الموضوع: حجية الدليل العقلي/ العقل العملي/ حقّانيّة العقل العملي.

إدامة البحث

تبين لك بما تقدم كيف إنّ ( الضرورة التكوينية) تكون في عرض السلطنة ذلك لانّ النسبة بينها وبين الافعال نسبة وجوب، بينما تكون (الضرورة الخلقية) في طول السلطنة ومترتّبة عليها، فالحسن والقبح لا يكون إلا عندما تصدر الافعال عن اختيار وسلطنة.

وبقي هنا شيء وهو أنّ المشهور جعلوا الحسن والقبح عبارة صحة المدح والذم، لكنّ التحقيق: أنّ الحسن والقبح يستحيل اتحادهما مع صحة المدح والذم، لأنّه يلزم توقّف الحسن والقبح الواقعيين على العلم بهما، إذ لا يشك أنّ صحة المدح والذم تتوقف على العلم بالحسن والقبح، فإن اتحد الأمران لزم توقف الشيء على العلم نفسه وهو محال، ولا يمكن الجواب عن هذه الاستحالة بما اُجيب به عن استحالة اختصاص الحكم بالعالم به الذي ينفع في الاُمور الاعتبارية لا في الاُمور الواقعية كما هو المقام.

والصحيح أنّ صحة المدح معناه حسن المدح، وصحة الذم معناها حسن الذم، ولا مانع من كون حسن الذم على الكذب متوقفاً على العلم بقبح الكذب وحسن المدح متوقفاً على العلم بحسن الصدق.