< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الرجال

38/03/29

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: علم الرجال.

وجود وضاعين كذابين مدلسين بين الرواة.

ذكرنا في مسألة الحاجة إلى علم الرجال ان المسألة بداية مسألة وجدانية لا تحتاج إلى دليل، لذلك هنا مرحلتان: مرحلة اصل الموضوع وهي ان نسأل عن المخبر من هو. ومرحلة ثانية وهي الاصعب والاهم ان هذه الكتب الاربعة او غيرها هل كلها صحيحة او لا؟

فنعود للبدايات قلنا ان نفس الروايات: " خذ بأفقههما، بأعدلهما "، يعني ابحثوا عن العالم والفقيه من هو، هذه السيرة الذاتية المرتبطة بقبول الروايات. وقلنا ان هذه الروايات وإن وردت في القضاء لكن لم يكن هناك مساحة بين القضاء والرواية في ذلك، ونفس ابواب التعارض والتعارض موجود بكثرة، يعني اصبحت مضطرا لان ابحث عن الاعدل، مضطرا ان ابحث عن السيرة الذاتية المرتبطة بقبول الرواية وعدمها في التعارض، يعني انني اصبحت بحاجة إلى علم الرجال.

ومن الادلة التي يمكن الاستدلال بها على الحاجة، وجود وضاعين كذابين مدلسين بين الرواة:

من الادلة على ذلك ورد عن النبي (ص) ما مضمونه: " سيكثر من بعدي الوضاعون والكذابون ".

ففي الكافي ح 10 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بعض أصحابه رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام ) ، قال : ذكر الحائك لأبي عبد الله (عليه السلام) أنه ملعون فقال: إنما ذاك الذي يحوك الكذب على الله وعلى رسوله (صلى الله عليه وآله). [1]

وفي نهج البلاغة الخطبة 210: " ولقد كذب على رسول الله (ص) على عهده حتى قام خطيبا، فقال: من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ...". [2]

وفي رجال الكشي ص 195، عن الصادق (ع) إن المغيرة بن سعيد دسّ في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدّث بها أبي فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا وسنّة نبينا محمد (ص).

وعن يونس أنه قال: وافيت العراق فوجدت قطعة من أصحاب أبي جعفر عليه السلام وأصحاب أبي عبد الله عليه السلام متوافرين فسمعت منهم واخذت كتبهم وعرضتها من بعد على أبى الحسن الرضا عليه السلام فأنكر منها أحاديث كثيرة أن تكون من أحاديث أبى عبد الله عليه السلام وقال: ان أبا الخطاب كذب على أبى عبد الله عليه السلام لعن الله أبا الخطاب وكذلك أصحاب أبي الخطاب يدسون من هذه الأحاديث إلى يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد الله عليه السلام فلا تقبلوا علينا خلاف القران. [3]

دليل آخر: وقد اهتم العلماء بأحوال الرواة وديدنهم: يقول الشيخ الطوسي (ره) في العدّة: إنا وجدنا الطائفة ميّزن الرجال الناقلة لهذه الأخبار، فوثقت الثقات منهم وضعفت الضعفاء، وفرقوا بين من يعتمد على حديثه وروايته ومن لا يعتمد على خبره، ومدحوا الممدوح منهم وذموا المذموم، وقالوا: فلان متهم في حديثه وفلا كذاب، وفلان مخلط، وفلان مخالف في المذهب والاعتقاد، وفلان واقفي، وفلان فطحي، وغير ذلك من الطعون التي ذكروها وصنفوا في ذلك الكتب واستثنوا الرجال من جملة ما رووه من التصانيف في فهارسهم. [4]

وقد ذكر الشيخ آغا بزرك الطهراني أن أغلب القدماء كانوا يحتفظون بفهرس لهم ولا أري داعيا للتكثير من الأدلة على أصل الحاجة إلى علم الرجال، فهو من البديهيات فلننقل الكلام إلى ما ذكره نفاة الحاجة من أدلة على الحاجة لعلم الرجال.

وقلنا سابقا لاحظت أن الكلام في علم الرجال يدور حول نقطة واحدة وهي: ما معنى الصحيح؟

غدا ان شاء الله نكمل والكلام سيكون حول أدلة النافين للحاجة إلى هذا العلم من خلال تصحيح الكتب الأربعة، او خصوص الوسائل او غيرها.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo