< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الرجال

40/05/17

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: تلخيص مباحث علم الرجال.

قاعدة مشايخ الثقات: مسقطات الخبر عن الوثاقة:

نكمل الكلام في مسقطات الخبر المنقول حسيا أي كيف يسقط الخبر؟

قلنا انها تسقط بمعارض قطعي أو بمعارض حسي مثله، مثلا ان هؤلاء لا يروون إلا عن ثقة وجاء خبر آخر ان هؤلاء يروون عن كذابين ـ هنا يوجد تعارض واضح حينئذ نتوقف عن العمل بالخبر.

وإما إذا كان العموم المنقول قد استثني منه بعض الافراد لمصلحة او لملاك آخر فان الاستثناء صحيح وهو ما سميناه بالمبرر، وهذا ما سنوضحه.

الرابعة: خروج بعض الافراد عن حكم العام من دون مبرر عقلائي او احتمال مبرر عقلائي.

ومثال عرفي على ذلك: لو اخبرك الثقة بان الشيخ فلان لا يدخل محلا يباع فيه الخمر، وتوجد مئات المحلات، لعملت بهذا الاخبار بناء على حجية خبر الثقة، فلو فرضنا انك رأيت هذا الشيخ " فلان " دخل إلى احد المحلات التي يباع فيها الخمر، فحينئذ تستغرب وتقول: كيف اخبرني بهذا الاخبار؟! ويسقط هذا الاخبار من الاعتبار عندك. نعم لو علمت انه قد دخل لانقاذ طفل، لما سقط الاخبار عن الاعتماد، لان الدخول اصبح مبررا عقلائيا، وذلك لان ملاك ومصلحة الدخول اقوى من مفسدته، فتقدم المصلحة على المفسدة، وهكذا يكون الاستثناء فان المستثنى ظاهرا يكون فيه ملاك حكم العام ولو باللازم، لانه فرد من افراده لان في اكرامه مفسدة اقوى من مصلحته، ولكن في الخاص ملاك آخر، فيتزاحم الملاكان، ومع اقوائية ملاك الخاص يتم الاستثناء، من دون سقوط العام عن الاعتبار. بل يكفي احتمال المبرر عقلائيا ليبقى حكم العام المنقول على اعتباره وحجيته وعدم سقوطه. ولهذا اشتهر بين الناس " ما من عام إلا وقد خصّ " إذ أغلب العمومات يكون فيها بعض الافراد فمن ينطبق عليهم ملاك اقوى من ملاك العام فيخصص العام حينئذ. هذه المقدمة مهمة لبيان متى يسقط العموم.

السيد الخوئي (ره) ماذا قال؟ قال: هؤلاء لا يروون الا عن ثقة؟ هذا هو الاشكال الثاني. السيد الخوئي قال: ان ابن ابي عمير يروي عن علي بن ابي حمزة البطائني ويروي عن يونس بن ظبيان ويروي عن فلان وفلان هؤلاء كلهم ضعاف إذن سقط العموم.

فلنستعرض الضعفاء الذين روى عنهم هؤلاء الثقات راويا راويا، ولنرَ هل يوجد مبرر محتمل عقلائي للرواية عنه؟

ونبدأ بعلي بن ابي حمزة البطائني:

من المحدثين الذي اشكل بهم السيد الخوئي (ره) على القاعدة، وهو من شيوخ الواقفة وعمادها وركنها وكان بحوزته حوالي ثلاثين الف دينار.

ادلة توثيق علي بن ابي حمزة:

اولا: وثقه الشيخ بنص صريح، حيث يقول في العدّة: واما إذا كان الراوي من فرق الشيعة مثل الفطحية، والواقفة، والناووسية، وغيرهم نظر فيما يرويه: فان كان هناك قرينة تعضده أو خبر آخر من جهة الموثوقين بهم، وجب العمل به. وان كان هناك خبر آخر يخالفه من طريق الموثوقين، وجب اطراح ما اختصوا بروايته والعمل بما رواه الثقة. وان كان ما رووه ليس هناك ما يخالفه ولا يعرف من الطائفة العمل بخلافه، وجب ايضا العمل به إذا كان متحرجا في روايته موثوقا في امانته، وان كان مخطئا في اصل الاعتقاد. ولاجل ما قلناه عملت الطائفة بأخبار الفطحية مثل عبد الله بن بكير وغيره، واخبار الواقفة مثل سماعة بن مهران، وعلي بن ابي حمزة، وعثمان بن عيسى، .... [1]

نلاحظ هنا اولا: ان الشيخ وثقه لانه خبر ثقة، ونص عليه فلا يخدش بالقاعدة، وان كان السيد الخوئي (ره) لم يوثقه. وثانيا: ان الشيخ الطوسي ينقل توثيق الطائفة له أي توثيق عشرات العلماء وان كان مخطئا في الاعتقاد،

ثانيا: ولنعتبره مؤيدا: ان علي بن ابي حمزة وقع في اسانيد كامل الزيارات لابن قولويه الذي يقول ما مضمونه: " ما رويته رويته عن الثقات من اصحابنا ولم اخذ من الشذاذ من الرجال ". هناك 377 محدث روى عنهم ابن قولويه ووقعوا في اسانيده. وكثيرون يقولون ان مجرد وقوع الراوي في اسناد كامل الزيارات هو توثيق من التوثيقات العامة. لكن بعضهم لا يقول بذلك، وبعضهم يفصّل، ولذا جعلناه من المؤيدات.

ثالثا: روى الشيخ ان له اصلا، رواه عنه صفوان وابن ابي عمير والبزنطي، كذلك روى عنه الثقات كالحسن بن محبوب، وفضاله بن ايوب، وعلي بن اسباط، وجعفر بن بشير البجلي وغيرهم.

رابعا: من المؤيدات انه عاش تقريبا 40 سنة مع الامام الصادق (ع) والكاظم (ع) حسن السيرة والسلوك والامانة والوثاقة وهذا نوع من الملاكات، والملكة صفة نفسانية راسخة لا علاقة بها بالعقيدة، فقد يكون الرجل كافرا ويكون عنده بعض الملكات الممدوحة، فقد كان حاتم طيء كريما، والكرم صفة ممدوحة، بل كانت ملكة لديه، وفي نفس الوقت كان كافرا. وزوال الملكة صعب كما يقول المثل: إذا رأيت جبلا زال عن وضعه فصدّق، وإذا رأيت رجلا زال عن طبعه فلا تصدّق. نعم الملكة قد تزول بالتدريج، لا دفعة إلا نادرا جدا، ولذا يستبعد فقدان ملكة الوثاقة في النقل من كل فقهاء الواقفة جميعا دفعة واحدة.

ولا ريب ان معظم الروايات كتبت ونقل معظمها في زمن الاستقامة، وما نقل زمن الوقف قليل.

هذه ادلة التوثيق، اما ادلة التضعيف تأتي غدا ان شاء الله تعالى.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo