< فهرست دروس

الأستاذ السيد علي اکبر الحائري

بحث الأصول

40/04/24

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: حجية الدليل العقلي/ العقل العملي/ القصور في عالم الحجية.

إدامة البحث

أقول: سواء قصد اُستاذنا الشهيد رحمه الله الاحتمال الأوّل أو الثاني فإنّي أرى من الصعب قبول الإمكان الثبوتي للفرض المذكور، لأنّه يتوقف على كون حقّ طاعة المولى تبارك وتعالى عقلاً معلقاً على عدم إسقاطه له لا بإسقاط نفس الحكم ولا بسلب قطع المكلف عنه بل بمحض إسقاط حق الطاعة عن نفسه رغم بقاء حكمه وبقاء قطع المكلّف بذلك الحكم، فقد يكون هذا منافياً للوجدان السليم.

ولو ادعى الخصم إمكان ذلك ثبوتاً كان وجدانه مخالفاً لما ندّعي من الوجدان على عدم إمكان ذلك.

وأما البحث الإثباتي: فقد قسّم اُستاذنا الشهيد الروايات التي قد يتمسك بها الأخباريون إلى طوائف:

1ـ ما دلّ على تحريم الحكم بغير ما أنزل الله تعالى.

ويرد على الاستدلال به : إنّ الدليل العقلي إذا أورث العلم بالحكم الشرعي فسوف يكون حاكماً على روايات هذه الطائفة، لأنّنا سوف نعلم عن طريق العقل بأنّ هذا الحكم المعين قد أنزله الله تعالى.

2ـ ما دلّ على تحريم الحكم والقول بغير علم أو بلا هدى أو بلا حجة.

ويرد عليها ما ورد على الطائفة الأوّلى، فان الدليل العقلي سيكون حاكماً على التحريم الوارد في هذه الطائفة، إذ أنّ العلم بالحكم الشرعي عن طريق الدليل العقلي يعدّ قولاً بالعلم وهدى وحجة.

3ـ ما دلّ على النهي عن الاستقلال عنهم عليهم السلام في الأحكام.

والجواب: إنّ الاعتماد على الدليل العقلي يكون بعد مراجعة الأدلة الشرعية الواردة عنهم عليهم السلام وليس مستقل عنها.

4ـ ما دلّ على عدم قبول الأعمال بدون ولاية ولي الله.

والجواب على ذلك بـ :

أولاً: إنّ هذه الروايات لا يفهم منها البطلان وإنّما نفي مرتبة القبول والثواب.

ثانياً: إنّ حصول العلم بالحكم الشرعي عن طريق الدليل العقلي والاعتماد عليه لا ينافي التمسك بولاية أهل البيت.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo