< فهرست دروس

الأستاذ السيد علي‌رضا الحائري

بحث الأصول

37/05/08

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: حجیة الظهور

کان الکلام فی الاستدلال بالسیرة‌ العقلائیة‌ علی حجیة الظهور

و قلنا ان هذه السیرة‌ لا بد من اثبات امضاء‌ الشارع لها و قلنا ان الطریق الصحیح فی اثبات الامضاء عبارة عن الطریقین الذین ذکرناهما فی بحث السیرة

الطریق الاول الطریق القائم علی اساس الدلیل العقلی و کان هناک اشکال یقول ان هذه السیرة العقلائیة مردوع عنها من قبل الشارع و غیر ممضیة و ذلک الردع قد وصل من خلال ادلة‌ الاصول العملیة فکنا بصدد الجواب عن هذا الاشکال حیث قلنا انه یمکن الجواب علیه باحد بیانین:

البیان الاول: دعوی التوسعة فی متعلق العلم الذی جعل غایة فی دلیل البراءة‌ فتنتهی مدة‌ البراءة‌ بوجود العلم فندعی التوسعة‌ فی متعلق العلم،‌ فاذا کان متعلق العلم خصوص الحکم الالزامی فدلیل البراءة‌ یردع عن حجیة‌ الظهور لان الظهور لا یوجب العلم بالحکم الشرعی فتجری البراءة‌

اما لو وسعنا فی متعلق العلم و قلنا انه لیس المراد بخصوص الحکم الالزامی بل المراد هو العلم بالخطاب الالزامی و هذا العلم حاصل فی ما اذا کان الکلام ظاهرا فی الحکم الشرعی فالغایة التی هو العلم بالخطاب الالزامی المولوی موجود فتنتهی مدة البراءة فلا تجری البراءة‌ حتی تردع عن العمل بالظهور فلسان دلیل البراءة‌ لا یصلح رادعا عن الظهور لان البراءه مغیی بالعلم بالخطاب المولوی الالزامی و هذه الغایة‌ حاصلة‌ فی موارد العلم بالخطاب الالزامی فی موارد ظهور الدلیل فی الحکم الشرعی الالزامی

هذا هو البیان الاول

البیان الثانی: ان لم نقل بالتوسعة‌ فی متعلق العلم هناک بیان آخر سنذکره بعد قلیل حول الآیات القرآنیة‌ الناهیة‌ عن العمل بالظن و نوجل هذا البیان الی بعد قلیل

هذا حول الاشکال الاول

الاشکال الثانی:

هناک اشکال آخر المقصود منه اثبات الردع عن العمل بالظهور من خلال الآیات الناهیة عن العمل بالظن و اتباع غیر العلم مثل قوله تعالی: لا تقف ما لیس لک به علم ان الظن لا یغنی من الحق شیئا ان یتبعون الا الظن و هذه الآیات تنهی عن العمل بالظهور لان العمل بالظهور اتباع لغیر العمل و مردوع عنه من خلال الآیات و هذه الآیات بشمولها و عمومها للظن تنهی عن اتباع الظن

هذا الاشکال یختلف عن الاشکال السابق حیث ان الاشکال السابق یتمسک بادلة الاصول فی الردع و هذا الاشکال یتمسک بالآیات

الجواب عن الاشکال الثانی:

و الجواب عن هذا الاشکال هو ان ردع الشارع عن السیرة‌ العقلائیة‌ فیما اذا لم یکن راضیا بهذه السیرة یصدر منه صونا عن نقض الغرض. فان الردع یصدر من الشارع بملاک انه یری ان هذه السیرة‌ تشکل خطرا علی اغراضه فلو لم یکن راضیا بها لکان علیه ان یردع لانه لو سکت و لم یردع فنقض غرضه بیده و نقض الغرض بید صاحب الغرض مستحیل عقلا فلا تصلح هذه الآیات و ادلة الاصول للردع عن السیرة‌ العقلائیة‌ القائمة علی العمل بالظهور لان مثل هذه السیرة العظمیة‌ المستحکمة الراسخة فی ذهن العقلاء لا یردع الشارع عنها من خلال الاطلاقات و العمومات فاذا اراد الشارع ان یردع عن هذه السیرة لا یردع من خلال العمومات و الاطلاقات لان فی دلالة‌ هذه الآیات علی شمول مثل هذه السیرة‌ شیء‌ من الغموض و الابهام

فاذا اراد الشارع عن یردع عن السیرة‌ الراسخة یجب ان یردع من خلال الرادع القوی المستحکم الراسخ فی ذهن المتشرعة‌ و العرف و العقلاء

فکلما کانت السیرة‌ اقوی و اشد یجب ان یکون الردع اقوی حتی یکون صالحا للهجوم علی تلک السیرة و اقتلاع جذور خذه السیرة مثل الردع الموجود عن العمل بالقیاس فاذا اراد الشارع عن العمل بالقیاس لم یکتف بالعموم و الاطلاق بل صرح فی مقام الردع عن العمل به رغم ان العمل بالقیاس لیس بمستوی العمل بالظهور

فنری التصریحات الکثیرة من الشارع فی مقام الردع عن العمل بالقیاس رغم ان الحاجة الفقهیة الی القیاس اقل بمراتب من الحاجة الفقهیة الی الظهور

فلا یمکن ارتداع المتشرعة‌ عن هذه السیرة‌ من خلال هذه العمومات و الاطلاقات التی لا یلتفت الی کونها رادعة عن العمل بالظهور الی النادر القلیل من الناس و لذا نری ان العمل بالظهور لم یتزعزع فما ارتدع المتشرعة‌ عن العمل بالظهور لا من حیث انهم تمردوا علی الشارع بل من حیث انهم لم یفهموا منها الردع عن العمل بالظهور رغم انهم وقفوا علی مثل هذه العمومات و الاطلاقات

فالاشکال الثانی غیر وارد و غیرصحیح

هذه الاشکال مع الجواب الذی ذکرناه مشترک بین باب حجیة‌ الظهور و بین باب حجیة‌ خبر الواحد و قد تقدم فی بحث حجیة‌ خبر الواحد حیث تمسکنا فی اثبات حجیة خبر الواحد بالسیرة‌ فجاء هذا الاشکال و الجواب

و هناک اجوبة‌ اخری ذکرناها فی بحث خبر الواحد

الجواب المختص بباب حجیة‌ الظهور:

و یوجد فی مقامنا جواب آخر یختص بباب الظهور و لا یاتی فی باب خبر الواحد

و هو ان یقال ان هذه العمومات و الاطلاقات القرآنیة‌ و الروائیة‌ هی بنفسها ظهورات فکیف هی تردع عن العمل بالظهرو؟ بعبارة‌ اخری تستحیل الرداعیة‌ لان ما تریدون جعله رادعا عن العمل بالظهور هو بنفسه ظهور و ظن فلکی یکون هذا الظهور و الظن رادعا عن العمل بالظهور یجب ان یکون حجة و اذا صارت حجة‌ ردعت عن نفسها و عن العمل بالظهور الشامل لنفسه و لذا تسقط حجیتها فیلزم من حجیتها عدم حجیتها و هذا امر محال عقلا

فردع الشیء عن نفسه مستحیل

هذا هو الجواب الذی یمکن ذکره هنا و لا یتم ذکره فی بحث خبر الواحد لان هذه العمومات والاطلاقات یراد منها الردع عن العمل بخبر الواحد فهناک لیس المدعی ردع الآیات عن العمل بالظهور حتی یجیء هذا الجواب

و لکن یجیء هذا الاشکال فی بحث حجیة‌ الظهور و یاتی هذا الجواب ایضا

الاشکال علی الجواب المختص بباب حجیة‌ الظهور:

الا ان هذا الجواب بالامکان ابطاله فی مانحن فیه بان نقول: ان هذا المحذور العقلی الذی ذکر فی هذا الجواب و هو عدم امکان الردع عن العمل بالظهور بالظهور،‌ یاتی هذا المحذور و یرد فیما اذا ارید بهذه الاطلاقات و العمومات ان تردع عن نفسها فنحن نفهم بقرینة هذا المحذور العقلی ان هذه الآیات تردع عن ظهورات اخری غیر نفسها و لا تردع عن نفسها لانه یرد المحذور العقلی و اما ردعها عن سائر الظهورات لا یبتلی بالمحذور العقلی

اذن ناخذ بهذا الردع فیرجع مرة‌ اخری الاشکال عن ردع العمل بالظهور من خلال الآیات القرآنیة‌ و ان لم تکن هذه الآیات رادعة‌ عن العمل بظهور نفسها فان الضرورات تتقدر بقدرها

فالسیرة القائمة عن العمل بالظهور ردعت عنها من خلال هذه الآیات القرآنیة

الاشکال فی حجیة الظهورات القرآنیة:

فان قیل: بای وجه ناخذ بهذا الردع و الحال ان هذا الردع لیس الا ظهورا من الظهورات و الکلام فی نفس حجیة الظهور؟

الجواب عن هذا الاشکال:

قیل: ان شخص هذا الظهور حجة‌ قطعا لان السیرة قامت علی حجیة‌ الظهور فان اصل السیرة ما انکرت و لم یردع عنها الشارع فی خصوص شخص هذه الظهورات فلا تشمل الآیات الناهیة‌ نفسها فلم یردع عن السیرة القائمة علی العمل بشخص هذا الظهور فتکون هذه السیرة‌ حجة فی خصوص هذه الآیات

هذا فیما یتعلق بهذا المطلب و للبحث صلة تاتی ان‌شاء‌الله فی یوم السبت

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo