< فهرست دروس

الأستاذ السيد علي اکبر الحائري

بحث الفقه

40/05/05

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: بحث الخمس/ خمس غنائم الحرب/ الحرب الواقعة بغير إذن الإمام.

إدامة البحث

ولكنّا وجدنا واحدةً منها قد يتم سندها، وهي رواية عمّار بن مروان[1] .

ولكنّ السيد الخوئي رحمه الله رغم أنّه يقول بانصراف ( عمار بن مروان) إلى ( عمار بن مروان مولى بني ثوبان بن سالم مولى يشكر) الذي صرح النجاشي بوثاقته، لكنّه في خصوص هذه الرواية لا يصحّح هذا الانصراف لأنّ الراوي عن عمار بن مروان في هذه الرواية عبارة عن الحسن بن محبوب الذي يروي عن عمار بن مروان الكلبي(المجهول) ولو بالواسطة لا مباشرةً، فإنّ هذا يقّوي احتمال أن يكون المراد بعمار بن مروان في روايتنا هذه هو الكلبي الذي لم تثبت وثاقته.

وعلى كلّ حال سواءً صح سند هذه الرواية أو لم يصح يمكن المناقشة في دلالة هذه الروايات ـ أعني الروايات التي تدلّ على ثبوت الخمس في خمسة أشياء ومنها غنيمة الحرب ـ بأنّها ليست في مقام بيان أن هذه الأشياء التي يتعلّق بها الخمس متى يتعلّق بها الخمس ومتى لا يتعلق، وإنّما هي في مقام بيان أنّ العناوين التي يتعلّق بها الخمس على وجه الإجمال هي هذه العناوين التي منها الغنيمة، فلا يمكن التمسّك بها لإثبات أنّ الغنيمة يتعلّق بها الخمس حتى إذا كانت في حرب غير مأذون فيها من الإمام.

وأخيراً يظهر أنّه لا يوجد من إطلاقات وجوب الخمس في غنائم الحرب ما يمكن التمسّك به لإثبات وجوب الخمس في الغنائم التي تؤخذ في حرب غير مأذون فيها من الإمام.

وبالتالي نبقى نحن مع وجوب الخمس في مطلق الفوائد المستفادة من الآية الكريمة بعد تفسيرها بصحيحة على بن مهزيار وبعد إثبات كون تلك الغنائم ملكاً للمقاتلين وليست من الأموال العامّة التي تعطى للإمام على أساس ما ثبت من هدر مال الكفار، ولكن النتيجة حينئذٍ وجوب الخمس في تلك الغنائم بعد مؤنته ومؤونة عياله كما هو الحال في أرباح المكاسب، وهذا ما انتهى اليه اُستاذنا الشهيد رحمه الله في هذه المسألة.

ولكن مقتضى الشهرة العظيمة التي لم نجد فيها خلافاً أنّ غنائم الحرب التي لم يأذن بها الإمام كلّها للإمام ولا تخمّس.

فلا محيص من الاحتياط ـ رعاية لهذه الشهرة العظيمة ـ بإعطاء كلّ هذه الغنائم للإمام واحتساب أحد أخماسها من باب الخمس.


[1] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، باب3 من أبواب ما يجب فيه الخمس، ح6، ط الإسلامية.. وهي: محمد بن علي بن الحسين في (الخصال) عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عمار بن مروان قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: فيما يخرج من المعادن، والبحر، والغنيمة، والحلال المختلط بالحرام، إذا لم يعرف صاحبه، والكنوز، الخمس

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo