الموضوع: الاُصول العملية/ نظرية حق الطاعة.

الأمر الرابع: إنّ معنى المولوية تعبير آخر عن حق الطاعة، فعندما نقول: إنّ الله تعالى مولانا. نعني بذلك أنّ له حق الطاعة علينا. وعليه فلا يصح أخذ عنوان المولوية في موضوع الخلاف ـ إلّا من باب التسامح في التعبير ـ فإن قولنا هل تجب طاعة المولى في التكاليف المحتملة والمظنونة؟ مرجعه إلى قضية بشرط المحمول مفادها، هل تجب طاعة المولى الذي تجب طاعته. وعليه فلا بد أن يكون موضوع النزاع تكاليف الله تعالى المظنونة والمحتملة لا بوصفه مولى، ونسأل عن ثبوت حق الطاعة و المولوية فيها.

الأمر الخامس: إنّ المولوية التي وقع الخلاف في شمولها للتكاليف المظنونة والمحتملة هي المولوية الذاتية المدركة من قبل العقل العملي بصورة مباشرة، وهي المولوية الذاتية، وليس المولوية المجعولة من قبل الشارع لبعض الناس كالأنبياء والأئمة أو العقلاء فيما بينهم كالسلطان أو الشخص لنفسه أو لغيره، فإنّ هذه المولوية تتبع في سعة دائرتها وضيقها نفس جعل الجاعل.

الأمر السادس: إنّ محور النزاع شمول مولوية الله تعالى الذاتية للتكاليف المظنونة والمحتملة سواء تعقلنا ثبوت مولوية ذاتية لغير الله تعالى كما يُدعى لأولياء النعم من البشر أو لا، فإنّ البحث سيجري بشأن الله تعالى وثبوت مولويته في التكاليف المظنونة والمحتملة أو عدم ثبوتها بشكل مستقل عن أي مصداق آخر من تلك المولويات الذاتية فإنّ المولوية الله الذاتية تبقى مختلفة ولا يمكن قياسها بالمولويات البشرية.