وَ كُنْ حِلْساً مِنْ أَحْلَاسِهِ- وَ اسْكُنْ مَا سَكَنَ اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ- فَإِذَا بَلَغَكَ أَنَّ السُّفْيَانِيَّ قَدْ خَرَجَ- فَارْحَلْ إِلَيْنَا وَ لَوْ عَلَى رِجْلِكَ".[3] ‌ في سنده بكر بن محمد قال فيه النجاشي: (الأزدي ابن عبد الحمن بن نعيم الغامدي وجه هذه الطائفة من بيت جليل بالكوفة...وكان ثقة عُمِّر عمراً طويلاً الخ) و سدير لم يرد له توثيق و قد روى الكشي بسنده عن محمد بن عزافر عن ابي عبد الله عليه السلام ذكر عنده سدير فقال: "سدير عصيدة بكل لون" وكذلك روى بسنده عن زيد الشحام ان ابي عبد الله عليه السلام قال له: "يا شحام اني طلبت الى الهي في سدير و عبد السلام بن عبد الرحمن و كانا في السجن فوهبهما لي و خلي سبيلهما) فيظهر انه كان محبوبا عند الامام عليه السلام فالسند لا اقل انه حسن. و لكن الظاهر ان سديراً كان من المستعجلين والمتحمسين لظهور الحجة عليه السلام و كان يريد ان ينخرط في الجهاد مع ابو مسلم الخراساني الذي خرج بعنوان الرضا من آل محمد ثم بعد الانتصار خان الامانة وسلم الحكم الى السفاح، فالإمام عليه السلام اراد ان يسكن فورته واراد ان يفهمه ان ما تطلبه لا يأتي الا بعد خروج السفياني. فلا علاقة للحديث في نفي اي نهضة.

4- وَمنها: عَنْ محمد بن يعقوب عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ سَيْفٍ التَّمَّارِ عَنْ أَبِي الْمُرْهِفِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: الْغَبَرَةُ عَلَى مَنْ أَثَارَهَا هَلَكَ الْمَحَاصِيرُ- قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا الْمَحَاصِيرُ- قَالَ الْمُسْتَعْجِلُونَ- أَمَا إِنَّهُمْ لَنْ يَرُدُّوا الْأَمْرَ يَعْرِضُ لَهُمْ إِلَى أَنْ قَالَ- يَا أَبَا الْمُرْهِفِ أَ تَرَى قَوْماً حَبَسُوا أَنْفُسَهُمْ عَلَى اللَّهِ- لَا يَجْعَلُ ‌لَهُمْ فَرَجاً بَلَى وَ اللَّهِ لَيَجْعَلَنَّ اللَّهُ لَهُمْ فَرَجاً".[4] في السند حفص بن عاصم وثقه النجاشي وفيه سيف التمار هو ابن سليمان ابو الحسن كوفي وثقه النجاشي. ولكن ابو المرهف لم يوثق وهو مجهول. وفيه تحذير عن الاستعجال لظهور المهدي و الانخراط في كل نهضة و حركة فأوصاه عليه السلام بحبس النفس وعدم الاستعجال و طمّنه بالفرج من الله.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo