< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الرجال

40/07/21

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: تفسير علي بن ابراهيم:

     مقدمة في الاخلاق والمؤثرات التبليغية.

     من هو علي بن ابراهيم.

     نظرة في التفسير.

من التوثيقات العامة التي ذكروها تفسير علي بن ابراهيم القمي، كل من وقع في اسانيد تفسير القمي فهو ثقة. [1] لان علي بن ابراهيم ذكر في مقدمته – في الديباجة – قال: " ونحن ذاكرون ومخبرون بما ينتهى الينا ورواه مشايخنا وثقاتنا عن الذين فرض الله طاعتهم وأوجب ولايتهم ". [2] كأنه يشهد ان كل من يروي عنه فهو ثقة. هنا توثيقه بالعام " ثقاتنا " لان الجمع المضاف يفيد العموم، كل من روى عنه، إذا فهمنا ان القضية على نحو القضية المحصورة لا القضية المهملة.

فإذن علي بن ابراهيم تارة يروي في غير التفسير، وتارة يروي في خصوص التفسير. فليس كل من يروي عنه علي بن ابراهيم ادعي وثاقته. بل المدعى انه لا يروي عن ثقة في خصوص هذا التفسير فيكون تفسير علي بن ابراهيم دليلا وحجة وتوثيقا عاما.

لذلك هناك مسألتان:

الاولى: هل كل من ورد في اسانيد تفسير علي بن ابراهيم ثقة او لا ؟

ثانيا: لو تمّت هذه القاعدة " كل من روى عنه في تفسيره فهو ثقة "، هل كل من روى عنه مشايخه مباشرة، أو كل من كان في السند، فالكلام في شمولية التوثيق.

من هو علي بن ابراهيم: قال في تنقيح المقال ما لفظه: شيخ من مشايخ الاجازة، فقيه، محدث من اعيان الطائفة وكبرائهم واعاظمهم، وانه كثير الرواية سديد النقل، قد روى عنه ثقات الاصحاب واجلاؤهم، وقد اعتنوا بحديثه واكثروا النقل عنه، كما لا يخفى على من راجع الكتب الاربعة للمشايخ الثلاثة (رض) فانها مشحونة بالنقل عنه اصولا وفروعا.

ويقول عنه الحر العاملي في الوسائل: علي بن ابراهيم بن هاشم ثقة في الحديث، ثبت، معتمد، صحيح سمع فأكثر، وصنف كتبا، قاله النجاشي والعلامة. [3]

الرجل في ذاته اتفقت الطائفة على انه ثبت معتبر الحديث.

اكثر رواياته عن ابيه عن محمد بن ابي عمير.

كان علي بن ابراهيم في زمن العسكري (ع)، وابوه ابراهيم بن هاشم كان من اصحاب الرضا (ع).

التفسير: راوي هذا التفسير على ما تضمنه بعض النسخ هو ابو الفضل العباس بن محمد بن قاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر (ع) [4] ، تلميذ علي بن ابراهيم. وهذا الشخص لا يوجد له ذكر في الاصول الرجالية.

لكن هذا الكتاب مشهور ومعتمد جدا وقد شهد الحر العاملي (ره) صاحب وسائل الشيعة بتواتر الكتاب [5] ، لانه قد اخذ منه في الوسائل وقد قال: ولم اقتصر فيه على كتب الحديث الاربعة، وان كانت اشهر من سواها بين العلماء، لوجود كتب كثيرة معتمدة من مؤلفات الثقات الاجلاء، وكلها متواترة النسبة إلى مؤلفيها، لا يختلف العلماء ولا يشك الفضلاء فيها. [6]

من قبيل كتاب الجواهر، لو قلت لك عن كتاب الجواهر تسأل ما سندك لصاحب الجواهر؟ نقول كتاب متواتر، والشك فيه ملغى عقلائيا لانه من الجواهر اليَّ متواتر.

بيدأ الكتاب بقوله: قال ابو الحسن علي بن ابراهيم الهاشمي القمي( في احد النسخ ) فالقرآن منه ناسخ، ومنه منسوخ، ومنه محكم، ومنه متشابه، ومنه عام، ومنه خاص، ومنه تقديم، ومنه تأخير، ..... ومنه رد على من انكر خلق الجنة والنار، ومنه رد على من انكر المتعة والرجعة.....

ورد في مقدمة المؤلف: " ونحن ذاكرون ومخبرون بما ينتهي الينا ورواه مشايخنا وثقاتنا عن الذين فرض الله طاعتهم واوجب ولايتهم ...... [7]

وقد استفيد من هذا التعبير ان كل من روى عنهم علي بن ابراهيم في تفسيره ثقات.

وها هنا مسألتان:

الاولى: علي بن ابراهيم في تفسيره لا يروي الا عن ثقة؟

الثانية: بعد ثبوت المسألة الاولى، هل التوثيق يشمل كل من ورد في الاسانيد، أم يقتصر على خصوص شيخه المباشر؟

اما المسألة الاولى: فان الواصل الينا هو خليط من تفسير علي بن ابراهيم وتفسير ابي الجارود الزيدي. لكن إذا ميزنا بينهما نستطيع ان نقول ان هذه رواية على بين ابراهيم فنوثقها.


[1] ومن جملة من وقعوا في اسانيد القمي عائشة ام المؤمنين.
[4] القاسم بن موسى بن جعفر (ع) دفن في منطقة في الحلّة، يبعد عنها حوالي 18 كيلومترا، هذا هو المعروف على ما في بالي وليس القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر.
[5] التواتر المنقول عبارة عن خبر واحد حسي لذلك نأخذ به. عندما الحر العاملي ينقل تواتره نأخذ به من باب حجية خبر الواحد لا من باب حجية التواتر.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo