< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث الفقه

40/01/22

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: بحث حول داوود الرقي/شرط الثانی/شروط النهی عن المنکر/کتاب الامر بالمعروف و النهی عن المنکر

قد ارتأيت ان نكمل بحثنا في داوود الرقي بدراسة كلام السيد الخوئي رضوان الله عليه فيه"

قال رضي الله عنه في معجم الرجال:: 4429- داود بن كثير:داود الرقي. قال النجاشي: «داود بن كثير الرقي: و أبوه كثير يكنى أبا خالد، و هو يكنى أبا سليمان. ضعيف جدا و الغلاة تروي عنه، قال أحمد بن عبد الواحد: قل ما رأيت له حديثا سديدا.... و قال الشيخ (283):.... «داود بن كثير الرقي مولى ‌بني أسد ثقة و هو من أصحاب أبي عبد الله ع». و قال ابن الغضائري: «داود بن كثير بن أبي خالد الرقي: مولى بني أسد روى عن أبي عبد الله ع، كان فاسد المذهب ضعيف الرواية، لا يلتفت إليه». (انتهى). و عده المفيد في إرشاده في من روى النص على الرضا علي بن موسى ع بالإمامة من أبيه و الإشارة إليه منه بذلك من خاصته، و أهل الورع و العلم و الفقه من شيعته. و قال الصدوق في المشيخة:و روي عن الصادق ع بأنه قال: أنزلوا داود الرقي مني بمنزلة المقداد من رسول الله ص. (انتهى). و يأتي قريب من ذلك من الإختصاص في ترجمة المقداد. و قال الكشي (262): داود الرقي: «‌حدثني حمدويه و إبراهيم و محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قالوا: حدثنا محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عمن ذكره، عن أبي عبد الله ع قال: أنزلوا داود الرقي مني بمنزلة المقداد من رسول الله ص.‌علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن أبي عبد الله البرقي، يرفعه قال: نظر أبو عبد الله ع إلى داود الرقي- و قد ولى- فقال: من سره أن ينظر إلى رجل من أصحاب القائم ع فلينظر إلى هذا. و قال في موضع آخر: أنزلوه فيكم بمنزلة المقداد رحمه الله»....و قال أبو عمرو: يذكر الغلاة أنه من أركانهم، و قد روى عنه المناكير من الغلو و ينسب إليه أقاويلهم، و لم أسمع أحدا من مشايخ العصابة يطعن فيه و لا عثرت من الرواية على شي‌ء غير ما أثبته في هذا الباب».

قال في المعجم: (أقول: هذه الروايات و إن دلت على جلالة داود الرقي إلا أن جميعها ضعيفة لا يمكن الاعتماد عليها، فيبقى في إثبات وثاقته شهادة علي بن إبراهيم و الشيخين الطوسي و المفيد- قدس سرهما- إلا أنه يعارضها شهادة النجاشي‌ ‌و ابن الغضائري بضعفه و ما ذكره أحمد بن عبد الواحد من أنه قلّ ما رأى له حديثا سديداً.

و ما قيل: من أن شهادة النجاشي منشؤها شهادة ابن الغضائري و لا اعتداد بجرحه، أو أنها مسببة عن رواية الغلاة عنه على ما يظهر من عبارة النجاشي، فلا يعارض بها شهادة الشيخين. فهو من الغرائب، و ذلك لأنه لا قرينة على شي‌ء من الأمرين و لا سيما الثاني، إذ كيف يمكن أن تكون رواية الغلاة عن شخص سببا للحكم بضعفه في نظر النجاشي و هو خريت هذه الصناعة). [1]

اقول انا العبد الفقير: يمكن رفع الاستغراب عن السيد الخوئي بان رواية الغلاة عن شخص لا يسبب الحكم بعدم وثاقته اذا كانت الروايات مضامينها صحيحة ولكن اذا كان الغلاة رووا عنه ما يفيد الغلو والخرافات، قد تكون سببا لعدم الاعتماد عن المروي عنه.

ثم قال:(على أنا لو علمنا بأن منشأ شهادته شهادة ابن الغضائري لم يكن بد من الأخذ بها، فإنه من مشايخ النجاشي و هم ثقات و نحن إنما لا نعتمد على التضعيفات المذكورة في رجال ابن الغضائري لعدم ثبوت هذا الكتاب عنه، و أما لو ثبت منه تضعيف بنقل النجاشي أو مثله لاعتمدنا عليه لا محالة).

قلنا: واذا كانت شهادة النجاشي مستندا على شهادة ابن الغضائري فليست هناك الا شهادة واحدة شهد بها النجاشي.

(فإن قيل: لا يعتمد عليه بغمز النجاشي و شيخيه ابن الغضائري و ابن عبدون فيه فإن الكشي ذكر أنه لم يسمع أحدا من مشايخ العصابة يطعن فيه، قلنا: إن عبارة الكشي واضحة الدلالة على أنه في مقام نفي الغلو عن داود، و أنه لم يسمع من المشايخ طعنا فيه و إنما الغلاة نسبوا إليه الغلو، و رووا عنه المناكير، و أين هذا من عدم الطعن عليه بالضعف؟!. على أن عدم سماع الكشي لا ينافي سماع النجاشي و شيخه من غير طريقه كما هو ظاهر، و على الجملة فالرجل غير ثابت الوثاقة). و لنا ملاحظة في هذا الكلام: ان كشي يبحث عن وثاقة الرجل و هو شأن الرجالي فلم يجد قدح الا من يرميه بالغلو ثم هو ينفي الطعن فيه من المشايخ فلما ذا نحصر نفي الطعن في نفي الغلو عنه خصوصا عبارته بصيغة النكرة في سياق النفي التي تفيد العموم.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo