< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث الفقه - کتاب الجهاد

37/05/29

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : وجوب الدعوى قبل القتال

بعد ما قلنا انه لا يجوز بدء القتال قبل الدعوة والأظهر ان الدعوة لابد ان تكون بواسطة الإمام او من نصبه فقال المحقق بعد ذالك: ( ويسقط اعتبار الدعوة في من عرفها )[1] وهذا أمر ذكره كثير من فقهائنا واستدل صاحب الجواهر رضوان الله عليه لذلك بأدلة :

أحدها : الأصل والظاهر هو اصالة البراءة لان المكلف يشك في انه هل يجب عليه الدعوة او لا؟ الاصل عدمه. ولكن قد يقال بان الاصل دليل حيث لا دليل واطلاق ادلة التي دلت على وجوب الدعوة قبل القتال يشمل العارف بالدعوة و جاهلها. ويجاب عليه بأن وظيفة الدعوة ليست أمرا تعبديا بل هي توصليه للوصول إلى جذب المقاتل إلى الاسلام او اتمام الحجة عليه. وهو غير متحقق في من ليس بجاهل او فقل هو تحصيل الحاصل .

الدليل الثاني : الذي اعتمد عليه خبر ابي غرة السُلَمي الذي ذكرناه في اليوم الماضي وفيه: " فَقَالَ الرَّجُلُ غَزَوْتُ- فَوَاقَعْتُ الْمُشْرِكِينَ فَيَنْبَغِي قِتَالُهُمْ قَبْلَ أَنْ أَدْعُوَهُمْ؟ فَقَالَ إِنْ كَانُوا غَزَوْا وَ قُوتِلُوا وَ قَاتَلُوا، فَإِنَّكَ تَجْتَرِئُ بِذَلِكَ، وَ إِنْ كَانُوا قَوْماً لَمْ يَغْزُوا وَ لَمْ يُقَاتِلُوا، فَلَا يَسَعُكَ قِتَالُهُمْ حَتَّى تَدْعُوَهُمْ..."[2] ولكن بما سنده ضعيف ودلالته على المقصود غير صريح فان سبق الغزو والقتال لا يلازم الدعوة السابقة ولذا انما يمكن الاستناد اليه كمؤيدٍ فقط.

ثالثاً : الاستناد بغزوة بني المصطلق حيث ذكر ان النبي صلى الله عليه واله غزا بني المصطلق و هم آمنون و ابلهم تسقى على الماء واستأصلهم . هذه القضية تفصيلاتها لم تثبت ثبوتا شرعياً واكثر ما يذكر فيهذه الغزوة مسألة الافك ومسألة ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا.....

نعم يمكن القول بالاستحباب لما فيه من الاحتياط و التأكيد على تمتم الحجة أو فتح باب الهداية او الدعوة إلى الجزية او ايقاع الهدنة، كما نسب إلى علي عليه السلام عند ما اراد قتل عمرو في غزوة خندق دعاه إلى الاسلام ثم قاتله و قتله. كل ذالك اذا لم يناف مصلحة اخرى كما اذا كان الانتصار على العدو رهن مفاجئتهم.

ثم هناك صيغ من الدعاء وردت عن بعض المعصومين عليهم السلام: ففي الكافي عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِيهِ الْمَيْمُونِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع كَانَ إِذَا أَرَادَ الْقِتَالَ- قَالَ هَذِهِ الدَّعَوَاتِ اللَّهُمَّ- إِنَّكَ أَعْلَمْتَ سَبِيلًا مِنْ سَبِيلِكَ جَعَلْتَ فِيهِ رِضَاكَ- وَ نَدَبْتَ إِلَيْهِ أَوْلِيَاءَكَ- وَ جَعَلْتَهُ أَشْرَفَ سُبُلِكَ عِنْدَكَ ثَوَاباً- وَ أَكْرَمَهَا لَدَيْكَ مَآباً وَ أَحَبَّهَا إِلَيْكَ مَسْلَكاً- ثُمَّ اشْتَرَيْتَ فِيهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ- وَ أَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ- يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ- وَعْداً عَلَيْكَ حَقّاً فَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَشْتَرِي فِيهِ مِنْكَ نَفْسَهُ- ثُمَّ وَفَى لَكَ بِبَيْعِهِ الَّذِي بَايَعَكَ عَلَيْهِ- غَيْرَ نَاكِثٍ وَ لَا نَاقِضٍ عَهْداً- وَ لَا مُبَدِّلٍ تَبْدِيلًا بَلِ اسْتِيجَاباً لِمَحَبَّتِكَ- وَ تَقَرُّباً بِهِ إِلَيْكَ فَاجْعَلْهُ خَاتِمَةَ عَمَلِي- وَ صَيِّرْ فِيهِ فَنَاءَ عُمُرِي- وَ ارْزُقْنِي فِيهِ لَكَ وَ بِهِ مَشْهَداً تُوجِبُ لِي بِهِ مِنْكَ الرِّضَا- وَ تَحُطُّ بِهِ عَنِّي الْخَطَايَا- وَ تَجْعَلُنِي فِي الْأَحْيَاءِ‌ الْمَرْزُوقِينَ بِأَيْدِي الْعُدَاةِ- وَ الْعُصَاةِ تَحْتَ لِوَاءِ الْحَقِّ وَ رَايَةِ الْهُدَى- مَاضِياً عَلَى نُصْرَتِهِمْ قُدُماً غَيْرَ مُوَلٍّ دُبُراً- وَ لَا مُحْدِثٍ شَكّاً اللَّهُمَّ وَ أَعُوذُ بِكَ- عِنْدَ ذَلِكَ مِنَ الْجُبْنِ عِنْدَ مَوَارِدِ الْأَهْوَالِ- وَ مِنَ الضَّعْفِ عِنْدَ مُسَاوَرَةِ الْأَبْطَالِ- وَ مِنَ الذَّنْبِ الْمُحْبِطِ لِلْأَعْمَالِ- فَأُحْجِمَ مِنْ شَكٍّ أَوْ أَمْضِيَ بِغَيْرِ يَقِينٍ- فَيَكُونَ سَعْيِي فِي تَبَابٍ وَ عَمَلِي غَيْرَ مَقْبُولٍ. [3] من الاداب الذي لم يذكره المحقق وانما ذكره بعض الفقهاء اتخاذ الشعار في الحرب الذي يعبر عنه بكلمة السر او رمز المعركة وقد ورد روايات ذكرت فيها بعض شعارات غزوات رسول الله:

منها: ما في باب 56 من ابواب جهاد العدو وهي ثلاث روايات نذكرها تبركاً:

1- مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ شِعَارُنَا يَا مُحَمَّدُ يَا مُحَمَّدُ- وَ شِعَارُنَا يَوْمَ بَدْرٍ يَا نَصْرَ اللَّهِ اقْتَرِبْ- وَ شِعَارُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ يَا نَصْرَ اللَّهِ اقْتَرِبْ- وَ يَوْمَ بَنِي النَّضِيرِ يَا رُوحَ الْقُدُسِ أَرِحْ- وَ يَوْمَ بَنِي قَيْنُقَاعَ يَا رَبَّنَا لَا يَغْلِبُنَّكَ- وَ يَوْمَ الطَّائِفِ يَا رِضْوَانُ- وَ شِعَارُ يَوْمِ حُنَيْنٍ يَا بَنِي عَبْدِ اللَّهِ يَا بَنِي عَبْدِ اللَّهِ- وَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ حم لَا يُبْصِرُونَ- وَ يَوْمِ بَنِي قُرَيْظَةَ يَا سَلَامُ أَسْلِمْهُمْ- وَ يَوْمِ الْمُرَيْسِيعِ وَ هُوَ يَوْمُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ- أَلَا إِلَى اللَّهِ الْأَمْرُ وَ يَوْمِ الْحُدَيْبِيَةِ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ- وَ يَوْمِ خَيْبَرَ يَوْمِ الْقَمُوصِ يَا عَلِيُّ آتِهِمْ [ائْتِهِمْ مِنْ عَلُ- وَ يَوْمِ الْفَتْحِ نَحْنُ عِبَادُ اللَّهِ حَقّاً حَقّاً- وَ يَوْمِ تَبُوكَ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ- وَ يَوْمِ بَنِي الْمُلَوَّحِ أَمِتْ أَمِتْ- وَ يَوْمِ صِفِّينَ يَا نَصْرَ اللَّهِ وَ شِعَارُ الْحُسَيْنِ ع يَا مُحَمَّدُ وَ شِعَارُنَا يَا مُحَمَّدُ. [4]

وَ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَدِمَ نَاسٌ مِنْ مُزَيْنَةَ عَلَى النَّبِيِّ ص فَقَالَ مَا شِعَارُكُمْ- قَالُوا حَرَامٌ قَالَ بَلْ شِعَارُكُمْ حَلَالٌ.

قَالَ وَ رُوِيَ أَيْضاً أَنَّ شِعَارَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ بَدْرٍ يَا مَنْصُورُ أَمِتْ- وَ شِعَارَ يَوْمِ أُحُدٍ لِلْمُهَاجِرِينَ يَا بَنِي عَبْدِ اللَّهِ- يَا بَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَ الْأَوْسِ يَا بَنِي عَبْدِ اللَّهِ.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo