< قائمة الدروس

الأستاذ السید عبدالمنعم الحکیم

بحث الفقه

40/02/05

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: في خصال الكفارة ـ القول بالتفصيل ـ الكلام في علي بن محمد بن قتيبة

وأما علي بن محمد بن قتيبة فقد قال السيد الخوئي (ره) انه: "لم يرد فيه أي توثيق أو مدح، وانما هو من مشايخ الكشي وقد روى عنه في رجاله كثيرا، ولأجله قيل إنه اعتمد عليه في كتابه، وهذا يكفي في الوثاقة"[1] .

لكن الظاهر انه مبالغ فيه. ففي رجال‌ النجاشي "علي بن محمد بن قتيبة النيشابوري (النيسابوري) عليه اعتمد أبو عمرو الكشي في كتاب الرجال. أبو الحسن صاحب الفضل بن شاذان وراوية كتبه. له كتب منها: كتاب يشتمل على ذكر مجالس الفضل [يعني الفضل بن شاذان] مع أهل الخلاف ومسائل أهل البلدان. أخبرنا الحسين قال: حدثنا أحمد بن جعفر قال: حدثنا أحمد بن إدريس عنه بكتابه"[2] .

وفي رجال ‌الطوسي: "علي بن محمد القتيبي تلميذ الفضل بن شاذان نيسابوري فاضل"[3] .

وفي رجال ‌ابن ‌داود: ـ بعد ان جعله في قسم الممدوحين ومن لم يضعفهم الأصحاب بحسب علمه‌ ـ قال: "علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري [جش‌] عليه اعتمد [كش‌] في كتاب الرجال أبو الحسن صاحب الفضل بن شاذان"[4]

وفي خلاصة الاقوال للعلامة الحلي: "علي بن محمد بن قتيبة ويعرف بالقتيبي النيسابوري أبو الحسن تلميذ الفضل بن شاذان فاضل عليه اعتمد أبو عمرو الكشي في كتاب الرجال"[5] .

وفي الخلاصة ايضا، في ترجمة يونس بن عبد الرحمن: "روى الكشي حديثاً صحيحاً عن علي بن محمد القتيبي .. إلى أن قال: وفي حديث صحيح عن علي بن محمد القتيبي .."[6] .

وقد ذكره في الخلاصة في قسم الموثقين، وهو ظاهر ما في المختلف أيضاً، حيث قال: "في طريق هذه الرواية: عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري. ولا يحضرني الآن حاله، فان كان ثقة فالرواية صحيحة يتعين العمل بها"[7] .

مضافاً الى ما في التحرير في كتاب الكفارات: من تصحيح الحديث المذكور[8] .

فالإنصاف: ان كونه راوية كتب الفضل بن شاذان اذا ضممتها الى تقديم الجار والجرور في كلام النجاشي حيث يقول: "عليه يعتمد الكشي..." الظاهر في الحصر فان ذلك يكشف عن ان اعتماد الكشي عليه ليس لمجرد كونه راو فقط بل اعتماد اعتبار وتوثيق ونحوهما. فاذا ضممت اليه توصيف الشيخ له بالفاضل وجعله في قسم الممدوحين الذين لم يضعفهم الاصحاب ـ كما سمعت من ابن داود ـ بل جعل العلامة له في قسم الموثقين في الخلاصة وقوله فيها: "روى الكشي حديثاً صحيحاً عن علي بن محمد القتيبي .. إلى أن قال: وفي حديث صحيح عن علي بن محمد القتيبي .." مضافا الى تصحيح الخبر الذي نحن بصدده جزما في التحرير، ومعلقا على وثاقة عبد الواحد في المختلف. كل ذلك لا يترك مجالا للتشكيك في اعتبار القتيبي في الجملة.

ومن هنا يشكل ما ذكره السيد الخوئي (ره) وان وافقناه كبرويا حيث يقول: "وأما كونه شيخا للكشي فصحيح كما عرفت بل هو يروى عنه في كتابه كثيرا كما تقدم الا ان ذلك لا يستدعي التوثيق بوجه، فإن النجاشي عندما يترجم الكشي يعظمه ويقول ولكن يروى عن الضعفاء كثيرا فليس هو ممن يروى عن الثقات دائما كي تكون روايته عن شخص وان كثرت كاشفة عن توثيقه أو الاعتماد عليه.

وعلى الجملة الرواية عن الشخص لا تستلزم الاعتراف بوثاقته بعد ما سمعت عن النجاشي التصريح بأن الكشي يروي عن الضعفاء كثيرا، فإن شأن المحدث الحديث عن كل من سمع منه. وعليه فكيف يعتمد على روايته عن ابن قتيبة، ويستدل بذلك على توثيقه بعد جواز كونه من أولئك الضعفاء"[9] .

واما الثالث فهو أبو الصلت الهروي وهو ثقة عين وفي الخلاصة: "إنه ثقة صحيح الحديث". ونحوه عن النجاشي، والحسن بن داود، وغيرهم ممن تأخر.

هذا كله في الجانب الأول من الاشكال وهو الخدشة في رجال السند

واما الجانب الآخر من الاشكال في هذا الحديث فهو ما ورد عن المحقق في المعتبر حيث قال ـ بعد أن أورد رواية عبد السلام ـ: "ان هذه الرواية لم بظهر العمل بها بين الأصحاب ظهورا يوجب العمل بها وربما حملناها على الاستحباب ليكون آكد في الزجر"[10] .

وهذا يناسبه جدا اطلاق القول بالتخيير او الترتيب في كلماتهم.

والمتحصل: عدم امكان العمل بالخبر الأول.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo