< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الرجال

40/06/29

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: تلخيص مباحث علم الرجال.

قاعدة مشايخ الثقات:

الاخير في الرواة الذين خدشت القاعدة بهم، ان ابن ابي عمير روى عنه وهو ضعيف. وقلنا ان الرواية إذا كانت لمبرر عقلائي ينتفي الاشكال.

عبد الله بن محمد الشامي:

نذكر الروايات التي وردت عن عبد الله بن محمد الشامي: روى الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عبد الله بن محمد الشامي، عن حسين بن حنظلة، عن أحدهما عليهما السلام قال: أكل الكباب يذهب بالحمى. [1]

هذه الرواية ارشادية ترشد إلى منفعة اكل الكباب، وليست حكما مولويا الزاميا، والعقلاء يتساهلون في نقل ما كان يدل على المنفعة من باب احتما الاستفادة ونرى كثيرا من الناس يهتم بما فيه صلاح دنياه اكثر مما فيه صلاح آخرته.

وروى أيضا (الكليني) عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عبد الله بن محمد الشامي، عن الحسين بن حنظلة قال: الدباء يزيد في الدماغ. [2]

نلاحظ في هذه الرواية انها ارشادية إلى منفعة، ليست حكما شرعيا الزاميا. كذلك في السند سهل بن زياد عن احمد بن محمد بن ابي نصر عن عبد الله بن محمد الشامي، قبل ان يروي البزنطي عن الشامي روى سهل بن زياد عنه، سهل كثيرون يضعفونه بعضهم قال بتوثيقه، انا اتوقف في سهل. لذلك هناك مشكلة في السند ايضا.

وروى البرقي في المحاسن بسنده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عبد الله بن محمد الشامي، عن الحسين بن حنظلة، عن أحدهما عليهما السلام قال: السمك يذيب الجسد. [3] [4]

كذلك الرواية ارشادية إلى ما فيه منفعة دنيوية.

فهذه الروايات الثلاث كلها ارشادية إلى منافع دنيوية، والمنافع الدنيوية يتناقلها الناس من دون تحقيق في المروي عنه.

النتيجة: انتهينا من هذه القاعدة وهي ان هؤلاء الثلاثة: صفوان وابن ابي عمير والبزنطي لا يرون إلا عن ثقة بمعنى ان كل من يروي عنه هؤلاء الثلاثة واضرابهم فهو ثقة إلا ما خرج بدليل، فمثل موسى بن بكر يمكن توثيقه لعدم ثبوت ضعفه وذلك لرواية صفوان عنه.

معنى كلمة " واضرابهم " ومصاديقها:

بقي الكلام في كلمة " واضرابهم " الواردة في العدة، هناك احتمالات قيل: يونس بن عبد الرحمن، واحمد بن محمد بن عيسى، واصحاب الاجماع، والطاطري، والزعفراني وغيرهم.

     يونس بن عبد الرحمن: نقل عن الشيخ الطوسي في كتاب العدة في مكان آخر: اجمعت الطائفة على ان صفوان وابن ابي عمير ويونس واضرابهم لا يروون ولا يرسلون إلا عن ثقة. (الحكيم مصباح المنهاج ج1 ص 270). هذا النص من الشيخ الطوسي كالنص السابق يؤدي إلى توثيق يونس، لكن لنبحث عن هذا النص، في النسخة التي عندنا هذا النص غير موجود، لكن نقله السيد محمد سعيد الحكيم في كتاب مصباح المنهاج لكنه يقول: " وعنه " اي عن الطوسي في العدة " اجمعت الطائفة ... " يعني هو لم يره حتى نقول نقل ثقة عن الكتاب مباشرة. وقيل لي بان غفاريان ايضا ذكر هذا الكلام، ولذا انا احتمل ان هناك نسخة اخرى ورد فيها هذا النص الذي يتضمن يونس. وذكر لي ان الكشي قد ذكر هذا الكلام لكن بعد المراجعة لم نجده، الكشي يذكر ان يونس من اصحاب الاجماع. وقد بينا سابقا في اول البحث ان لا علاقة لقاعدة " اصحاب الاجماع " بقاعدة مشايخ الثقات، ولا دليل على ارتباطهما.

     اصحاب الاجماع: لقد جعل السيد الخوئي (ره) اصحاب الاجماع الثمانية عشر من " الاضراب " الذين لا يروون إلا عن ثقة، بقرينتين:

الاولى: انه جعل منشأ قاعدة مشايخ الثقات هو قاعدة اصحاب الاجماع، حيث يقول في معجمه: فمن المطمئان به ان منشأ هذه الدعوى هو دعوى الكشي الاجماع على تصحيح ما يصح عن هؤلاء. وقد زعم الشيخ ان منشأ الاجماع هو ان هؤلاء لا يروون إلا عن ثقة، وقد مرّ قريبا بطلان ذلك. ويؤكد ما ذكرناه ان الشيخ لم يخصّ ما ذكره بالثلاثة المذكورين بل عممه لغيرهم من الثقات الذين عرفوا بانهم لا يروون إلا عمن يوثق به. ومن الظاهر انه لم يعرف احد بذلك من غير جهة دعوى الكشي الاجماع على التصحيح. والشيخ بنفسه لم يدّع ذلك في حق احد غير الثلاثة المذكورين في كلامه. انتهى. [5]

ونقول: قد بينا بما لا مزيد عليه في مقدمة البحث عدم ارتباط القاعدتين فراجع.

القرينة الثانية: يقول السيد الخوئي في المعجم: واما بقية اصحاب الاجماع فرواية جملة منهم عن غير المعصوم قليلة جدا، وروى جماعة منهم عن الضعفاء .....

هذا سالم بن ابي حفصة قد تضافرت الروايات في ذمه وضلاله واخلاله، روى محمد بن يعقوب بسند صحيح عن زرارة عنه ... [6]

هذا جعله السيد الخوئي اشكالا على القاعدة لان زرارة روى عنه، وزرارة من اصحاب الاجماع ومن كبار الفقهاء.لكن نقول: ان مجرد كونه من اصحاب الاجماع لا يعني انه لا يروي إلا عن ثقة، بل يعني اجماع العصابة على تصحيح ما صحّ عنهم. نعم يمكن الاستدلال على كون زرارة من الذين لا يروون إلا عن ثقة بما نقله المحقق الكركي (ره) عن الاصحاب وسيأتي مباشرة.

3- ابو بصير، وزرارة بن اعين، والبزنطي: يقول المحقق الكركي (ره) في رسائله: ممن نص عليهم علماء الاصحاب انه لا يروون إلا عن ثقة. والذي اخذناه بالمشافهة في مراسيل المتأخرين من اصحابنا: العمل بمراسيل الشيخ جمال الدين وولده ومراسيل الشيخ المقداد ..... (انظر رسائل المحقق الكركي رسالة استنباط الاحكام، او رسالة في الطرق الموصلة للاحكام الشرعية). [7] هذا كلام بعض المتأخرين انه يعمل بمراسيل الشيخ المقداد.

إلى هنا اصبح عندنا زرارة وابن ابي بصير والبزنطي، لكن مرّ ان زرارة روى عن سهل بن ابي حفصة الذي تظافرت الروايات في ذمه واضلاله وضلاله وتكذيبه.

وقد يشكل على كلام الكركي بان زرارة قد روى عن سالم بن ابي حفصة التي تضافرت الروايات في ذمه وضلاله، فلننظر في الرواية: محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن زرارة، عن سالم بن أبي حفصة، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال: إن الله تبارك وتعالى يقول: ما من شيء إلا وقد وكلت به من يقبضه غيري إلا الصدقة فإني أتلقفها بيدي تلقفا حتى أن الرجل ليتصدق بالتمرة أو بشق تمرة فاربيها [ له ] كما يربي الرجل فلوه وفصيله فيأتي يوم القيامة وهو مثل أحد وأعظم من أحد. [8]

 


[3] ابن الاعسم في قصيدته الشهيرة جمع خواص المأكولات عن أهل البيت (ع) ومن جملتها: " ابدأ بأكل الملح قبل المائدة واختم به فكم به من فائدة " إلى آخره، ثم يقول: " والسمك اتركه لما قد وردا من ان اكله يذيب الجسدا ". العرب تميّزوا بشيء وهو أنهم نسقوا بعض العلوم على شكل قصائد وهذا ابدع ويسهل حفظها، لم يقتصروا على نظم النحو والفقه فقط ومن جملتها الطب وعلم البحار. وهناك قصيدة لابن ماجد في علم البحار، وهو المكتشف الحقيقي لرأس الرجاء الصالح، لكن الاوربين نسبوا ذلك إلى فاسكو دوجاما، وهذا ديدنهم في تزوير التاريخ.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo