الفقه \ كتاب الإجارة \ ملكية المستأجر للمنفعة \ إذا منع ظالم المستأجر عن الانتفاع بالعين

 كان الكلام فيما لو منعه ظالم عن استيفاء المنفعة وقلنا في المسألة صور وكان الكلام في الصورة الأولى وهي فيما لو منعه قبل القبض وفي المسألة أقوال:

 الأول: بطلان الإجارة، وهو ما أشار إليه السيد صادق الروحاني، وذلك لكون منع الظالم بمثابة تلف العين،

 وفيه: كما مر نظيره أن ذلك يتوقف على كون تفويت المنافع بمنزلة التلف وتعميم ما ورد في البيع لباب الإجارة من كون تلف المبيع قبل القبض من كيس البائع ولا نمتلك دليلا على ذلك كما تقدم.

 الثاني: ما ذكره الماتن من أن المستأجر بالخيار بين الفسخ والرجوع بتمام الأجرة المسماة وبين الإمساك وبالتالي ثبوت الأجرة المسماة للمؤجر ورجوع المستأجر على الظالم باجرة مثل ما فوت عليه الظالم من المنفعة، نتيجة إمساكه بالمستأجر ومنعه من استيفاء المنفعة،وعلى كل حال لا موجب لبطلان الإجارة لتمامية مقتضى الصحة وعدم المانع من ذلك .

 الثالث: وهو ما احتمله الماتن وتابعه على ذلك الفيروزآبادي من أن العقد لازم غايته انه يثبت للمستأجر حق الرجوع على الظالم باجرة مثل ما فوت عليه من المنافع وتثبت الأجرة المسماة للمؤجر.

 الرابع: وهو ما قال به السيد الخوئي (قده) في تعليقته على المتن فقد فصل فيما احتمله الماتن حيث قال بتعين هذا الاحتمال فيما إذا كان منع الظالم للمستأجر عن استيفاء المنفعة، لا عن تسليم المؤجر للعين.

 دليل القول الثاني:

 وهو الذي ذهب إليه اغلب المعلقين على المتن فالدليل عليه بعد الفراغ عن تمامية مقتضى الصحة وعدم وجود ما يمنع من أن يؤثر مقتضى الصحة أثره في العقد، إن الوجه في ثبوت بالخيار: تارة قاعدة لا ضرر ضرورة أن إلزام المستأجر بإجارة قد منع من قبل الظالم من استيفاء المنفعة نحو ضرر منفي بالقاعدة بنفي اللزوم وبالتالي كون المستأجر بالخيار كما ذكر الماتن أولا، كل ذلك قبل دفع المؤجر العين إلى المستأجر.

 ودعوى: أن الضرر منفي حتى لو قلنا بلزوم الإجارة، لكونه متداركا بإلزام الظالم باجرة مثل ما فوت على المستأجر من منفعة نتيجة منعه من استيفاء المنفعة.

 مدفوعة: بان غرض المستأجر بما كان متعلقا بخصوص المنفعة وإلزام الظالم باجرة مثل ما فوت من منفعة لا يتدارك به هذا الضرر وعليه فلا جابر له إلا خصوص الخيار.

 إن قلت: لا يخلو إما أن يفسخ أو يبقي المعاملة ويضمن الظالم مثل ما فات وفي الصورتين قد فات عليه هذا الغرض،

 قلت: الجواب واضح كما سوف يأتي والحمد لله رب العالمين