< فهرست دروس

الأستاذ السيد علي اکبر الحائري

بحث الأصول

40/03/04

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الموضوع: بحث الأصول / بحث الأدلة العقلية/ حجية الدليل العقلي / العقل العمليويردّ اُستاذنا الشهيد على النقض الثاني بردّين:أولاً:بأنّ المعجزة إنْ كانت دليلاً على صدق مدعي النبوة بقطع النظر عن القبح العقلي الذي يقرر قبح صدور المعجزة من الكاذب فسوف تثبت نبوة مدعي النبوة بالمعجزة من دون الحاجة الى إيمانه بالقبح العقلي، وإنْ لم تكن المعجزة دليلاً بحد ذاتها على صدق مدعي النبوة فلا وجه لقبحها عند إجرائها على يد الكاذب، وعليه فلا يصح النقض على المنكرين وإلزامهم بالحسن والقبح وفقاً للصيغة المعروفة لإثبات النبوة. وثانيا:يمكن لمنكري الحسن والقبح العقلي التمسك بطريق آخر لإثبات النبوة لا يستلزم التسليم بالقبح العقلي وذلك من خلال حساب الاحتمالات وبعدّة وجوه:الوجه الاول:أنّ خرق نواميس الطبيعة ليس بمقدور البشر وقد بائت محاولات الكثير منهم بالفشل وقد ثبت ذلك بحساب الاحتمالات، فعند قيام النبي بالمعجزة وخرقه لقوانين الطبيعة كتسبيح الحصى بيده مثلاً يُعرف أنّ ذلك لم يتحقق لولا ارتباطه بقوة غيبية، فنثبت النبوة بالمعجزة نفسها من دون الاعتراف بالقبح العقلي.الوجه الثاني:أنّه وفق حساب الاحتمالات لا يمكن نبوغ شخص يمتلك أعلى مراتب المعرفة والثقافة وفي شتى الميادين وهو يعيش في مجتمع جاهلي ضعيف الفكر والثقافة والمعرفة إلا إذا كان مرتبطاً بجهة غيبية هي التي زودته بتلك الثقافة والمعرفة. الوجه الثالث:أنْ نلاحظ صفات النبي وأحواله فإنّ صفاته من الصدق والاستقامة والخلق العظيم قرائن على صدقه وإنّ صبره وصموده أمام المحن والمصاعب قرائن على عدم كذبه ومن مجموع الأمرين ووفق حساب الاحتمالات نستبعد أنّ تكون غايته كسب الأموال والحصول على الجاه وغير ذلك من الأهداف الدنيوية فيحصل لنا العلم بصدق دعواه وارتباطه بالغيب.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo