< فهرست دروس

الأستاذ السيد علي اکبر الحائري

بحث الأصول

40/03/05

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الموضوع: بحث الأصول / بحث الأدلة العقلية/ حجية الدليل العقلي / العقل العملي

مع المنكرين على مستوى الحلّ والكلام مع المنكرين في هذا المستوى يقع في ثلاثة أبحاث:البحث الأول:البحث حول أصل إدراك البشر للحسن والقبح الذاتيين.البحث الثاني:بعد فرض ثبوت إدراك الحسن والقبح نبحث هل أنّ باب الحسن والقبح مرتبط بباب المصلحة والمفسدة.البحث الثالث:البحث في حقّانية هذا الإدراك بعد فرض ثبوته أو عدم حقّانيته.

أما البحث الأول: في أصل إدراك البشر للحسن والقبح الذاتيين أو عدم إدراكهما.

وقبل البحث عن طبيعة النزاع في المسألة يطرح اُستاذنا الشهيد مقدمة للتمييز الجوهري بين الحسن والقبح الذاتي وبين الحسن والقبح الشرعي:مقدمة:قد يتوهم أنّ الحسن والقبح الذاتيين والحسن والقبح الشرعيين جوهرهما واحد وإنّما يختلفان في مصدرهما، كالموت الصادر من الله تارةً ومن البشر تارةً اُخرى مثلاً فإنّ جوهر الموت واحد وإنْ اختلف مصدره، ولكنّ هذا التوهم باطل فإنّ الحسن والقبح الذاتيين أمران واقعيان وليس مجرد عنواناً ومفهوماً للحسن والقبح فهما حسن و قبح بالنظر التصديقي الأولي والحسن والقبح الشرعيان أمران جعليان ليس لهما واقع وراء مفهوم الحسن والقبح أي هما حسن وقبح بالعنوان والمفهوم وبحسب اللحاظ التصوري، وهو كالفرق بين سلطنة الله على مخلوقاته حيث تكون حقيقية وواقعية وليست مجرد عنواناً وبين السلطنة الاعتبارية كسلطنة الانسان على أملاكه التي هي مجرد عنوان جعلي وليس لها واقع وحقيقة تعبر عنها.وبعد هذه المقدمة يمكن تصوير النزاع في إدراك الحسن والقبح الذاتيين بين العدلية والمنكرين من الأشاعرة والأخباريين بأحد وجوه أربعة:الوجه الأول:أنْ تقول العدلية: إننا ندرك الحسن والقبح الذاتيين ويرد المنكرين عليهم بأنّكم لا تدركون ذلك.وهذا ليس بحثاً علمياً لأن البحث العلمي يقوم على أساس تخطئة أحد الطرفين للآخر لا على أساس التّكذيب.الوجه الثاني:أنْ تقول العدلية إنّنا ندرك الحسن والقبح الذاتيين ويقول المنكرين لا ندرك ذلك. وهذا مرجعه إلى البحث عن حقّانية الإدراك وهو ما سيأتي في البحث الثالث.الوجه الثالث:أنْ يقول أحدهما للآخر إني اُدرك ما تدركه لكن الخلاف بيننا أنّك تضيفه إلى ذات الشيء وأنا اُضيفه الى الله. وهذا النزاع ينبع من توهم أنّ جوهر الحسن والقبح عند الطرفين واحد والاختلاف في المصدر مع أنّ الفرق بينهما جوهري كما تقدم.الوجه الرابع:أنْ تقول العدلية إنّنا ندرك الحسن والقبح الذاتيين بقطع النظر عن الحسن والقبح الشرعيين، ويقول المنكر إنّنا ندرك ذلك أيضاً لكن في طول الحسن والقبح الشرعيين، فكل شيء أوجبه الشارع يكون حسناً ذاتاً بعنوان كونه طاعة لله، وكل شيء حرّمه الشارع يكون قبيحاً ذاتاً بعنوان كونه معصية لله.وهذا مرجعه الى الاختلاف في السعة والضيق إذ يتفق الطرفان على الحسن والقبح الذاتي في الطاعة والمعصية ويبقى النزاع حول ذات الأشياء في غير الطاعة والمعصية.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo