< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث الفقه - کتاب الجهاد

39/07/13

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: قتال اهل البغی/رکن الرابع/المهادنه/ احکام اهل الذمه/کتاب الجهاد

ان المحقق رضوان الله عليه بعد الفراغ عن البحث عن الاركان الثلاثة دخل الى الركن الاخير في مبحث الجهاد فقال:

(الركن الرابع في قتال أهل البغي: ‌يجب قتال من خرج على إمام عادل إذا ندب إليه الإمام عموما أو خصوصا أو من نصبه الإمام و التأخر عنه كبيرة(.[1]

وقال صاحب الجواهر في بيان معنى البغي لغة واصطلاحاً: (هو لغة مجاوزة الحد و الظلم و الاستعلاء و طلب الشي‌ء، و في عرف المتشرعة الخروج عن طاعة الإمام العادل عليه السلام على الوجه الآتي، و المناسبة بينه و بين الجميع واضحة، و إن كانت هي في الظلم أتم، و من ذلك و غيره يعلم أن البغاة اسم ذم، خلافاً لبعض العامة فأنكره، و قال: المراد بالبغاة المخطئون من أهل الاجتهاد، و هو كماترى ناشٍ عن العناد‌).[2]

قال العلامة في المنتهى: (قتال أهل البغي واجب بالنصّ و الإجماع،قال اللّه تعالى: فَإِنْ بَغَتْ إِحْدٰاهُمٰا عَلَى الْأُخْرىٰ فَقٰاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتّٰى تَفِي‌ءَ إِلىٰ أَمْرِ اللّٰهِ «2».و روى الجمهور عن ابن عمر و سلمة بن الأكوع و أبي هريرة أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال: «من حمل علينا السلاح فليس منّا». و عنه عليه السلام، قال: «من خرج عن الطاعة و فارق الجماعة، فمات فميتته جاهليّة» وعن ابن عبّاس، أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال: «من فارق الجماعة شبرا، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه». و عن ابن عمر، أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال: «من خلع يده من طاعة الإمام، جاء يوم القيامة لا حجّة له عند اللّه، و من مات و ليس في عنقه بيعة، فقد مات ميتة جاهليّة».

و من طريق الخاصّة: ما رواه محمّد بن خالد عن أبي البختريّ، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام، قال: «قال عليّ عليه السلام: القتال قتالان: قتال لأهل الشرك لا ينفر عنهم حتّى يسلموا، أو يؤدّوا الجزية عن يد و هم صاغرون، و قتال لأهل الزيغ «4» لا ينفر عنهم حتّى يفيئوا إلى أمر اللّه أو يقتلوا» و لا خلاف بين المسلمين كافّة في وجوب جهاد البغاة، و قد قاتل أبو بكر بن أبي قحافة طائفتين: قاتل أهل الردّة و هم قوم ارتدّوا بعد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، و قاتل مانعي الزكاة و كانوا مؤمنين، و إنّما منعوها بتأويل؛ لأنّ أبا بكر لمّا ثبت على قتالهم قال عمر: كيف تقاتلهم‌؟ و قد قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «أمرت أن أقاتل الناس حتّى يقولوا: لا إله إلّا اللّه، فإذا قالوها، عصموا منّي دماءهم و أموالهم إلّا‌ بحقّها و حسابهم على اللّه»‌ «1» فقال أبو بكر: و اللّه لا فرّقت بين ما جمع اللّه، هذا من حقّها، لو منعوني عناقا بما «2رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، لقاتلتهم «3» عليها «4».و إذا ساغ «5» قتالهم مع كونهم مسلمين، فقتال أهل البغي أولى؛ لأنّ توقّف عمر عن قتالهم يدلّ على إسلامهم، و لأنّهم لمّا أسروا قالوا: و اللّه ما كفرنا بعد إسلامنا و إنّما شححنا على أموالنا، و احتجّوا: بأنّ اللّه تعالى قال لنبيّه: "خُذْ مِنْ أَمْوٰالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَ تُزَكِّيهِمْ بِهٰا وَ صَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلٰاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ" جعل اللّه صلاة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله سكنا لنا، و ليست صلاة ابن أبي قحافة سكنا لنا.و قاتل عليّ عليه السلام ثلاث طوائف: قاتل أهل البصرة يوم الجمل: عائشة و طلحة و الزبير و عبد اللّه بن الزبير و غيره

، و روى جعفر بن محمّد عن أبيه عليهما السلام، قال: «قال عليّ بن الحسين عليهما السلام: دخلت على مروان بن الحكم، فقال: ما رأيت أحدا أكرم غلبة «1» من أبيك ما هو إلّا أن ركبنا يوم الجمل فنادى مناديه: لا يقتل مدبر و لا يذفف «3» على جريح «4».و قاتل أهل الشام معاوية و من تابعه.و قاتل أهل النهروان و الخوارج.قال الشيخ- رحمه اللّه-: و هؤلاء كلّهم محكوم عندنا بكفرهم، لكن ظاهرهم الإسلام، و عند الفقهاء مسلمون، لكن قاتلوا الإمام العادل، فإنّ الإمامة كانت لعليّ عليه السلام بعد عثمان. و تسميتهم بالبغاة عندنا ذمّ؛ لأنّه كفر عندنا.و قال بعضهم: ليس بذمّ و لا نقصان، و هم أهل الاجتهاد اجتهدوا فأخطئوا بمنزلة طائفة خالفوا من الفقهاء؛ لأنّهم من المؤمنين عندهم، قاتلوا بتأويل سائغ. و عندنا: أنّهم كفّار. و الأصل فيه: أنّ باب الإمامة عندنا من شرائط الإيمان، و قد بيّنّا ذلك في علم الكلام .[3]


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo