< فهرست دروس

الأستاذ السيد علي اکبر الحائري

بحث الأصول

40/03/09

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الموضوع: بحث الأصول / بحث الأدلة العقلية/ حجية الدليل العقلي / العقل العملي

إدامة البحثبسمه تعالىوقد يتوهّم وجود وجه خامس يختلف عن هذه الوجوه الأربعة وهو يناسب الإنكار الأخباري للحسن والقبح لا الإنكار الأشعري وحاصله: أنْ يقول الأخباريون أنّنا ندرك تمام موارد الحسن والقبح لا فقط في الطاعة والمعصية، فنحن نتفق معكم في ذلك والفرق بيننا وبينكم هو أنّكم تدّعون إدراك الحسن والقبح مباشرة ونحن ندّعي إدراكها من خلال الحكم الشرعي بالوجوب والحرمة فكلّما أوجبه الشارع استكشفنا حسنه وكلّما حرّمه الشارع استكشفنا قبحه.وهذا توهّم باطل إذ أنّه يرجع الى أحد الوجوه السابقة وذلك أنّنا نطرح عليهم السؤال التالي: ما هو رأيكم في صحة إدراكنا المباشر نحن القائلون بالحسن والقبح الذاتيين؟ ولكي يجيبوا فهم إمّا أن يقولوا بأنكم تكذّبون في دعوى الإدراك المباشر وهذا مرجعه الى الوجه الأول، وإمّا أن يقولوا نعم إنّكم تدركون ونحن لا ندرك وهذا مرجعه الى الوجه الثاني، وإمّا أن يقولوا إنّكم تضيفون هذا الإدراك إلى عقولكم ونحن نضيفه إلى الشارع وهذا مرجعه الى الوجه الثالث، فلا يبقى إلّا أن يدعوا ضيق إدراكهم للحسن والقبح في حدود الطاعة والمعصية وهو الوجه الرابع.وإن أبيت إلّا القول بأنّ هذا الوجه جديد لا يرجع الى الوجوه الاُخرى وذلك بأنّنا ندرك الحسن والقبح بواسطة الشريعة ادراك العلة من خلال المعلول فإنّ الحسن والقبح الذاتي هو الذي يدعو الشارع إلى أن يأمر بالوجوب وينهى عن الحرمة وبذلك يحصل لدينا إدراك للحسن والقبح الذاتي بمساعدة الشريعة وهذا وجه جديد، و سيتضح الجواب عن ذلك في البحث الثاني. البحث الثاني: في أنّ الحسن والقبح بعد فرض إدراكهما العقليين هل يرجعان إلى باب المصلحة والمفسدة أو لا؟ويقصد بالمصلحة والمفسدة ثلاث معاني: الأوّل: الكمال والنقص الراجعين الى أي قوة من القوى البشرية.الثاني: الكمال والنقص الراجعين الى النفس البشرية بالخصوص.الثالث: الكمال والنقص النوعيين لا الشخصيين. وقد أكّد اُستاذنا الشهيد رحمه الله على أنّ الحسن والقبح يختلفان عن باب المصلحة والمفسدة في كل هذه المعاني الثلاثة.أمّا على المعنى الأول فلأنّه إمّا أن يقصد بالمصلحة والمفسدة الشخصيتان لأي قوة من القوى ما يكون علةً تامّة لانقداح الداعي إلى الفعل أو الترك، أو يكون مقتضياً لانقداح الداعي إلى الفعل أو الترك.والأول غير معقول، والثاني ينافي ما نراه بالوجدان من اختلاف باب المصلحة والمفسدة بهذا المعنى عن باب الحسن والقبح فإنّ مخالفة الإنسان لمصلحته الشخصية لا توجب له إلا الأسف كمن يشرب السكائر ويضر بقواه البشرية، بخلاف الاُمور القبيحة فإن ارتكابها توجب له الشعور بالخيانة ووخز الضمير كإفشاء سر أخيه إن لم يكن متعودا على ذلك بحيث مات ضميره.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo