< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الرجال

42/05/15

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: استعراض الفرق والمذاهب الأخرى.

    1. المرحال الأساسيّة لكل فكر.

    2. مراحل تأسيس المذاهب السنيّة أربعة: الأولى: تأسيس الخروج عن أمر رسول الله (ص) كما حدث في وقعة أحد. الثانية: المنحى الفكري، الثالثة: الأصول في التشريع، الرابعة: المقدّسات.

    3. النظريات الأساسيّة عند السنّة أربعة:

    4. النظرية الأولى: الإجماع، لتبرير خلافة ابي بكر.

    5. النظريّة الثانية: النص من الخليفة السابق لتبرير خلافة عمر.

    6. النظريّة الثالثة: الشورى لتبرير خلافة عثمان.

    7. النظرية الرابعة: الغلبة لتبرير خلافة معاوية.

بعد الانتهاء من القاء الضوء على الواقفة وقلنا انها حركة يحتمل أن تكون حركة لأجل الحفاظ على نفس الإمام الرضا (ع) وقد إنتهت وعاد أكثر الواقفة إلى امامهم واعادوا معهم الأموال. وسنستعرض سريعا الفرق الأخرى من الزيديّة والاسماعليّة والكيسانية والناووسية والبتريّة وغيرهم وأبناء العامّة.

نبدأ اليوم بإلقاء ضوء على أمر جديد غير موجود منظما في الكتب عن المذاهب السنيّة، لأن هذه الفرق تعتبر كلها فيها نوع من الانحراف يزيد وينقص، لم يبق منها سوى مذاهب أبناء العامّة والزيدية والاسماعليّة والخوارج، أما الواقفة والفطحيّة والكيسانيّة والناووسية وغيرهم انتهوا وليس لهم وجود.

نبدأ بأبناء العامّة، نظرة مهمّة ونتمنّى أن نرى بعضكم يوسع الفكرة بنظري لأهميّتها عقائديا.

لفت نظر حول أهميّة العنوان: نحن فقهاؤنا وكبارنا يكتبون كتب حول " نشأة التشيّع " لكن عندما تقول نشأت التشيّع كأنك تقول دون أن تشعر كأن التشيّع حالة طارئة، ولم يكن، وطرأ على الإسلام، فمهما تكتب في داخل الكتاب من ان الذي اسسه النبي (ص): " يا على انت وشيعتك الفائزون " يرويها الفريقان أبناء العامّة والشيعة. وبعد التحقيق قليلا نجد ان التسنن هو الحالة الطارئة، لكن هم سمو انفسهم المسلمون، ونحن سمينا انفسنا بالجعفريين لأن الجو العام والحكم كان لهم.

نعود كلمة نشأت التشيع عنوان غير سليم، مجرد ان يكتب هذا العنوان صار المتبادر والمنصرف إلى الذهن ان التشيع أمر طارأ على الاسلام، وكتبت كتب كثيرة من المخلصين من علماء الشيعة تحت هذا العنوان، لكن هذا العنوان بذاته خطير، فالذي ينطبع في الذهن أولا هو العنوان ولذلك لا شعوريا القارئ يوجهه العنوان، فمثلا المعروف عن صاحب الوسائل أن عنوان الباب هو فتواه لكن الاحاديث الواردة التي سردها قد لا تكون مطابقة لهذا العنوان مثلا: في الحديث الشريف" " ما عبد الله بشيء أشد من المشي ولا افضل " هذه الرواية مطلقة. صاحب الوسائل (ره) جعل هذه الرواية تحت عنوان استحباب المشي إلى الحج، فصار بعض الفقهاء دون أن يشعر يرى أن المشي إلى الحج فقط عبادة وليس مطلق المشي، أي أن الرواية مقيّدة بالحج لا مطلقا.

أحيانا العنوان يوّجه المضامين وهذا أمر خطير لانه لا شعوريا يحصل توجيه المكتوب، فلا تستطيع ان تفهم الرواية أو النص بشكل حرّ.

لذلك وانا الفقير إلى رحمة ربه وإلى السداد أقول: ان نكتب عن نشأة المذاهب السنيّة في الإسلام، هذا واقع سنبيّنه، كيف نشأت المذاهب السنيّة ودوافع نشأتها، ولماذا نشأت؟

في البداية نقول: كل فكر في الدنيا حتى ينتشر يحتاج إلى أمرين: إلى فكر خاص وإلى تشريعات خاصّة، وإذا كان فكرا دينيا يصبح بحاجة إلى مقدّسات خاصة وتكون هذه المقدّسات غيبيّة، الفرق بين الأديان وغيرها من الأفكار ان الأديان غيبيّة تعتمد على الغيب، بينما الأفكار العلمانيّة هي أفكار خالية من الفكر الغيبي، والعجيب انهم بالرغم من ذلك تراهم يلتزمون بنصوص رموزهم الفكرية وكأنها نص مقدّس مع العلم انهم لا يرونهم معصومين.

إذن هناك ثلاثة أمور: المنحى الفكري، وأصول تشريعيّة، ومقدّسات، هذه الأمور الثلاثة عندما تتم يبدأ تأسيس تيار مذهبي ديني فكري. نبدأ بالمذهب السنّي ولا اريد أن استدل على أن المذهب الشيعي هو الإسلام، المذهب السني إسلام لكن فيه بغض الثغرات التي أملتها الدوافع السياسية.

اما المنحى الفكري عند المذاهب السنيّة: نقول انها إحتاجت إلى أربعة مراحل:

المرحلة الأولى: التأسيس، الثانية: المنحى الفكري، الثالثة: المنحى التشريعي الخاص، الرابعة وجود المقدّسات.

أما المرحلة الأولى فهو تأسيس للخروج على المسلّمات، كان النبي (ص) من أول البعثة وهو يركز على عليّ بن أبي طالب (ع) خليفة له في نصوص كثيرة عند الفريقين: " يا عليّ انت مني بمنزلة هارون من موسى "، عندما جاء الخليفة الأول أبو بكر والخليفة الثاني عمر واخذا الخلافة يعني انهما اسسا لأمر أساسي، وهو اننا نستطيع أن نخالف رسول الله لمجرّد أننا نرى مصلحتنا أو مصلحة الأمّة في ذلك، وهذا الأمر موجود في واقعة أحد، فإن الرسول أمر الرماة بأن لا يغادروا أمكنتهم، فغادروا الجبل عصيانا لرسول الله، وهم يعلمون أنه عصيان لرسول الله كما قال لهم رئيسهم الذي استشهد في هجوم خالد بن الوليد عليهم، مبررين العصيان بانه لا دلعي لبقائهم وقد انهزم المشركون، وكانت ما كان من المجزرة التي وقعت بالمسلمين وتعرفون ما جرى.

ورغم النص الصريح الواضح في علي بن ابي طالب (ع)، برر بعضهم المخالفة بان علي (ع) كان وتّار العرب، والعرب لا يريدون خليفة لأنه ليس هناك بيت من الكفار إلا وفيه ثأر من عليّ بن أبي طالب (ع)، قتل صناديد الكفار، ثم هؤلاء دخلوا في الإسلام، بالإضافة إلى ان علي (ع) كان شابا لا يصلح للخلافة وما إلى ذلك من مبررات سخيفة.

نقول: حتى لو كان كذلك فهذا لا يبرر مخالفة رسول الله (ص): ﴿وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [1] إذن النقطة الأولى: هي جواز مخالفة رسول الله عندما أرى أن هناك مصلحة، لذلك حتى في أعمالهم في صلح الحديبية بعض صحابة رسول الله رفض، وقول أحدهم حين قال رسول الله (ص): " اتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ابدا " قال: " انه ليهجر " وهذا تبرير قد ينطلي على كثيرين.

ولذلك نرى في بعض الزيارات: " من أسس أساس الظلم عليكم " مع العلم ان الخليفة الأول لم يعيّر كثيرا من الأسس التشريعيّة، حتى ان زواج المتعة مثلا كان في زمنه كما هم يصرّحون في ذلك في أحاديثهم، وشطرا من زمن عمر.

المرحلة الثانية المنحى الفكري:

وهذه النقطة بدأت مع معاوية الذي استطاع أن يحرف المنحى الفكري في الإسلام، الفكر الإسلامي فكر رحمة وعطاء ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [2] ، جاء الأمويون وقالوا: " يجب اطاعة الحاكم ولو كان ظالما فاجرا فاسقا مجرما " والمهمّ أن يصلي، كانت هذه حالة ودافع سياسية حتى يوطد الحكم ويخضع رقاب الناس بالقوّة العقائديّة. والروايات موجودة عندهم ذكرتُ بعضها في كتاب " لو بايع الحسين (ع) " انهم كانوا يروون الرواية عن رسول الله (ص) عن حذيفة بن اليمان هو من الصحابة الأجلاء ومن أصحاب عليّ بن ابي طالب (ع) المهميّن عند الفريقين، وصاروا يضعون الاحاديث على لسان هؤلاء الاجلاء، وقد قال رسول الله (ص) " سيكثر من بعدي الوضّاعون " ، قال حذيفة: " يا رسول الله كنا بشر (أي في الجاهليّة) والآن نحن في خير (الإسلام) فهل بعد هذا الخير شر؟ قال: نعم. (هم وضعوا الحديث هذا الدهاء الإعلامي والسياسي) يكمل حذيفة السؤال: وكيف يكون هذا الشر يا رسول الله؟ قال: (بالمضمون) سيأتي عليكم ائمّة قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان انس لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي، ثم يقول حذيفة: وماذا اصنع لو أدركت ذلك؟ قال: تسمع للأمير وتطيع ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع. ورووا روايات أخرى،كما عن أم سلمة: يأتي عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، قال: الا نقاتلهم يا رسول الله؟ قال: لا ما صلّوا. لذلك نرى انه في بعض نظرياتهم الحاكم حتى لو ظلم يجب أن نطيعه طالما هو يصلي، والقرآن يقول: ﴿وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ﴾ [3] اربعمئة آية في القرآن الكريم ضد الظلم.

إذن بدأ منحى آخر، منحى الإسلام يقول لا تركنوا إلى الذين ظلموا، ومنحى الأمويين يقول: اخضع واستسلم حتى لو ضرب ظهرك وأخذ مالك، ولذلك ورد ان الشمر بن ذي الجوشن كان في المسجد يصلي ويدعو يقول: " اللهم انك تعلم اني رجل شريف من أهل بيت شرف وانت تحب الشرف فاغفر لي " بعد استشهاد الامام الحسين (ع) ونذكِّر انه كان من الاعيان شخصيّة مهمّة ومن حكام الأرض، فقال له شخص بجانبه: " تزعم انك شريف وقد قتلت ابن بنت رسول الله " فقال الشمر: " وماذا نصنع لقد أطعنا أمراءنا ولو لم نطعهم لكنا مثل هذه الحمر الشقاة ". وهناك نقطة مهمّة حتى لا تلتبس على بعض الاخوان أن الشمر كان من جملة طباخي الأفكار ويعلم ان ما فعله خطا وظلم، لكن يريد ان يمرر جريمته على الناس ،كما نحن نعيش نحن حاليا في كثير من الأمور السياسية والاعلاميّة، هناك مطبخ إعلامي كيف يسوّق الفكرة بين الناس.

ففكرة طاعة الظالم لو كان فاسقا فاجرا هي طاعة ليست مجرّد خضوع وسكوت وانني لا استطيع التغيير وانا عاجز، الفكرة المنحرفة انه يجب شرعا طاعته، وهذا انحراف فكري أساسي في الإسلام. وورد في كتاب الله تعالى: ﴿وَلأضِلَّنَّهُمْ وَلأمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ﴾ [4] ومعنى خلق الله الفطرة البشريّة ودين الله، الإسلام دين الفطرة، وحين يقول طاعة الظالم واجبة يعني تغيير الفطرة.

المرحلة الثالثة تأسيس التشريع:

نعلم ان اختلاف التشريعات ليس مشكلة، عند الامامية من مجتهد إلى آخر قد يقع خلاف كبير لكن المشكلة في الأصول التشريعيّة، في أصول الاستنباط، بعد أن كانت سنّة رسول الله هي الأساس اصبح الأساس القياس على زمن ابي حنيفة كان يقول انه لم يثبت عنده من الحديث إلا سبعة عشر حديثا فعملت بالقياس، وهذا تبرير محتمل بالنسبة إليه انه لم يثبت عنده إلا هذا المقدار لان كتابة الحديث منعت مئة عام وكانت جريمة بحق الشرع الإسلامي، ولذلك أبو حنيفة أسس لقاعدة ومدرك للإستنباط فعمل بالقياس، ولذلك قام الإمام الصادق (ع) بحملة شعواء ضد القياس، قال: " يا أبا حنيفة لا تفس أول من قاس إبليس "، " إذا قيس الدين محق الدين ".

وانا اعتقد أن ثورة الامام الحسين (ع) كانت دمويّة ضد المنحى التفكيري لبني أميّة، وثورة الامام الصادق (ع) كانت فكريّة ثقافيّة علميّة ضد المنحى التشريعي للعباسيين في زمن بني العباس، وكانت لا تقلّ أهميّة لإعادة الإسلام. ونحن نشير إلى اننا لا نرفض القياس كليا، لكن المراد من القياس المذموم الباطل هو القياس ذو العلّة المظنونة، اما قياس المنصوص العلّة أو ظاهر العلّة أو الاولويّة فنعمل فيه للدليل على ذلك.

المرحلة الرابعة المقدّسات:

عندما وجدوا أن الأحاديث لا بد منها بعد عمر بن عبد العزيز أمر بجمع الأحاديث وجمعت، ثم جمعت بمجاميع وصار لهذه المجاميع قداسة سمّوها الصحاح، صحيح البخاري وصحيح مسلم، حتى صاروا يقولون: " اصدق كتاب من بعد كتاب الله صحيح البخاري " اعطي له قداسة، والبخاري روى عن ابي هريرة مئات الاحاديث ولم يروي عن عليّ بن ابي طالب (ع) غير سبعة وعشرين حديثا ونصف الاحاديث فيها نوع من الغمز في قناة عليّ (ع)، مثلا: " يا علي بعد ثلاث ستكون عبد العصا " فيها نوع من الذم والتوهين، الفترة الطويلة لعلي (ع) مع النبي (ص) وأكثر التصاقا وصحبة به يروى عنه اليسير من الاحاديث، بل حتى عن ابي بكر وعمر لم يروي إلا اليسير، طبعا كثرة الرواية عن ابي هريرة لها دوافعها الماديّة والدنيويّة كما ذُكِرت في كتاب شيخ المضيرة أبو هريرة.

فجعلوا لبعض الكتب قداسة قتمّت هذه المراحل الأربعة لإنشاء المذاهب، تم تأسيس منحى فكري آخر غير المنحى القرآني، ثم تأسيس أصول تشريعيّة أخرى كالقياس، بدل أن نذهب إلى سنّة رسول الله (ص) والحديث نذهب إلى القياس، ثم جعل بعض الأمور من المقدّسات كالصحاح، وحتى البخاري كان يقول: " وتركت من الصحيح اكثر مما ذكرت " والله تعالى يقول: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ﴾ [5] هؤلاء مذمومون، لكن وكأنه يريد ان يقول: ان هناك احاديث كثيرة صحيحة عن أهل البيت (ع) لا يتجرأ ان يذكرها بسبب السلطة العباسيّة التي لا تريد ذلك .

بناء على هذه المراحل الأربعة بدأت تنشأ المذاهب السنيّة بناء على الدوافع السياسيّة التي تستخدم هذه المراحل الأربعة.

المذاهب السياسية الاساسيّة عند السنّة:

كانت المذاهب السياسيّة بحسب الظروف والتبريرات. لاحظوا ان هناك أربعة مذاهب سياسية اساسيّة عند أبناء العامّة.

والنظرية الأساسية عندنا وفي الإسلام هي نص رسول الله (ص) أن عليّ بن ابي طالب (ع) خليفة بالنص التشريعي من الله عز وجلّ، اما عند أبناء العامّة لا يوجد نص.

النظرية الأولى إجماع الأمّة: لتبرير خلافة ابي بكر، ولم يحصل الإجماع فسعد بن عبادة رئيس الخزرج لم يبايع أصلا لا هو ومن معه وهم يعترفون بذلك، وقتلة بعد ذلك.

النظرة الثانية: خلافة عمر لم تكن بإجماع، بل جاء بنص من ابي بكر وليس من رسول الله (ص)، فقالوا: " الذي ينص عليه النص بمعنى الذي ينص عليه الخليفة السابق " لتبرير خلافة عمر.

النظرة الثالثة: جاء عثمان فبرروا الخلافة بالشورى، وقالوا " بالشورى وأهل الحل والعقد " واختلفوا بمعنى الشورى، شورى أهل المدينة أو المسلمين أو أهل الحل والعقد أو غير ذلك.

النظرة الرابعة: جاء معاوية وخلافته ليست شورى وليست نصا وليست إجماعا فقالوا " الغلبة " من يتغلّب ولو بالسيف هو الخليفة الشرعي ويجب إطاعته، " البقاء للأقوى ".

فعند أبناء العامّة أربعة نظريات أساسيّة في السياسة، وأربعة مراحل، ومبررها هو الواقع السياسي الذي كان يحتاج إلى تبرير، من الطبيعي في الدنيا لا بد من مبرر وان كان باطلا لكنه ينطلي على كثيرين وهناك بيتين من الشعر:

ان ملكت القاب فابغ رضاها فلا ثورة وفيها مضاء

يسكن الوحش للوثوب من الاسر فكيف الخلائق العقلاء

واللطيف أن أحد الأشخاص سأله معاوية: لماذا استتب الأمر زمن الشيخين ولم يستتب زمن الصهرين عليّ (ع) وعثمان. كان الجواب سطحيا لكنه يعبّر عن حالة بشريّة، لانه فرق بين البشر والانسان، يقول: اما زمن الشيخين فقد خلطا عملا صالحا بآخر سيئا، وهنا يقبل عند الناس، الغرب في أيامنا ينهب الأموال ويتحدث عن حقوق الانسان، ثم يحاسب قاتل انسان ظلما وعدوانا باليسير من العقوبات إذا كان القاتل منهم، ولكن في الاعلام هم الإنسانية بعينها، فالظالم يبرر افعاله.

لذلك النظريات السياسية التي نشأت، نشأت بدواعي تبرير السلطات التي حدثت من الناحية الشرعيّة، ولذلك ان وفقني الله سأكتب في هذا الموضوع، لكن هناك عدّة مواضيع اكتب فيها منها الدرس، ودورة أصوليّة، ومنتخب الاحاديث، والحمد الله الله عز وجلّ وفقنا لكتبت " المختصر النافع في علم الرجال، ولمشيخة الصدوق، وفهرس المشيخة، وطبع والحمد لله، لكن اتمنى أن أحدكم يكتب في هذا الموضوع " نشأت المذاهب السنيّة في الإسلام " و " نشأت المذاهب السياسيّة في الإسلام " واتمّنى عند الكتابة ان لا نكون بحالة تعصبيّة أو تطرفية أو عنفيّة، فلنك موضوعين جدا كما لو اننا نبحث أي مسألة عاديّة.

انا اعتقد اذا كتب في هذا الموضوع سيحصل انقلاب في التفكير، حتى الآن نحن نخاطب أهل السّنة كأنهم هو الأساس ونحن نحاول ان نكون مسلمين، الصحيح انهم هم من المسلمين، لكن حدث عندهم بعض البدع والانحرافات، صحِّحوها حتى تتم الوحدة، وهذا الكلام اكتفي به في الحديث عن مذاهب أبناء العامّة، ولذلك أدعو لحوار هادئ بناء منطقي علمي يرض عنه الله ورسوله (ص).

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo