< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث الفقه - کتاب الجهاد

37/04/20

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : الاستدلال بالسيرة حول الجهاد الابتدائي

كان بحثنا حول وجوب الجهاد الابتدائي وقد بحثنا في الآيات القرآنية فما وجدنا شيئاً يدل على ذالك،

ومما استدلوا به على وجوب جهاد الكفار ابتدائاً السيرة قال في الجواهر تعليقا على كلام المحقق: (فإن بدءوا المسلمين بالقتال فالواجب محاربتهم مع المكنة بلا خلاف و لا إشكال، بل هو كالضروري، بل إن كُفّوا وجب ابتداؤهم بها بحسب المكنة كذلك أيضاً، بعد تعاضد الكتاب و السنّة و المعلوم من سيرة النبي صلى اللّٰه عليه و آله و التابعين من شدة المواظبة و الحثّ عليه حتى تكرّرَ ذلك منه صلى اللّٰه عليه و آله و هو في النّزع، و خصوصاً في تنفيذ جيش أسامة بن زيد)[1] .(ص48) كما ترون أنّه رضوان الله عليه إنّما أشار الى الدليل من الكتاب والسنة و السيرة وهي من السنة أيضاً من دون ذكر الادلة بتفاصيلها، و هذه الكلمات يتكفل بكلا القسمين من الجهاد ونحن انما نتحدث عن الجهاد الابتدائي لان وجوب الجهاد في الجملة لا وجه للترديد فيه لشهادة العقل والنقل به. وعلى كل حال مما ذكروا بعنوان الجهاد الابتدائي غزوة البدر الكبرى، حيث ان رسول الله خرج باصحابه لقتال عير المشركين وأخذ أموالهم وهم لم يكونوا بصدد الحرب ثم هؤلاء استطاعوا أن يهربوا من متناول المسلمين وجاؤوا بجيش جرار فقاتلهم رسول الله بتفصيل ذكر في المفصلات من التاريخ.

ولكن يمكن المناقشة في هذا الدليل بأن نقول: أن غزوة البدر لم يكن مصداقاً لجهاد المسالم فإن قريش كانوا أعداء المسلمين. وقد قتلوا بعض المسلمين وعذبوا البعض وهمّوا باغتيال النبي صلى الله عليه وآله وأخرجوا المسلمين من مكة اثر ايذائهم وتهديداتهم. وكانوا يرسلون السرايا الى نواحي المدينة المنورة لنهب أموال المسلمين بعد ما تملكوا بيوتهم واموالهم في مكة المكرمة، فكان من حق المسلمين التقاص من أموالهم وقد اشير الى هذا المعنى بعض الآيات كقوله: "الا تقاتلون قوما نكثوا ايمانهم وهموا باخراج الرسول وهم بدأوكم اول مرة" وكذالك بعض الآيات التي نزلت بمناسبة غزوة بدر كقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَ الَّذينَ كَفَرُوا إِلى‌ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)لِيَميزَ اللَّهُ الْخَبيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَ يَجْعَلَ الْخَبيثَ بَعْضَهُ عَلى‌ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَميعاً فَيَجْعَلَهُ في‌ جَهَنَّمَ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (37)قُلْ لِلَّذينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ وَ إِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلينَ (38) وَ قاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصيرٌ (39) وَ إِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلى‌ وَ نِعْمَ النَّصيرُ (40) وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى‌ وَ الْيَتامى‌ وَ الْمَساكينِ وَ ابْنِ السَّبيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَ ما أَنْزَلْنا عَلى‌ عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ وَ اللَّهُ عَلى‌ كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَديرٌ (41)إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَ هُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى‌ وَ الرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَ لَوْ تَواعَدْتُمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْميعادِ وَ لكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى‌ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ إِنَّ اللَّهَ لَسَميعٌ عَليمٌ [2] فهذه الآيات على ما ورد في التفسير نزلت بشأن غزوة بدر ففي اول آية من هذه السلسلة يشير الى مؤآمراتهم، وفي الثالثة يشير الى ان القتال انّما هو لرفع الفتنة الموجودة ، فغزوة بدر كان بين المسلمين وبين اَعدى عدوهم الذي كان تهديداً مستمراً للاسلام والمسلمين.

وكذالك في سورة آل عمران حيث يقول تعالى: ﴿الَّذينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَ اتَّقَوْا أَجْرٌ عَظيمٌ (172) الَّذينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إيماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَ اتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ وَ اللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظيمٍ[3] وكذالك قيل نزلت في غزوة بدر والقرح هو الجرح وقد اجتمعت الناس على قتالهم فلم يكن قتل ابتدائي بلا تهديد مسبق.

من الغزوات التي عدت هجوماً ابتدائياً معركة خيبر فان رسول الله جمع اصحابه و هاجموا اليهود في قلاعهم، من دون أن يقاتلوهم فكان الإبتداء من رسول الله صلى الله عليه وآله.

ولكن يردّ عليه: أن كلامنا في جواز الابتداء بقتال المسالم ممن لم يعتنق الاسلام. وفي خيبر كان اليهود نقضوا عهدهم مع رسول الله وشاركوا المشركين في غزوة الأحزاب ونا صروهم في قتال المسلمين، ثم بعد هزيمة قريش عادوا الى اوكارهم وقلاعهم فرسول الله قاتلهم لانهم قاتلوهم ونكثوا ايمانهم.

كذالك معركة مؤتة حيث جهز رسول الله جيشا قيل عددهم ثلاثة آلاف، ولكنها انما حاربوا المشركين بما انهم قتلوا القراء الذين ذهبوا اليهم كوفد ثقافي فقتلوهم عن آخرهم.

وكذالك غزوة تبوك كان الذي لم ينته الى حرب فكان لمواجهة روم عند ما وصلت الاخبار بحركة جيوشهم الى المدينة للقضاء على الحكومة الاسلامية الفتية

وجيش اسامة كان من وراء ذالك مضافا الى ان ارسال جيش اسامة كان لاخلاء المدينة عن اطراف المخاصمة على الخلافة.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo