< قائمة الدروس

الأستاذ السيد حیدر الموسوي

بحث الأصول

34/03/26

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع: الأصول/ مباحث القطع /منجزية العلم الإجمالي/ الاضطرار إلى بعض الأطراف
 أما التوسط في التكليف عند المحقق العراقي: فلم يجعل الشرط قيداً في نفس التكليف، وإنما جعله قيداً في متعلقه، إذ لولا الاضطرار لكان متعلق وجوب الاجتناب عن الحرام الواقعي هو سد جميع أبواب عدم الحرام ولكن لمكان الاضطرار فسوف يكون متعلق وجوب الاجتناب هو سد أبواب بعض الحرام الواقعي، كما لو انقلب وجوب الاجتناب من التعيينية إلى التخييرية ومن الخطاب بالفرد الكذائي بذاته إلى الخطاب بالجامع أي يجب عليه ترك أحد الأمرين، وهذا المقدار من ترك أحدهما إما الطاهر أو النجس هو الذي يتنجز عليه كما أنه مرخص بشرب أحدهما علاجاً للاضطرار، وعليه فلا يلزم على شرحه من جعل الشرط قيداً في متعلق الحرمة- الحرام انقلاب الوجوب من المطلق إلى المشروط، وبالتالي يكون الشك فيه شكاً فيما هو قيد في فعلية التكليف وبالتالي هو شك بدوي مجراه التأمين كما أنه لا يلزم على ما أفاده أن يكون اختيار المكلف قيداً في التكليف.
 وفيه كما عن السيد الشهيد: إن هذا الذي أفاده وإن كان ممكناً في نفسه إلا أنه بحاجة إلى ما يدل عليه ويعينه من بين سائر المحتملات الممكنة كذلك، لأن ما بأيدينا إنما خطاب تعييني سقط نتيجة المنافاة مع الترخيص التخييري وأما الخطاب التخييري فيحتاج إلى ما يدل عليه وهو مفقود في الفرض.
  وهذا بخلاف القيد الذي أبرزه الميرزا لكونه على وفق الضوابط بلا حاجة إلى ما يدلِّل عليه، لثبوته بنفس دليل التكليف لعدم منافاة أصل التكليف مع الترخيص التخييري، وإنما المنافاة مع إطلاقه وقد عرفت سقوطه.
 إلا أنه بوسع المحقق العراقي الإجابة عنه: بأن الدال على الوجوب التخييري هو نفس الخطاب الأول الدال على التعيين والذي قد سقط مدلوله المطابقي بالمنافاة مع الاضطرار، فإن المقدار الساقط بالاضطرار ما نرفع به المنافاة، ونعالج به الاضطرار أعني خصوص المدلول المطابقي أي الوجوب التعييني دون المدلول الالتزامي وهو ثبوت الملاك لاسيما كالمحقق العراقي الذي لا يرى تبعية الدلالة الالتزامية للمطابقية في السقوط والحجية، وإنما في أصل الانعقاد، فالملاك باقٍ ويُستفاد منه لزوم سد بعض أبواب العدم بعد ثبوت ما يمنع عما يُفيد سد جميع أبواب العدم.
 والصحيح:أن الاضطرار يرفع وجوب الموافقة القطعية دون حرمة المخالفة القطعية من غير فرق بين مسلكي العلية والاقتضاء.
 والحمد لله رب العالمين

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo