الموضوع: حجية البينة في رؤية الهلال – الاستدلال بالنصوص:

ويشهد للأول المنسوب للمشهورـ مضافا الى اطلاق حجية البينة ـ عدة نصوص:

كموثق منصور بن حازم عن أبي عبد اللّه (عليه السلام)- في حديث-: "فان شهد عندكم شاهدان مرضيان بانهما رأياه فأقضه"[1]

وصحيح الحلبي عنه (عليه السلام): "ان علياً (عليه السلام) كان يقول: لا أجيز في الهلال الا شهادة رجلين عدلين"[2] .

وصحيحه الآخر عنه (عليه السلام): "قال علي (عليه السلام): لا تقبل شهادة النساء في رؤية الهلال الا شهادة رجلين عدلين"[3] . و نحوها غيرها.

لكن في قبال ذلك عدة نصوص ايضا:

ففي صحيح أبي أيوب إبراهيم الخزاز عنه ع: "قلت له: كم يجزي في رؤية الهلال؟ فقال: إن شهر رمضان فريضة من فرائض الله، فلا تؤدوا بالتظني، وليس رؤية الهلال أن يقوم عدة فيقول واحد قد رأيته، ويقول الآخرون لم نره، إذا رآه واحد رآه مائة، وإذا رآه مائة رآه ألف. ولا يجزي في رؤية الهلال إذا لم يكن في السماء علة أقل من شهادة خمسين، وإذا كانت في السماء علة قبلت شهادة رجلين يدخلان ويخرجان من مصر"[4] .

وفي صحيح محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع: "قال: إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، وليس بالرأي ولا بالتظني، ولكن بالرؤية [قال]: والرؤية ليس أن يقوم عشرة فينظروا، فيقول واحد: هو ذا هو، وينظر تسعة فلا يرونه، إذا رآه واحد رآه عشرة آلاف"[5] ، وفي بعض طرقه: "إذا رآه واحد رآه ألف"، وزاد في بعضها: "وليس أن يقول رجل: هو ذا. لا أعلم إلا قال: ولا خمسون".

وفي موثق أبي العباس عن أبي عبدالله ع: "قال: الصوم للرؤية والفطر للرؤية. وليس الرؤية أن يراه واحد، ولا اثنان ولا خمسون"[6] .

وفي موثق ابن بكير عنه ع قال: "صم للرؤية وأفطر للرؤية، وليس رؤية الهلال أن يجيء الرجل والرجلان فيقولان: رأينا، إنما الرؤية أن يقول القائل: رأيت، فيقول القوم: صدق"[7] .

وفي صحيح حبيب الخزاعي قال: قال ابو عبد الله ع: "لا تجوز الشهادة في رؤية الهلال دون خمسين رجلاً عدد القسامة، وإنما تجوز شهادة رجلين إذا كانا من خارج المصر، وكان بالمصر علة، فأخبرا أنهما رأياه، وأخبرا عن قوم صاموا للرؤية وأفطروا للرؤية"[8] .

والملاحظ في النصوص الاخيرة انها كما تعارض نصوص القول الاول تتعارض بينها وذلك للتصريح مثلا في موثق أبي العباس وغيره بعدم الاكتفاء بالخمسين.