< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الرجال

41/04/08

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: التوثيقات العامة:

تأليف كتاب أو أصل:

     من التوثيقات العامة: هل كون الراوي له كتاب أو أصل دليل على توثيق صاحبه؟

     المختار عدم الدلالة على التوثيق مع كونها منقبة.

     الفرق بين الكتاب والاصل.

توضيح: ورد في درس شيخوخة الإجازة وهل هي من التوثيقات تاعامة:

ان النجاشي عرّف الحسن بن محمد بن يحيى المعروف بابن ابي طاهر بقوله: روى عن المجاهيل احاديث منكرة، رأيت اصحابنا يضعفونه. ثم يقول الشيخ الطوسي عنه: " روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة سبع وعشرين وثلاثة ماءة إلى خمسة وخمسين، وله منه اجازة. فإذن هو من شيوخ الاجازة، وروى عنه التعكبري من الاجلاء. والتلعكبري الظاهر انه هارون بن موسى وليس المفيد وكلاهما من الأجلاء والثمرة واحدة. ومع ذلك رغم انه شيخ اجازة قال: " اصحابنا يضعفونه " يعني جميعهم أو جلّهم لكونه جمعا مضافا، وليس مضعفا عند واحد. احببنا ان نبين هذه النقطة. نعود للتوثيقات العامة بالكتاب أو الاصل: لاشك أن تأليف كتاب أو أصل منقبة، ولكن اين منها التوثيق؟! فربّ كاتب مؤلف كذّاب وضَّاع، وقد ذكر النجاشي والشيخ جماعة، منهم: جعفر بن محمد بن مالك له كتاب: " غرر الاخبار "، قيل كان يضع الحديث. عبيد بن كثير بن محمد طعن اصحابنا عليه، له كتاب: يعرف " بالتخريج في بني الشيصبان ". أكثره موضوع. عبد الرحمن بن كثير الهاشمي (مولى) غمز اصحابنا عليه وكان يضع الحديث. محمد بن موسى بن عيسى الهمداني السمّان له كتاب، يقول عنه ابن الوليد كان يضع الحديث.

ولا بأس في الاستطراد بذكر الفرق بين الكتاب والاصل:

الكتاب: استعمل في الاصطلاح بنفس المعنى اللغوي المتعارف أي ما كتب فيه أو المكتوب. ولو أريد بعض الأفراد فهذا المعنى يكون بقرينة، وهي موجودة غالبااما الاصل: في اللغة الجذر والاساس، ولعلّ الاصطلاح هو ما أخذ عنه، فيكون هو الاصل والجذر والاساس لكل ما كتب واقتبس منه.يقول العلامة آغا بزرك الطهراني في سبب التسمية: إن كتاب الحديث إن كان جميع احاديثه سماعا من مؤلفه عن الامام (ع) أو سماعا منه عمن سمع عن الامام (ع) فوجد تلك الاحاديث في عالم الكتابة من صنع مؤلفها وجود اصلي بدوي ارتجالي غير متفرع عن وجود آخر. ثم يقول: كما ان اصل كل كتاب هو المكتوب الاولي منه الذي كتبه المؤلف فيطلق عليه النسخة الاصلية الاصل أو الاصل لذلك. إلا أن في بعض تعبيرات علماء الرجال والحديث ما يخالف ذلك فقد يطلق الكتاب على الاصل وعلى النوادر وعلى التصنيف. ففي رجال الشيخ صفحة 440 الرقم 21 في ترجمة احمد بن ميثم: روى عنه حميد بن زياد كتاب " الملاحم " وكتاب " الدلالة " وغير ذلك من الاصول. وهذا يعني ان الكتاب يسمى اصلا احيانا. وقال بمثله في أحمد بن مسلمة ص 440 رقم 22 وفي احمد بن الحسين بن مفلس ايضا له كتب وروى عنه غير هذه الكتب من الاصول. و ص 441 رقم 26 وفي محمد بن عباس بن عيسى ص 449 رقم 50، وفي يونس بن علي بن العطار ص 517 رقم 2 وغيرهم من الذين ذكرهم المحقق التستري في مقدمة القاموس ص 48- 49. بل جعل اللفظين وصفين لشيء واحد. قال في اسباط بن سالم، له كتاب أصل، أصل توصيف للكتاب. وقال النجاشي في ترجمة الحسن بن ايوب: له كتاب أصل. والذي يستشف منه هو اختلاف المفهومين، نعم له اتحاد مصاديق. وقد ادعى الطهراني في الذريعة ان هذا مطابق لما في النسخ الاصلية ولكن في النسخة المطبوعة من الفهرس ص 63 لا يوجد لفظة كتاب، بل جاء فيها: وله أصل (انظر كليات في علم الرجال للشيخ جعفر سبحاني ص 474.أقول وأنا الفقير إلى رحمة ربه: إن ظاهر هذا التعبير " له كتاب أصل " اختلاف المفهومين، وذلك لأصالة التغاير بين الوصفين المنطبقين على موصوف واحد، وإلا كان الثاني مؤكدا للأول، أي أن وصف " أصل " مؤكدا لوصف كتاب، وهذا خلاف الظاهر من عدم كون الثاني تأكيدا للأول. نعم الظاهر وجود مصاديق مشتركة بينهما، فهما ليسا متباينين، بل بينهما إما تساو أو عموم وخصوص مطلق أو من وجه. ولعلّ هذا قصد الشيخ عندما عبّر بقوله: بل جعل (الشيخ الطوسي ) اللفظين وصفين لشيء واحد. نعم لم يكن من المناسب استعمال لفظ " بل " لأن بل هنا حرف عطف للترقي، أي لبيان تعريف آخر أرقى من السابق لنفس الموضوع، وكان الكلام في تعريف الكتاب والاصل أي في المفهوم. النتيجة: الثمرة ليست كبيرة إلا من يقول بان كل من له اصل فهو ثقة، ونحن لا نقول بذلك. ليس الكتاب له توثيق ولا ان له اصل توثيق، ونميل إلى ما ذكرة آغا بزرك الطهراني خصوصا انه ليس معلوم ان هناك اصطلاحات خاصة.

 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo