< فهرست دروس

الأستاذ السيد علي اکبر الحائري

بحث الأصول

40/03/18

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الموضوع: حجية الدليل العقلي / العقل العملي / اختلاف باب الحسن والقبح عن باب المصلحة والمفسدة / نقد نظرية صاحب الكفاية في تفسير الحسن والقبح العقليين

إدامة البحثبسمه تعالىبقي هنا شيء: تكميلاً للرد على نظرية صاحب الكفاية في تفسير الحسن والقبح العقليين : إنّ انبساط القوة العاقلة وانقباضها لا يكفيان لصحة المدح والذم في الأفعال، لأنّ القوة العاقلة قد تنبسط أو تنقبض لأجل الموجودات الخارجية كالمناظر الجميلة أو القبيحة وليس هناك مدح أو ذم، فما هي نكتة صحة المدح والذم؟ أمام صاحب الكفاية لتفسير صحة المدح والذم افتراضان: فهو إما أنْ يقول بأنّ منشأها هو قانون العقلاء وجعلهم الاعتباري. وهذا يرجع إلى إنكار الحسن والقبح الذاتيين.أو يقول أنّ منشأها خصوصية ذاتية في الفعل. وهي تكفي بنفسها في تفسير الحسن والقبح بلا حاجة إلى انبساط القوة العاقلة وانقباضها.اللهم إلّا أنْ يقصد: إنّ الانبساط والانقباض علامة ومعرف للحسن والقبح. وإنْ كان هذا خلاف ظاهر عبارته.وقد ظهر لنا بمجموع ما ذكرنا:أولاً: عدم صحة ارجاع الحسن والقبح الى باب الميل والغريزة. فإنّ هذا يعني عدم تطبيق الحسن والقبح على من لا يملك الغريزة والميل النفساني، مثل الله تعالى فلا يصح أنْ يقال إنّ العدل منه حسن والظلم منه قبيح، وكذلك لا يصح تطبيقهما على من عوّد نفسه على ارتكاب القبح وترك الحسن إلى أنْ أزال من نفسه ذلك الميل الطبيعي الى فعل الحسن وترك القبح وأمات تلك الغريزة أو ضعفها الى درجة كبيرة، فإنّه يلزم أنْ لا يوصف فعله بالحسن والقبح أو يوصف بوصف ضعيف. ثانياً: عدم صحة ما ذهب إليه الفلاسفة من إرجاع الحسن والقبح الى باب المصلحة والمفسدة لكن لا كل مصلحة ومفسدة بل المصلحة والمفسدة التي ليسا بحاجة إلى تأمل عقلي فيدركهما جميع العقلاء وتتطابق عليهما آراؤهم.وجه عدم صحة ذلك: إنّه يستلزم دوران الحسن والقبح نتيجة التزاحم بين المصالح والمفاسد، بينما الأمر ليس كذلك فإنّ ارتكاب فعل قبيح في سبيل الحصول على منفعة عظيمة ومصلحة مهمة شخصية كانت أو نوعية لا يزيل القبح عنه. ثالثاً: عدم صحة ما ذهب إليه بعضهم من أنّ الحسن والقبح من المشهورات التي يتطابق عليها العقلاء.وجه عدم الصحة: وذلك لأنّه يوجد لدينا احتمالان لتفسير المراد بأنّهما من المشهورات:1ـ إنّ المراد بذلك إنكار ضمان حقّانية قضايا الحسن والقبح ، ولهذا ترى الشيخ الرئيس يقول: بأنّ من يُخلق في مكان خالٍ من النّاس إطلاقاً لا يدرك الحسن والقبح.وهذا مرجعه إلى ما يأتي من بحث حقانية الحسن والقبح.2ـ إنّ المراد بذلك ما يظهر من المحقق الأصفهاني من إنكار ما بإزاء قضايا الحسن والقبح وواقعيتها، فهي مجرد قرارات تطابق عليها العقلاء ولا واقع لها وراء ذلك.ولم يُقم المحقق رحمه الله دليلاً على صحة هذه النظرية سوى ما ذكره في بحث التجري من أنّ مدركات العقل العملي لا يمكن أنْ تكون مواداً برهانية.وهذا الكلام مرجعه الى نفي ضمان حقانيتها لا نفي واقعيتها لأنّ نفي كونها من مواد البرهان يعني اخراجها من العقل البرهاني المضمون الحقانية دون غيره. وعلى أيّ حال نسأل ما هو مقصودهم من قولهم أن قضايا الحسن والقبح هي ما تطابقت عليه آراء العقلاء، هل المراد أنّها نفس تطابق العقلاء على صحة المدح والذم أو متعلق هذا التطابق؟فإن كانت نفس تطابق العقلاء واتفاقهم فهذا معناه إنكار الحسن والقبح. وإن كانت متعلق هذا التطابق فهذا معناه أنّ لها ما بإزاء في الخارج.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo