< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الرجال

40/06/01

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: تلخيص مباحث علم الرجال.

قاعدة مشايخ الثقات:

ادلة تضعيف علي بن ابي حمزة:

قلنا في التضعيف الاول انه من الواقفة وفي التضعيف الثاني ان ابن ابي عمير روى عن الضعاف، ومنهم علي بن ابي حمزة البطائني روى عنه ابن ابي عمير.

بالنسبة إلى التضعيف الاول بعضهم يقول ان علي بن ابي حمزة لم يكن من الواقفة كما قال عنه النجاشي بدليل بعض النصوص، ويمكن حمل هذه النصوص اما على انه رجع عن الوقف وسلم الاموال إلى الامام الرضا (ع)، واما ان من الاساس لم يكن واقفيا.

اما الصفات التي وصف الواقفة بها بانهم كالكلاب الممطورة، وانهم اشباه الحمير فقد كانت جزءا من الحركة الاعلامية لحفظ نفس الامام (ع)، وذلك لروايات عديدة يظهر منها ان علي بن ابي حمزة قد خرج عن الوقف.

روى الصدوق في عيون اخبار الرضا (ع) عن الحسن بن علي الخزاز قال: خرجنا إلى مكة ومعنا علي بن ابي حمزة، ومعه مال ومتاع، فقلنا ما هذا؟ قال: هذا للعبد الصالح (ع) امرني ان احمله إلى علي ابنه (ع) وقد اوصى اليه.

وهذه الرواية يظهر منها انه لم يقف اصلا، بل ويمكن جعلها تاييدا لما احتملناه من كون حركة الواقفة حركة تقف عند الكاظم (ع) بالظاهر دون واقع هؤلاء وذلك لحفظ نفس الامام الرضا (ع) .

إذن التضعيف الاول هو كون علي من الواقفة اما التضعيف الثاني فهي النصوص التي وردت في تضعيف البطائني في روايات الاصحاب عن بعضهم:

قال ابن مسعود العياشي: سمعت علي بن الحسن بن فضال: ابن ابي حمزة كذاب ملعون، قد رويت له احاديث كثيرة، وكتبت تفسير القرآن كله من اوله إلى آخره، إلا اني لا استحل ان اروي عنه حديثا واحدا. [1]

بعضهم قال ان هذا تكذيب في العقيدة، هذا ممكن.

ولكن الانصاف ان هذه الرواية من اوضح الروايات على عدم توثيق علي بن ابي حمزة وان التكذيب هو في الحديث إلا انه يجاب عن ذلك بأمور:

الاول: احتمال كون عدم استحلال الرواية عنه لانحرافه في العقيدة، إلا ان الانصاف ان هذا الاحتمال خلاف ظهور الرواية في كذبه. نعم اللعن غير ظاهر في كونه بسبب الكذب.

الثاني: يحتمل ان يكون المراد من ابن ابي حمزة هو ابنه الحسن وهو غير بعيد لعدة اشارات، وعندي احتمال وارد انه حتى الحسن الابن لم يكن كذابا.

-ان الجد يسمى عند العرب ابا، فيقال عن علي بن الحسين (ع) انه ابن فاطمة (ع) كما قال الفرزدق: هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله " مع العلم ان زين العابدين هو حفيد فاطمة (ع).

-ان نفس التوصيف " كذاب ملعون " .. إلى آخره " قد ورد في ترجمة الحسن بن علي بن ابي حمزة، وقد نقل ذلك الكشي حيث يقول: " قال العياشي : سألت علي بن الحسن بن فضال عن الحسن بن علي بن ابي حمزة البطائني فقال " كذاب ملعون ".

-ان علي بن ابي حمزة البطائني توفي قبل ان يولد علي بن الحسن بن فضال، فابن فضال توفي سنة 224ه فكيف يمكن ان يكتب عنه احاديث كثيرة وتفسير القرآن من اوله إلى آخره، وليس بالواسطة.

وسأذكر كلام الشيخ جعفر السبحاني في كتاب: كليات في علم الرجال: إن علي بن ابي حمزة توفي قبل ان يولد علي بن الحسن بن فضال بأعوام، فكيف يمكن ان يكتب عنه احاديث، وتفسير القرآن من اوله إلى آخره، وانما حصل الاشتباه من نقل الكشي في ترجمة الوالد تارة، وترجمة الولد اخرى، وذلك لان علي بن ابي حمزة مات في زمن الرضا (ع) حتى اخبر (ع) انه اقعد في قبره فسئل عن الائمة فاخبر باسمائهم حتى انتهى إليّ فسئل فوقف، فضرب على راسه ضربة امتلا قبره نارا. فإذا توفي الرضا (ع) قبل عام 203 ه فقد توفي ابن ابي حمزة قبل ذلك العام.

ومن جانب أخر مات الوالد (الحسن بن فضال ) سنة 224 كما ارخه النجاشي في ترجمته.

وكان الولد يتجنب الرواية عن الوالد وهو ابن ثمان عشرة سنة يقول: -كنت اقابله ( الوالد ) وسني ثمان عشرة سنة- بكتبه ولا افهم إذ ذاك الروايات، ولا استحل ان ارويها ولاجل ذلك روى عن اخويه عن ابيهما. فإذا كان سنه عند موت الوالد ثماني عشرة سنة، فعليه يكون من مواليد عام 206ه، فمعه كيف يمكن ان يروي عن علي بن ابي حمزة الذي توفي في حياة الامام الرضا (ع)؟ [2] هذا الكلام وارد وجدا معقول، ولذلك يحتمل جدا ان يكون هناك سقط من النساخ بالواسطة التي روى عنها – عن فلان عن ابين ابي حمزة -.

النص الثاني فيه نص مباشر على عليّ: قال ابن مسعود العياشي، قال: ابو الحسن علي بن الحسن بن فضال: علي بن ابي حمزة كذاب متهم.

من حيث الدلالة هذا نصّ في تكذيب علي بن ابي حمزة الاب ولا مجال للقول بان المراد هو ابنه الحسن، إلا ان يقال بوجود التصحيف من النساخ حيث تمّ حذف لفظ " الحسن بن ". وهذا الاحتمال ممكن خصوصا مع توثيق الطائفة لعلي بن ابي حمزة، لكنه يحتاج إلى دليل.

ومع عدم وجود الدليل يقع التعارض بين توثيق الطوسي وتضعيف ابن فضال، والمفروض تقديم تضعيف ابن فضال لكونه اقرب إلى البطائني من الشيخ الطوسي بكثير.

علاج التعارض بين الطوسي وابن فضال:

إذا لم يتم تقديم احدهما على الآخر بأحد الوجوه المحتملة فإننا نقدّم توثيق الطوسي، لان الطوسي نقل عن الطائفة وثاقته، ومع التعارض بين ابن فضال والطائفة فإننا نقدّم توثيق علماء الطائفة للاشهرية والاكثرية.

سنعود ونذكر بكلام الشيخ الطوسي (ره) في العدّة: وان كان ما رووه ليس هناك ما يخالفه ولا يعرف من الطائفة العمل بخلافه، وجب ايضا العمل به إذا كان متحرزا (متحرجا) في روايته موثوقا في امانته، وان كان مخطئا في اصل الاعتقاد. ولاجل ما قلناه عملت الطائفة بأخبار الفطحية مثل عبد الله بن بكير وغيره، واخبار الواقفة مثل سماعة بن مهران، وعلي بن ابي حمزة، وعثمان بن عيسى، .... [3]

هناك نص بالرواية عن علي بن ابي حمزة وانه متحرز بروايته وعملت الطائفة بذلك. وكأن هذا كان معروفا وان الطائفة عملت لاجل ذلك. وهذا نقل من الشيخ الطوسي (ره) عن حس منه، وليس اجتهادا وحدسا. فقد نقل عمل الطائفة باخباره، ونقل استنادهم في العمل بهذه الاخبار إلى وثاقته وتحرزه في الرواية (وفي نسخة اخرى متحرجا).


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo