< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الأصول

41/05/25

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: العام والخاص. ادوات العموم.

     دلالة الجمع المحلّى باللام على العموم الاستغراقي بمقدمات الحكمة وليس بالوضع.

     كيفية الدلالة نفس كيفية دلالة المفرد المحلّى باللام.

     الفرق بين المحلّى باللام سواء أكان جمعا أم مفردا، وبين المجرّد عن اللام كذلك.

     اللام موضوعة للعهد، والمحلى باللام يدل على العموم الاستغراقي ببركة لحاظ الجنس المدلول عليه باللام، دون المجرد عنها الذي يدل على العموم البدلي.

وهذا الكلام ينطبق بحذافيره على المفرد المحلى باللام.

الفرق بين المفرد المحلّى باللام والجمع كذلك والمفرد النكرة:

بناء على ما بيّنا لا فرق في الدلالة على العموم من حيث انطباق الطبيعة على جميع افرادها وإلا كان من باب الترجيح بلا مرجح، نعم يتضمن الجمع لحاظ الكثرة والافراد، ولذلك كانت دلالة الجمع على العموم اقوى من دلالة المفرد، فان في الجمع ثلاث دوالّ: اللام الدالة على العهد الجنسي والجمع وهو مدخوا اللام والطبيعية.

الفرق بين المحلّى باللام والمجرد منها:

ان الفرق بين: " اكرم العلماء "،" اكرم العالم" ، وبين " أكرم عالما " و " أكرم عالما ".

قلنا ان " كل " موضوعة للعموم، هل " اكرم العلماء " موضوعة للعموم ؟ الجمع المحلّى باللام موضوع للعموم أو لا؟

قلنا: ان " اللام " لام التعريف موضوعة للعهد، لكن هذا العهد تارة عهد ذكري كقوله تعالى: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ﴾ [1] . أي الذي مرّ، " رأيت رجلا واكرمت الرجل " يعني الرجل الذي سبق ذكره.

وهناك " اللام " العهد الجنسي الموجودة في الذهن، ففي قولنا: " اكرم العالم " العالم جنس وماهية، حقيقة معهودة في الذهن، فـ " اكرم العالم " تدل على العموم لان اللام عهد جنسي، لذلك لا بد من عهد.

من هنا الجمع المحلّى باللام بلا شك يفيد العموم كالمفرد المحلّى باللام، لكن هذه الفائدة للعموم من أين أتت: من الوضع، أو من مقدمات الحكمة، أو من حكم العقل.

نحن ذكرنا ان " اللام " عندما تكون للعهد الجنسي يعني ملاحظ " اكرم العالم " " احلّ الله البيع " " حرّم الربا " اللام عهدية لجنس العالم وجنس البيع وجنس الربا، وطالما لا حظت الجنس صار متعلق الحكم هو الجنس او الماهية. والحقيقة عندما اطبقها إذا طبقتها على بعضها دون الآخر يكون من باب الترجيح بلا مرجح. وهذا قبيح على الحكيم، ولذلك كانت دلالة " أكرم العالم " على العموم بالاطلاق ومقدمات الحكمة. هذا بالنسبة إلى " أكرم العالم "، اما بالنسبة إلى " اكرم العلماء " أي عندما يكون مدخول اللام الجمع وليس المفرد فهل تدل على العموم؟ وعلى أي نحو؟ اما بالنسبة للجمع " اكرم العلماء " هل تنطبق على جميع الافراد؟ هل اللام الداخلة على الجمع موضوعة للعموم أو لا؟

الفرق بين الجمع المحلّى باللام والمفرد المحلّى باللام: يشتركان في كون الدلالة على العموم فيهما بالاطلاق ومقدمات الحكمة، ويفترقان بان الجمع فيه شيء زائد وهو ان الجمع يلاحظ الكثرة. لاحظوا في انفسكم عندما اقول: " أكرم العالم " ماذا تعني و" أكرم العلماء " ماذا تعني، كلاهما دخل على الماهية لكن تارة عبّرت عن الماهية بفرد " العالم "، وتارة اعتبر عن الماهية بجمع. " أكرم العلماء " يوجد فيها لحاظان: اللحاظ الاول الماهية وهو مدلول اللام، واللحاظ الثاني الجمع وهو مدلول المدخول وهو صيغة الجمع والافراد. عندما اقول لحاظ الماهية ماذا تعني؟ يعني أنا كمتكلم وشارع وآمر اسلط الضوء على الماهية، أي اريد نفس العلم كعلم بغض النظر عن افراده. وإذا قلنا كذلك تكون النتيجة ان " اكرم العالم " و " اكرم العلماء " كلاهما دلالتهما على العموم والشمول بمقدمات الحكمة أي بالاطلاق لانني الاحظ الماهية، نعم في " العلماء " هناك لحاظ آخر وهو العدد.

ملخص ما وصلنا اليه من أدوات العموم:

إلى الآن اصبحت " كل " موضوعة للعموم، " اكرم العالم " ليست موضوعة للعموم تدل على العموم بالاطلاق ومقدمات الحكمة إذا كانت اللام جنسية وليس عهدا ذكريا. " أكرم العلماء " ايضا، وتسمى اللام الاستغراقية، لكن استغراقها ليست بالوضع بل بالاطلاق ومقدمات الحكمة.

من هنا نقول ما الفرق بين المفرد المحلّى باللام " اكرم العالم " و " المفرد المجرد عن اللام النكرة " و " اكرم عالما ". نلاحظ أن كليهما يدل على الشمول لكن الاولى تدل على الشمول الاستغراقي والثانية على البدلي.

اما " أكرم العالم " المحلّى باللام الجنسية أي يلحظ فيه ماهية العالم [2] بينما " أكرم عالما " ليس هناك لحاظ، في التنكير لا تلحظ الماهية بل يلحظ الفرد، يلحظ الطبيعة بما انها موجودة في الفرد وتمتثل بفرد واحد، ولذلك يكفي فرد واحد، بينما في " أكرم العالم " لا يكفي الفرد الواحد، لانه عندما الحظ الماهية كلما انطبقت الماهية يجب الاكرام فاستغرق، كما قلنا ان الاحكام تتعلق بالطبائع لا بالافراد، والفرد وظيفته في عالم الامتثال.

في المفرد المحلّى باللام الجنسية تلحظ الماهية، فالماهية والطبيعة هي المطلوب إكرامها، ولذا لو وجدت الماهية في فرد ولم يكرم، كان عاصيا، فتدل على العموم الاستغراقي بالاطلاق ومقدمات الحكمة لان التخصيص بلا قرينة ترجيح بلا مرجح.

اما المفرد المجرد عن اللام، أي في قولنا: " اكرم عالما " فلا يلحظ به الطبيعة بل المتعلّق هو ايجاد الطبيعة في الخارج ولذا دلّت على العموم البدلي، لان الطبيعة تتحقق بفرد والفرد الواحد كاف في الامتثال. وهذا هو الظاهر من التنوين.

والنتيجة: ان الثلاثة: الجمع المحلّى باللام، والمفرد المحلّى باللام والمفرد المجرد عنها تدل على الشمول بالاطلاق ومقدمات الحكمة، نعم يدلّ الاولان على العموم الاستغراقي، والاخير على العموم البدلي.

وقد صرح صاحب الكفاية (ره) بدلالة الجمع المحلّى باللام والمفرد كذلك على العموم بالوضع، واقول بل بالاطلاق ومقدمات الحكمة.

ونتيجة ما وصلنا إليه في أدوات العموم:

أن الدلالة على العموم تكون إما بالوضع وإما بالاطلاق ومقدمات الحكمة وإما بالعقل، وإما بقرائن أخرى.

ان " كل " وما شابهها تدل على العموم الاستغراقي بالوضع.

الجمع المحلّى باللام تدل على العموم الاستغراقي بالاطلاق ومقدمات الحكمة.

المفرد المحلّى باللام كذلك.

المفرد المجرد عن اللام: تدل على العموم البدلي بمقدمات الحكمة.

غدا نأتي إلى النكرة في سياق النفي، سياق النهي، سياق الاستفهام، كيف تدل على العموم.

 


[2] في النحو يقولون ان اللام للمح الصفة، مثل: العباس، الحسن، الحسين، وإذا ارادوا التوهين يقولون " حافظ اسد " بدل حافظ الاسد " يقولون ان اللام هنا لام لمح الصفة يحاولون تجريده من الصفة.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo