الموضوع: الفقه \ كتاب الإجارة \ ملكية المستأجر للمنفعة \ إذا أتلف الثوب بعد الخياطة ضمن قيمته مخيطا

 الكلام في المسألة الثالثة وانتهى الكلام إلى:

  ما لو كان متعلق الإجارة نتيجة العمل: فمع إتلافها أو تلفها يكون قد فوَّت متعلق الإجارة، فلو بنينا على أن تلف المعوض مطلقا هنا وفي البيع يكون من كيس من انتقل عنه فالحكم هو انفساخ الإجارة وضمان الأجير للمستأجر قيمة الثوب مجردا عن وصف المخيطية.

 نعم لو لم نقبل كبرى أن تلف المعوض قبل نقله من كيس من انتقل عنه في باب الإجارة وأنه مخصوص بباب البيع فكذلك يتم التخيير بين ضمان الأجير للثوب على صفة المخيطية أو أن يفسخ الإجارة ويضمن قيمته الثوب مجرداً عن صفة المخيطية لمكان تخلف الشرط الضمني حيث يكون للمستأجر الخيار.

 ثم إن ما ذكره الماتن: إنما يتم لو لم نقل بوجود شرط ضمني بلابدية تسليم العين على صفة المخيطية حتى يتمكن المستأجر منها فلو أتلفها كان للمستأجر الخيار ويضمن أجرة مثل عمله ويضمن الأجير قيمة الثوب مع وصف المخيطية، لأن ملكه هو الثوب مع وصف المخيطية، هذا في الإتلاف والتلف المضمون.

 وأما في صورة التلف: غير المضمون فالحكم هو بطلان الإجارة ويكون من باب تلف المعوض قبل التسليم ولا يضمن المستأجر حتى أجرة المثل فضلاً عن الأجرة المسماة للأجير، لأنه لم يتسلَّم ما ملكه منه بالإجارة.

 ملاحظة: قد أورد السيد الخوئي(قده) على احتمال التخيير بأنه لما لم يكن من التلف قبل القبض المستوجب للانفساخ فلا موجب لسقوط الأجرة أي المسماة- ولا مقتضي للتخيير بعد أن كانت العين مملوكة للمستأجر مع وصف الخياطة وأنه موجب لإزدياد قيمة العين باعتباره تابعاً لها ولا يقابل بالمال والضمان إنما هو بإزاء العين المتصفة بوصف المخيطية وليست بإزاء نفس الصفة.

 وأورد عليه السيد الأستاذ(دام ظله): أنه بعد التزامه(قده) بالشرط الضمني بالتسليم تحقيقاً للغاية وهي تمكين المستأجر من العين على وصف المخيطية وعليه فإن دعوى التخيير ليست ببعيدة.

 أقول: ما ذكره السيد الأستاذ هنا وفيما تقدم كملاحظة على ما أفاده الماتن يرجع إلى نكتة واحدة وهو انخرام الشرط الضمني الذي يُخير المالك المستأجر بين الفسخ والمطالبة بقيمة العين مجردة وبين الإمضاء والمطالبة بقيمة العين مع وصف المخيطية زائد الأجرة المسماة والكلام في صورة الخلو عن ذلك واقتضاء ذات الإجارة ذلك لا تطعيم المطلب بالشرط الضمني، كما في صورة عدم التفات المتعاقدين له.

 والحمد لله رب العالمين