< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث الفقه - کتاب الجهاد

39/07/14

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: ذکر الادلة/قتال اهل البغی/رکن الرابع/المهادنه/ احکام اهل الذمه/کتاب الجهاد

دخلنا في الركن الرابع في قتال البغاة و بحثنا حول قول المصنف: (‌يجب قتال من خرج على إمام عادل إذا ندب إليه الإمام عموما أو خصوصا أو من نصبه الإمام و التأخر عنه كبيرة (.[1] و ذكرنا تعريف البغي عن صاحب الجواهر، و مررنا على أدلّة العلامة في وجوب قتال اهل البغی.

واليوم نريد دراستها بالوقوف عند كل واحد منها: اما من الكتاب فاستدل بقوله تعالى: " فَإِنْ بَغَتْ إِحْدٰاهُمٰا عَلَى الْأُخْرىٰ فَقٰاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتّٰى تَفِي‌ءَ إِلىٰ أَمْرِ اللّٰهِ" [2] الآية. فان الامر ظاهر في الوجوب.

ولكن صاحب الجواهر استمد من رواية الاسياف الطويل لحمل الآية على ما نحن فيه من البغاة واليك بعض نص الخبر مما يتعلق ببحثنا:

"وَ بِالْإِسْنَادِ (اي عن الشَّيْخُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ) عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبِي علیه السلام عَنْ حُرُوبِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام- وَ كَانَ السَّائِلُ مِنْ مُحِبِّينَا فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً صلی الله علیه وآله بِخَمْسَةِ أَسْيَافٍ ثَلَاثَةٌ مِنْهَا شَاهِرَةٌ" الى ان قال: وَ سَيْفٌ مِنْهَا مَكْفُوفٌ و سَيفٌ مِنها مَغمُودٌ" الى ان قال: "أَمَّا السَّيْفُ الْمَكْفُوفُ فَسَيْفٌ عَلَى أَهْلِ الْبَغْيِ وَ التَّأْوِيلِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنْ طٰائِفَتٰانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمٰا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدٰاهُمٰا عَلَى الْأُخْرىٰ فَقٰاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتّٰى تَفِي‌ءَ إِلىٰ أَمْرِ اللّٰهِ فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه وآله - إِنَّ مِنْكُمْ مَنْ يُقَاتِلُ بَعْدِي عَلَى التَّأْوِيلِ كَمَا قَاتَلْتُ عَلَى التَّنْزِيلِ فَسُئِلَ النَّبِيُّ صلی الله علیه وآله مَنْ هُوَ فَقَالَ خَاصِفُ النَّعْلِ يَعْنِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام فَقَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ قَاتَلْتُ بِهَذِهِ الرَّايَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه وآله ثَلَاثاً وَ هَذِهِ الرَّابِعَةُ وَ اللَّهِ لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يُبْلِغُونَا الْمُسْعَفَاتِ مِنْ هَجَرَ لَعَلِمْنَا أَنَّا عَلَى الْحَقِّ وَ أَنَّهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ وَ كَانَتِ السِّيرَةُ فِيهِمْ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام مَا كَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه وآله فِي أَهْلِ مَكَّةَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَإِنَّهُ لَمْ يَسْبِ لَهُمْ ذُرِّيَّةً وَ قَالَ مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ وَ مَنْ أَلْقَى سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ- وَ كَذَلِكَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام يَوْمَ الْبَصْرَةِ نَادَى لَا تَسْبُوا لَهُمْ ذُرِّيَّةً وَ لَا تُجْهِزُوا عَلَى جَرِيحٍ وَ لَا تَتْبَعُوا مُدْبِراً وَ مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ وَ أَلْقَى سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ" ال ان قال: "فَهَذِهِ السُّيُوفُ الَّتِي بَعَثَ اللَّهُ بِهَا مُحَمَّداً صلی الله علیه وآله فَمَنْ جَحَدَهَا أَوْ جَحَدَ وَاحِداً مِنْهَا أَوْ شَيْئاً مِنْ سِيَرِهَا أَوْ أَحْكَامِهَا فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صلی الله علیه وآله ".[3]

اما في سنده علي بن محمد القاساني فضعفه الكشي بقوله: (ضعيف اصفهاني) والنجاشي قال فيه: (علي بن محمد بن شيرة القاساني أبو الحسين كان فقيها مكثرا من الحديث فاضلا، غمز عليه احمد بن محمد عيسى، و ذكر انه سمع منه مذاهب منكرة و ليس في كتبه ما يدل على ذلك الخ)

وفي السند قاسم بن محمد وهو الاصفهاني المعروف بكاسام او كاسولة، قال فيه الغضائري(حديثه يعرف تارة وينكر اخرى و يجوز ان يخرج شاهدا)[4] وقال النجاشي فيه: (لم يكن بالمرضي له) [5] و ذكره الشيخ من دون تعليق، وفي سنده ايضا سليمان بن داوود المنقري قال فيه الغضائري: (الاصفهاني ضعيف جدا لا يلتفت اليه يوضع كثيرا على المهمات)[6] وقال فيه النجاشي: (أبو ايوب الشاذكوني بصري ليس بالمتحقق بنا غير انه روى عن جماعة أصحابنا من اصحاب جعفر بن محمد عليهما السلام و كان ثقة له كتاب الخ). [7] و حفص بن غياث عامي المذهب لم يوثق الا ان الشيخ قال: (له كتاب معتمد).[8]

فالسند لا يعتمد عليه حسب القواعد لكن صاحب الجواهر اعتمد عليه لانه مروي في التهذيب و الكافي و عمل به الأصحاب. ثم ذكر مناقشة في دلالتها فقال: (وإن كان قد أشكله بعض بأنها في المؤمنين، و الفرق الثلاثة عندنا كفار و إن انتحلوا الإسلام، و لفظ البغي فيها أعمّ من ذلك، إذ يمكن إرادة التعدي من بعض المؤمنين على بعض، و لكن يمكن أن يكون على ضرب من المجاز و لو باعتبار معتقدهم كما ستعرف ذلك). [9]

وعلى كل حال دلالة الآية تامة على المراد لان الطائفة الباغية التي رفضت الاصلاح هو خارج عن طاعة الامام في حربه. كما يمكن ان نقول: من بقى منهم على الشهادتين مسلم فقهاً و كافر واقعا فانه يظهر من تعايش امير المؤمنين عليه السلام مع من قاتله بعد انتهاء الحرب فتعامل معهم كاي مسلم، فسمح لهم بالدخول الى المساجد و اكل ذبيحتهم وغير ذلك مما يجعلهم في عداد المسلمين.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo