< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الرجال

40/02/01

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: تلخيص مباحث علم الرجال.

ذكرنا اننا بحاجة لعلم الرجال، واذا قلنا بعدم الحاجة اليه لا نبحث هذا العلم، وسبب نفي الحاجة انهم قالوا ان الروايات من كتب معتمد عليها واليها المرجع وعليها المعوّل. ادلتهم على قطعية الصدور ادلة فيها وجه وليست واهية وإن لم تكن تامة. الكليني يقول انه اخذها من الآثار الصحيحة عن الصادقين، والكليني من الثقاة. وحين يأتي الشيخ الصدوق ويقول أخذتها من كتب عليها المعوّل واليها المرجع. هذه الكلمات تجعلك تقف قبل الحكم على الروايات.

بيّنا أن هذه الروايات ليست قطعية الصدور وليست كلها صحيحة ومعتبرة بأدلة ذكرنا منها ستة وسنذكر الادلة الباقية. ونذكر اننا قلنا ان الاساس في المسألة هو في تنقيح معنى كلمة " الصحة " عند القدماء، بينا ان " الصحيح " بمعنى المعتبر والحجّة وليس بمعنى الصادر، من هنا نكمل وقلنا ان هناك التفاتات وأدلة.

الدليل السابع على عدم قطعية الصدور: إن الشيخ الطوسي (ره) اسقط عدّة روايات من الكافي عن الاعتبار، نذكر منها:

     التهذيب: محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن بسطام بن مرّة، عن اسحاق بن حسان، عن الهيثم بن واقد، عن علي بن الحسن العبدي، عن ابي هارون عن ابي سعيد الخدري. قال: أمر رسول الله (ص) بلالا ان ينادي ان رسول الله (ص) حرّم الجري والضب والحمر الاهلية.[1]

قال محمد بن الحسن: فما تضمن هذا الحديث من تحريم لحم الحمار الاهلي موافق للعامة، والرجال الذين رووا هذا الخبر أكثرهم عامة، وما يختصون بنقله لا يلتفت إليه.

قد يقال ان كلام الشيخ الطوسي من باب التقيّة والحديث صادر لكنه مرجوح، وليس عن الائمة (ع) أي انه ليس في زمن التقيّة، الشيخ اسقط هذا الحديث من خلال سنده.

وهذاالحديث لم يرد في نوادر الكافي، ونحن نذكر ذلك لان النوادر اختلف في معانيها. ما تعنى النوادر؟ [2] ولماذا جعلوا لها بابا خاصا؟ الشيخ المفيد (ره) كان يقول ان النادر هو الذي لا يعمل به، ولذلك الروايات التي اسقطها الشيخ الطوسي من الكافي كانت في باب النوادر فيمكن رفع اشكال قطعية الصدور لان الكليني كأنه قال برايهم: بان الذي لا يوجد في النوادر قطعي الصدور، والذي هو موجود في النوادر لا اعمل به. فيستحكم الاشكال في هذه الرواية لو كانت في النوادر.

     وفي الاستبصار: محمد بن يعقوب عن علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن ابراهيم بن محمد المدني، عن عمران الزعفراني قال: قلت لابي عبد الله (ع): إن السماء تطبق علينا بالعراق اليومين والثلاية، لإاي يوم نصوم؟ قال: انظر اليوم الذي صمت فيه في السنة الماضية وصم اليوم الخامس. [3]

باب نادر ج4 ص 78 ح 1

ثم ذكر خبر آخر بنفس المضمون ثم قال: " فلا ينافي هذا الخبران ما قدمناه من العمل بالرؤية لمثل ما قدمناه في الباب الاول من أنهما خبر واحد لا يوجبان علما ولا عملا، ولان راويهما عمران الزعفراني، وهو مجهول، وفي إسناد الحديثين قوم ضعفاء لا نعمل بما يختصون بروايته...". [4]

هذان الحديثان موجودان في الكافي واسقطهما الشيخ الطوسي (ره) في مسألة العدد في شهر رمضان، ومع التتبع نجد غير هذين الحديثين.

بعد هذا الاسقاط من الشيخ الطوسي، وهو نفسه قريب من عصر الكليني، ونحن بعد ألف سنة نقول أن هذه الروايات مقطوعة الصدور!!!

الثامنة: إسقاط الشيخ المفيد لروايات أن شهر رمضان لا ينقص، المروية في الكافي.

قال المفيد في الرسالة العددية: " وأما ما تعلّق به أصحاب العدد من أن شهر رمضان لا يكون أقلّ من ثلاثين يوما فهي أحاديث شاذة، قد طعن نقلة الاخبار من الشيعة في سندها، وهي مثبتة في كتب الصيام في أبواب النوادر، والنوادر هي التي لا عمل عليها " . [5]

والصدوق (ره) بالغ في لزوم العمل بها، ذكر في الخصال: " قال مصنف هذا الكتاب " رضي الله عنه " مذهب خواص الشيعة وأهل الاستبصار منهم في شهر رمضان أنه لا ينقص عن ثلاثين يوما أبدا، والاخبار في ذلك موافقة للكتاب ومخالفة للعامة، فمن ذهب من ضعفة الشيعة إلى الاخبار التي وردت للتقية في أنه ينقص ويصيبه ما يصيب الشهور من النقصان والتمام اتقى كما تتقي العامة ولم يكلّم إلا بما يكلم به العامة، ولا قوة إلا بالله ". [6]

إلا ان الانصاف أن هذه الروايات مروية في النوادر، والنوادر عند المفيد هي التي لا عمل عليها كما ذكره في الرسالة العددية، لكن هذا التعريف للنوادر لم يذكره الكليني (ره)، نعم يخرج من هذا التخريج رواية تحريم الجري والضب والحمر الأهلية، فانها لم تذكر في باب النوادر.

 


[1] تهذيب الأحكام، شيخ الطائفة، ج9، ص40.
[2] بحثنا معنى النوادر أثناء دروس سابقة بحثا شافيا.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo