< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الرجال

40/07/07

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: قاعدة مشايخ الثقات:

     البحث في مصاديق " واضرابهم ".

     زرارة بن اعين.

     ابو بصير الاسدي.

     محمد بن اسماعيل بن بزيع.

     احمد بن محمد بن عيسى.

     بنو فضال.

يقول المحقق الكركي (ره) في رسائله: ممن نص عليهم علماء الاصحاب انه لا يروون إلا عن ثقة.( ذكر زرارة وابن ابي بصير والبزنطي. ولعله هناك نص آخر يذكر فيه محمد بن اسماعيل بن بزيع) والذي اخذناه بالمشافهة في مراسيل المتأخرين من اصحابنا: العمل بمراسيل الشيخ جمال الدين وولده ومراسيل الشيخ المقداد ..... (انظر رسائل المحقق الكركي رسالة استنباط الاحكام، او رسالة في الطرق الموصلة للاحكام الشرعية). [1]

وقد يشكل على كلام الكركي بان زرارة قد روى عن سالم بن ابي حفصة التي تظافرت الروايات في ذمه وضلاله، فلننظر في الرواية: محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن زرارة، عن سالم بن أبي حفصة، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال: إن الله تبارك وتعالى يقول: ما من شيء إلا وقد وكلت به من يقبضه غيري إلا الصدقة فإني أتلقفها بيدي تلقفا حتى إن الرجل ليتصدق بالتمرة أو بشق تمرة فاربيها [ له ] كما يربي الرجل فلوه وفصيله فيأتي يوم القيامة وهو مثل أحد وأعظم من أحد. [2]

وتخريج هذه الرواية كتخريج الروايات التي رواها الثلاثة من مشايخ الثقات عن الضعاف. رواية ليس فيها حكم شرعي إلزامي، بل فيها تشجيع على الصدقة، ومعان جميلة مستملحة. ثم إن رواية هؤلاء عن الضعاف قليلة جدا.

إلى هنا يكون قد ثبت لدينا خمسة لا يروون إلا عن ثقة وهم: صفوان بن يحيى ومحمد بن ابي عمير واحمد بن محمد بن ابي نصر البزنطي وزرارة بن اعين وابو بصير الاسدي.

ولنكمل البحث عن آخرين من هم " اضرابهم " أي اضراب هؤلاء الثلاثة: صفوان وابن ابي عمير والبزنطي:

قلنا ان يونس بن عبد الرحمان يمكن ان يكون من "اضرابهم" لانه يوجد كتب تذكر ان في العدة للشيخ الطوسي انه قال ان يونس بن عبد الرحمان لا يروي إلا عن ثقة. هذه الكتب ما وجدنا فيها هذا النص، وقد بحثنا في العدة فلم نجد هذا الكلام. فارسلت لمن ذكر في كتابه هذا المعنى، احد الاخوان قال انه رأى الكلام في العدة، لكن في النسخة التي لدينا لا توجد العبارة، قد يكون هناك نسخة اخرى. إذن هناك خمسة، اما يونس بن عبد الرحمن فلا ازال في مقام البحث عنه، حيث اريد التاكد من ذكره في العدة.

احمد بن محمد بن عيسى:

هو من الاجلاء الوجهاء الثقات يقول عنه الحر العاملي في خاتمة الوسائل تحت رقم 103: احمد بن محمد بن عيسى الاشعري ابو جعفر القمي، شيخ قم وفقيهها، غير مدافع، وكان ثقة، قاله العلامة والشيخ ونحوهما النجاشي، وذكروا انه لقي الرضا والجواد والهادي (ع). [3]

واستدلوا بانه لا يروي إلا عن ثقة بانه اخرج احمد بن محمد بن خالد البرقي من قم لروايته عن الضعاف، فيظهر من ذلك التزامه بعدم الرواية عن الضعاف.

وفيه: ان المذموم عند القدماء من الرواة عن الضعاف هو من كان هذا ديدنه وشأنه وسيرته، فلا يثبت في احوال المروي عنه، فيروي كثيرا عن الضعاف ويعتمد المراسيل، وبعبارة اخرى لا يكون متثبتا في نقل الاحاديث، المهم عنده نقل الحديث دون المنقول عنه، فكان هذا الوصف يعد قدحا في الراوي. اما لو روى عن ضعيف او ضعيفين فلا يعدّ قدحا عندهم، ولو كان مجرد الرواية عن ضعيف واحد او ضعيفين يعدّ قدحا وذما لوَجبَ على احمد بن محمد بن عيسى ان يطرد آخرين كثر غير احمد بن محمد بن خالد البرقي وسهل وغيره.

يقول السيد الخوئي (ره) في معجم رجال الحديث: ويدل على ما ذكرنا ان احمد بن محمد بن عيسى بنفسه روى عن عدة من الضعفاء نذكر جملة منهم:

فقد روى محمد بن يعقوب بن محمد بن يحيى عنه (أي احمد بن محمد بن عيسى) عن محمد بن سنان. روى ايضا عن محمد بن يحيى عنه، عن علي بن حديد. روى ايضا عن محمد بن يحيى عنه عن اسماعيل بن سهل.

وروى ايضا عن محمد بن يحيى عنه عن بكر بن صالح. [4]

وفيه: ان محمد بن سنان لم يثبت ضعفه، بل وثقه بعضهم، كالحر العاملي الذي قال في ترجمته، وثقه الشيخ المفيد، وروى الكشي له مدحا جليلا يدل على التوثيق... ووثقه ايضا ابن طاووس والحسن بن علي بن شعبة وغيرهما ورحج بعض مشايخنا وهو الصواب، واختاره العلامة في بحث الرضاع من المختلف وغيره، ونحن قربنا توثيقه ولم يثبت ضعفه، وان توقفنا في رواياته.

كما ان مضمون الروايات غالبها في امور حسنة عقلائيا ولا يتوقف فيها الراوون غالبا، كما بينا ذلك في روايات ابن ابي عمير عن الضعاف.

النتيجة انا اؤيد السيد الخوئي بان احمد بن محمد بن عيسى لا يروي إلا عن ثقة وصف غير تام.

بنو فضال:

استدل على وثاقة كل من روى عنهم بنو فضال بما روي عن الامام العسكري (ع) انه قال: خذوا ما رووا وذروا ما رأوا ".

وفيه: اولا: ان هذا النص ظاهر في تصحيح الرواية لا في توثيق الراوي. فإذن ظهور الرواية " خذوا ما رووا " ليس انها لا يروون إلا عن ثقة، بل خذوا الروايات التي رووها، فإذن لا تخدمنا دلالة في المقام وهو ان بني فضال لا يروون إلا عن ثقة.

ثانيا: ان الرواية ظاهرة في ان الانحراف في العقيدة لا يلزمه الاضرار بحجية رواياته.

يقول السيد الخوئي (ره) في المعجم: أقول: الأصل في ذلك ما رواه الشيخ عن أبي محمد المحمدي، قال: ( وقال أبو الحسن بن تمام: حدثني عبد الله الكوفي خادم الشيخ الحسين بن روح رضي الله عنه، قال: سئل الشيخ - يعني أبا القاسم رضي الله عنه. عن كتب ابن أبي العزاقر بعدما ذم وخرجت فيه اللعنة، فقيل له: فكيف نعمل بكتبه وبيوتنا منه ملاء؟ فقال: أقول فيها ما قاله أبو محمد الحسن بن علي صلوات الله عليهما، وقد سئل عن كتب بني فضال، فقالوا: كيف نعمل بكتبهم وبيوتنا منه ملاء؟ فقال صلوات الله عليه: خذوا ما رووا، وذروا ما رأوا ). لكن هذه الرواية ضعيفة لا يمكن الاعتماد عليها، فإن عبد الله الكوفي مجهول، مضافا إلى أن الرواية قاصرة الدلالة على ما ذكروه، فإن الرواية في مقام بيان أن فساد العقيدة بعد الاستقامة لا يضر بحجية الرواية المتقدمة على الفساد، وليست في مقام بيان أنه يؤخذ بروايته حتى فيما إذا روى عن ضعيف أو مجهول، فكما أنه قبل ضلاله لم يكن يؤخذ بروايته فيما إذا روى عن ضعيف أو مجهول ، كذلك لا يؤخذ بتلك الرواية بعد ضلاله. وكيف كان فما ذكره الشيخ الأنصاري وغيره من حجية كل رواية كانت صحيحة إلى بني فضال كلام لا أساس له. [5]

كلام السيد الخوئي كلام سليم لكن نقول: ان هذه الرواية مدلولها " خذوا ما رووا " هو تصحيح الرواية لا تصحيح الراوي. ثانيا: ان الضلال لا يعني اسقاط الحجية وعدم التوثيق.

فالرواية ساقطة سندا، ولا تنطبق على ما نحن فيه دلالة.

والنتيجة: ان قاعدة بنو فضال لا يروون إلا عن ثقة ليست تامة.

جعفر بن بشير غدا نكمل ان شاء الله.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo