< قائمة الدروس

الأستاذ السيد حیدر الموسوي

بحث الأصول

33/04/13

بسم الله الرحمن الرحیم

  الأصول/ مباحث القطع

/

منجزية العلم الإجمالي

 بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
 كان الكلام في المسلك الثالث وهو ما ذهب إليه المحقق العراقي من أن العلم الإجمالي قد تعلق بالواقع على إجماله، وان الفرق بينه وبين العلم التفصيلي من ناحية أن الأول مشوب بالإجمال والتشويش، بخلاف العلم التفصيلي حيث لا يشوبه ذلك، فالفرق بينهما كالفرق بين الإحساس الجلي بأمر والإحساس المشوب غير الواضح، وهذا بخلافه على مسلك الميرزا والمحقق الأصفهاني فان الفرق بينهما في المعلوم، ففي العلم التفصيلي المتعلق صورة الفرد وأما في موارد العلم الإجمالي، فالمتعلق صورة الجامع مع الشك في الخصوصية الفردية.
 وقد ذكر (قده) برهانا لذلك حاصله:
 أن العنوان القائم في أفق نفس العالم وهو المعلوم بالذات نجده ينطبق على الواقع بتمامه، لا على الواقع بلحاظ الحيثية المشتركة.
 وبيان ذلك: أن العلم لو كان متعلقا بالجامع لا الواقع فلا ينطبق إلا على الحيثية المشتركة في الأفراد، والتي هي جزء تحليلي بالنسبة لكل فرد فرد، باعتبار تركبه من الحيثية المشتركة والحيثية التي يمتاز بها كل فرد عن غيره من الأفراد، لأن الحصول على الجامع والوصول إليه لا يكون إلا بطرح الخصوصية لكل فرد فرد، ومع إلقاء الخصوصية لا ينطبق الجامع المعلوم بالإجمال بحسب زعمهم على الفرد بتمامه بما هو فرد، مع أن الوجدان قاض بان المعلوم الإجمالي ينطبق على الفرد بتمامه وبما له من مشخصات فردية.
 وبتعبير آخر: إننا نعلم بوجود الجامع في الخارج إلا أننا نعلم بشئ زائد على هذا، ضرورة أن الجامع لا يوجد في الخارج إلا ضمن خصوصية فرد ، ولا يوجد مستقلا عن الأفراد، فنعلم أن الجامع ليس موجودا في الخارج باستقلاله، بل توجد خصوصية ، فقد تعدى علمنا من الجامع إلى خصوصية زائدة، ثم إن تلك الخصوصية الزائدة التي تعلق بها العلم علاوة على تعلقه بالجامع فهل هي الجامع أو الجزئي ؟
 فان فرضت جامعا عاد الكلام جذعا ، وقلنا: إنه لا يوجد إلا في ضمن خصوصية، وهكذا إلى أن يتسلسل وهو مستحيل، أو ينتهي الأمر إلى الفرد والخصوصية ، فالعلم قد تعلق بالفرد لا بالجامع.
 ودعوى المحقق الأصفهاني : أن العلم الإجمالي يرجع بحسب التحليل إلى علم بالجامع وعلم بكونه ضمن إحدى الخصوصيتين، وبالتالي فان العلم ينصب على الخصوصية.
 فيها: انه لو أريد بذلك العلم، العلم بالجامع المقيد بكونه ضمن الخصوصية، فإننا ننقل الكلام إلى خصوصية التقيد، وانه الفرد والواقع أو الجامع؟
  فان كان هو الواقع فليقل به من أول الأمر بلا حاجة إلى هذا التطويل، وان كان عبارة عن الجامع، فكيف ينطبق على الواقع بتمامه؟ مع انه جزء منه لا انه هو بتمامه.
 نعم ربما يراد وجود علمين احدهما تعلق بالجامع بنحو القضية الموجبة، والآخر علم بقضية سالبة، وهي أن الجامع المعلوم بالإجمال لا يخرج عن احد هذين الفردين.
 إلا أننا بوجداننا نرى أن العلم الإجمالي ليس مجرد علم بالجامع وعلم بعدم وجوده ضمن الأفراد الأخرى، وإنما علم بوجوده ضمن احد الفردين، كما إذا علم بتحقق حصة من الإنسان غير الحصص الأخرى، فانه علم تفصيلي بتحقق جامع الإنسان ضمن حصة ما، غير الحصص الأخرى وليس هذا بعلم إجمالي بل في العلم الإجمالي إضافة على العلم بتحقق الإنسانية في الخارج ضمن وجود عين حقيقي يوجد علم زائد بتحقق إحدى خصوصيتين خارجتين ثابتة بقطع النظر عن وجود الجامع وهذا يعني انه علاوة على العلم بالجامع الحقيقي هو علم بشئ زائد اعني تحقق إحدى الخصوصيتين.
  ثم إن ما أورده المحقق الأصفهاني على العراقي إنما يتم لو قلنا إن العنوان الجامع لا ينطبق على الفرد بخصوصه ولا يحكي إلا الحيثية المشتركة فيه، كما في الجوامع الذاتية كجامع الإنسان الذي لا يحكي إلا الحيثية المشتركة للأفراد، ولا يتم بالنسبة للجوامع التي تنطبق على الفرد بخصوصه وتحكيه بمشخصاته الفردية، وذلك كالجوامع العرضية كعنوان الخاص والشخص ،وهذا ما تنبه له المحقق العراقي نفسه حيث عبر عن هذا السنخ من الجوامع بالاختراعية حيث إنها من مخترعات الذهن وتحكي الفرد بخصوصياته
 نعم لا يتم تعليل القول بتعلق العلم الإجمالي بالواقع بأنه أي العلم الإجمالي ينطبق على الفرد بتمامه إلا أن يكون مراده من تعلقه بالواقع هو تعلقه بالجامع ألاختراعي لا بالجامع الذاتي المخترع من الخارج .
 
 إن قلت كما عن الميرزا : لا يصح تعلق العلم الإجمالي بالواقع وإلا لورد الإشكال فيما لا تعين فيه للواقع المعلوم بالعرض واقعا ، كما لو علم بنجاسة احد الانائين بنجاسة ما ، وكانا معا في الواقع نجسين من سنخ النجاسة المعلومة بالإجمال، حيث إن نسبة النجاسة المعلومة بالإجمال إلى كل من الانائين على حد سواء لكونهما معا نجسين فلا يصح تطبيق المعلوم بالإجمال على كل منهما بعينه بشكل منفرد ، وتطبيقه عليهما معا خلف كون المعلوم بالإجمال هي نجاسة واحدة، فيبطل القول بتعلقه بالواقع، والصحيح هو تعلقه بالجامع .
 والجواب يأتي والحمد لله رب العالمين

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo