< فهرست دروس

الأستاذ السيد علي اکبر الحائري

بحث الأصول

40/04/03

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: حجية الدليل العقلي/ العقل العملي/ حقّانيّة العقل العملي.

أدلة عدم الحقّانية

إدامة البحث

البرهان الثالث: ما ذكره بعض علماء الكلام: إنّ الحسن والقبح إنْ كانا واقعيين غير جعليين لكانا ذاتيين ـ بناءً على أنّ كلما يعرض على الشيء حقيقةً وواقعاً لا جعلاً واعتباراً يجب أنْ يكون ذاتياً لكل ما يعرض عليه أو لبعضه لأنّ كل ما بالعرض لا بد أن يرجع إلى ما بالذات ـ وهما ليسا ذاتيين بدليل ما نرى من اختلافهما بالوجوه والاعتبارات.

ونحن الآن لا نريد مناقشة المبنى الذي بنوا عليه هذا البرهان، وإنّما نريد مناقشة البرهان على فرض قبول المبنى.

وقد اُجيب عن هذا البرهان: بأنّ ما يرى من اختلافهما بالوجوه والاعتبارات لا ينافي ذاتيّتهما لأنّ ضرب اليتيم مثلاً متى ما كان مصداقاً للظلم فهو قبيح ومتى ما كان مصداقاً للعدل فهو حسن.

ويرد على ذلك أنْ قضية ( الظلم قبيح) و( العدل حسن) ليسا إلّا قضيتين بشرط المحمول كما سيأتي.

والصحيح في الجواب عن البرهان المذكور:

أولاً: أنّ الحسن والقبح في العناوين التفصيلية لا يختلفان باختلاف الوجوه والاعتبارات، فالصدق مثلاً دائماً هو حسن، والكذب دائماً هو قبيح، وما قد يظهر من أنّ الكذب قد يصبح حسناً والصدق قد يصبح قبيحاً فليس ذلك باختلاف الوجوه والاعتبارات وإنّما هو لأجل التزاحم مع عناوين اُخرى من العناوين التفصيلية للحسن والقبح كعنوان إصلاح ذات البين.

وثانياً: لو سلّمنا وقوع الاختلاف في الحسن والقبح بالوجوه والاعتبارات، فتلك الوجوه والاعتبارات مأخوذة كقيد في ما هو حسن أو قبيح وليس مجرّد حيثيات تعليلية.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo