التاريخ: السبت/8 رجب/ 1440هـ.

الموضوع: بحث الخمس/ خمس المعدن/ تحديد دائرة المعدن التي يتعلّق بها الخمس.

الجهة الثالثة من بحث خمس المعادن: في أنّ العنوان الخاص الذي يتعلّق به الخمس في باب المعادن ـ سواء كان هو عنوان (المعدن) أو كان هو عنوان (الركاز) ـ ما هي دائرة سعته مفهوماً.

أمّا عنوان (الركاز) فلم يثبت عندنا كونه أوسع مفهوماً من عنوان (المعدن) فيكفينا البحث في مدى سعة عنوان (المعدن).

هناك أربعة معاني محتملة لعنوان المعدن بعضها أوسع من بعض.

الأوّل: ما جاء في بعض كتب اللغة من أنّه عبارة عن الذهب والفضّة.

ويظهر من بعض الروايات وجود هذا المعنى لهذا العنوان على وجه الإجمال كصحيحة الحلبي التي جاء فيها (... وعن المعادن كم فيها؟ قال: الخمس، وعن الرصاص والصفر والحديد وما كان من المعادن كم فيها؟ قال: يؤخذ منها كما يؤخذ من معادن الذهب والفضّة) (ب3 من أبواب ما يجب فيه الخمس ح2).

الثاني: من المعادن التي ذكرت لعنوان (المعدن) عبارة عن الأحجار التي تضمّه الأرض مما تكون له خصوصّية خاصّة، وهذا لا يشمل (النفط) وأمثاله مما ليس من الأحجار.

ولعل هذا المعنى يكون منظوراً في بعض الروايات مثل الرواية التي جاء فيها: (ما عالجته بمالك ففيه ما أخرج الله سبحانه منه من حجارته مصفّى الخمس) (المصدر السابق ح3)

الثالث: ما يشمل مثل النفط مشروطاً بعدم صدق اسم الأرض عليه، فلا يشمل مثل الطين الأحمر.

الرابع: ما يشمل حتى مثل الطين الأحمر.

فما هو موضوع وجوب الخمس من هذه المعاني الأربعة؟

ونتكلم في ذلك تارةً على المسلك المشهور الذي يبني على العمل بالروايات التي تحصر الخمس في عدد معيّن من العناوين منها عنوان (المعدن) وتارةً اُخرى على المسلك الذي اختاره اُستاذنا الشهيد رحمه الله من عدم جواز العمل بتلك الروايات لأنّها جميعاً غير تامّة السند.

أمّا على المسلك المشهور فيتعين الأخذ بالمعنى الثالث من هذه المعاني الأربعة دون غيره، وذلك لما سيأتي في الدرس القادم.