< فهرست دروس

الأستاذ السيد علي اکبر الحائري

بحث الأصول

40/03/12

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الموضوع: حجية الدليل العقلي /الحسن والقبح مع المصلحة والمفسدة /الرد الثاني على نظرية المحقق الخرساني

الرد الثاني : وهو عبارة عن عدة نقوضات قال عنها أستاذنا الشهيد رضوان الله عليه( ان امكن الجواب عن بعضها بتكلف فمجموع النقوض كافٍ في الايراد عليه )

النقض الاول : ان كان الحسن والقبح تابعين لمدى مسانخة الفعل للقوة العاقلة، لزم ان تكون القوة و الضعف في إدراك الحسن والقبح تابعين لمدى ذكاء القوة العاقلة في إدراك العقل النظري ، فلو وجد شخصان احدهما اذكى من الاخر فلابد ان يكون الاذكى اشد انقباظا و انكماشا من ادراك الفعل القبيح ، واما الاقل منه ذكاءا فيكون انقباظه من إدراك الفعل القبيح اقل من ذلك ، في حين نجد بعض الاذكياء الذين لا تصعب عليهم حل أعقد المسائل الرياضية اساسا لا يهتمون مثلا لضرب اليتيم و وقوع الظلم على المظلوم ، في حين نجد في المقابل من هو اقل ذكاءا يتالم ويتاذى لضرب اليتيم وليس هذا الا لان ادراكه للقبح اشد ممن هو اذكى منه وهذا خلاف ما تقتضيه نظرية المحقق الخرساني رحمه الله.

النقض الثاني : وهو مترتب على النقض الاول وحاصله انه يلزم من نظرية المحقق الخرساني رحمه الله ان يكون الفعل الواحد بالنسبة الى الاقل ذكاءا مباحا ؛ وذلك لعدم إدراكه لمستلزماته العدمية ، واما بالنسبة الى الاشد ذكاءا فلابد ان يكون قبيحا ؛ وذلك لادراكه لمستلزماته العدمية ، فيكون الفعل مسانخا للقوة العاقلة لدى الاقل ذكاءا ، وغير مسانخٍ للقوة العاقلة لدى الاشد ذكاءا بسبب اختلاف قوة القوة العاقلة بينهما، بينما اننا نشعر بالوجدان ان الامر ليس كذلك.

النقض الثالث : يلزم من نظرية المحقق الخرساني رحمه الله ان يتساوى إدراك القبح عند شخص واحد سواء صدر ذلك الفعل القبيح من نبي من انبياء الله تعالى او من انسان عادي!

وبعبارة ثانية : إننا نشعر بالوجدان ان الفعل القبيح لو صدر من انسان جاهل فان هذا الفعل قبيح ، ولكن لو صدر نفس الفعل من انسان عالم فانه يكون اشد قبحا ، ولكن حسب نظرية المحقق الخرساني رحمه الله يلزم ان يكون نسبة القبح متساوية سواء صدرت من عالم او من جاهل؛ وذلك لان الاعدام الملازمة واحدة لا تختلف بقيام العالم بالفعل او الجاهل وهذا خلاف الوجدان.

النقض الرابع : العناصر العدمية للكذب مثلا التي جعلت الكذب منافرا وغير مسانخٍ مع القوة العاقلة فصار الكذب قبيحا ، هذه العناصر هل هي في نفس فعل الكذب ام في مستلزماته؟

ان قيل : في نفس فعل الكذب بما هو كلام يصدر وكيف مسموع .

قلنا : ان الكذب و الصدق كلاهما كلام وكيف مسموع ولا فرق بينهما في الحد العدمي لهما.

وان قيل : ان الكذب قبيح باعتبار مستلزماته العدمية ؛ لانه مثلا يؤدي الى تمزق الساحة او يؤدي الى الاختلاف بين الصديقين .

قلنا : لو كان الامر كذلك لكان مختلفا باختلاف التفات الانسان المدرك الى تلك المستلزمات ، فمن يدرك تلك المستلزمات يحكم بقبح الكذب، ومن لا يدرك تلك المستلزمات لا يحكم بقبح الكذب! في حين إننا نجد من يدرك قبح الكذب فانه يدرك على مستوى واحد سواء كان ملتفتا الى تلك مستلزمات الكذب العدمية ام غير ملتفت.

ويضيف استاذنا الشهيد رضوان الله عليه في ذيل هذا النقض الرابع من انه اذا المراد من العناصر العدمية هي الموجودة في المستلزمات لا في نفس الفعل فان هذا يتنافى مع نظرية المحقق الخرساني رحمه الله في بحث الضدين؛ لان هذه المستلزمات من الاضداء الخاصة ويرى المحقق الخرساني رحمه الله بان وجوب الشيء لا يستلزم حرمة ضده الخاص، بينما اذا كان الميزان هو العناصر العدمية الموجودة في الاضداد الخاصة ( المستلزمات) فان المفروض ان يكون وجوب الشيء مستلزما لحرمة ضده الخاص وهذا على خلاف نظريته.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo