< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الأصول

41/03/20

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: مفهوم الوصف.

     الفرق بين الاوصاف: الفرق بين الحال والنعت والخبر

     الفرق بين الجملة الشرطية والجملة الوصفية.

     إذا كان الوصف ظاهرا في العليّة فلا شك في ظهوره في المفهوم، لان انتفاء العلّة يقتضي انتفاء المعلول، لان المعلول يدور مدار العلّة وجودا وعدما.

قلنا في مسألة مفهوم الوصف ان القاعدة والاصل والظهور اللفظي ان الوصف لا مفهوم له، بمعنى انه لا يدل على الانتفاء عند الانتفاء، أي لا يدل على انتفاء الحكم عند انتفاء الوصف.

قلنا انه لا بد من مقدمات لبيان المختار:

اولا: وجود الموصوف المعتمد عليه الوصف في البيان.

ثانيا: الفرق بين مفهوم الوصف واللقب هو ذكر الموصوف في الاول في عالم البيان دون الثاني، في اللقب ليس هناك موصوف.

ثالثا: محل الكلام عدم انتفاء الموصوف عند انتفاء الوصف.

المقدمة الرابعة: الفرق بين الجملة الشرطية والجملة الوصفية: عندما اقول: " إن جاءك زيد فاكرمه " جملة شرطية أو اقول: " زيد الجائي اكرمه " الجائي وصف لزيد، كلها قيود، الشرط قيد والوصف قيد، حتى الوصف يختلف تارة يكون نعتا وتارة يكون حالا. " اكرم زيد الماشي " الماشي نعت لزيد " واكرم زيد ماشيا " ماشيا حال لزيد، كلاهما وصف وما الفرق بين الحال والوصف؟ إذا قلت " أكرم زيد ماشيا" أي حالة كون زيد ماشيا فيكون الحال قيد للإكرام، اما إذا قلت: " اكرم زيدا الماشي " فالمشي قيد لزيد، بعبارة اخرى: تارة يكون الوصف قيد للذات فهذا هو النعت، وتارة يكون قيدا للفعل فعذا هو الحال، إذن نفس الوصف يختلف فتارة يكون نعتا وتارة يكون خبرا وتارة يكون حالا، كلها قيود وصفته تختلف في معان وان اشتركت في كونها قيودا وصفية. فكيف إذا كان الوصف شرطا؟

الشرط تعليق " إن جاء زيد فاكرمه " الوجوب معلّق على الشرط، بينما في الوصف ليس تعليقا بل بيان للموضوع.

إذن فرق شاسع بين الجملة الشرطية والجملة الوصفية، يشتركان في كون كل منهما قيدا، ويختلفان في كون الشرط قيدا للهيئة، والوصف قيدا للمادة، ولو لم يختلفا لكانا مترادفين، وبعبارة اخرى في ما ينفعنا:

الشرط قيد للحكم، ولذلك ينتفي الحكم عند انتفاء شرطه، فلو قلت: " إذا زالت فصلّ " فالشرط وهو الزوال قيد لهيأة صلّ، أي للوجوب، فإذا انتفى الشرط انتفى المشروط وهذا هو المفهوم.

أما الوصف فهو قيد للمادة، أي للموضوع، فهو بيان للموضوع أي بيان لموضوع الحكم، وليس قيدا لنفس الحكم. وهذا فرق فارق. وبناء عليه سوف نختار عدم دلالة الوصف على المفهوم.

المقدمة الخامسة: إن القيد إذا كان من قبيل العلّة، فان انتفاءه يدل على انتفاء المقيّد، ذلك أن المعلول يدور مدار العلّة وجودا وعدما.

هذا إذا كانت العلّة منحصرة ولذا لا بد للمفهوم حينئذ من ظهور الكلام في العلّة المنحصرة. مثلا: إذا قلت: " إذا وجدت الشمس وجدت الحرارة " هذا كعلّة، لكن هذا وحده لا يكفي، إذ يمكن ان يكون هناك علّة اخرى " إذا وجد الاحتكاك وجدت الحرارة " صارت الشمس علّة للحرارة والاحتكاك ايضا علّة للحرارة. إذا كان هناك علّية منحصرة ينتفي الحكم عند انتفاء الموضوع، اما إذا لم يكن هناك عليّة منحصرة لا دلالة على الانتفاء حينئذ.

إذن نحتاج لاثبات المفهوم إلى العليّة اولا وايضا إلى كون العلّة منحصرة.

المقدمة السادسة: الاصل في القيود الاحترازية، يعني احترز عن ادخال ما ليس موضوعا في الموضوع. لان القيود تارة تكون للإحتراز وتارة تكون لغير الاحتراز مثلا للمدح أو للذم أو للتوضيح، مثلا: " اكرم زيدا الماشي " تارة الماشي تكون توضيحا لغيره الراكب والقاعد، ومن قبيل خاصف النعل في مقام الاشارة إلى امير المؤمنين (ع) دل النبي (ص) بـ " خاصف النعل "، خاصف النعل ليس بذاته علّة لوجوب الاتباع أو للنصر، بل لتحديد وبيان شخص، هذا ما يسمى توضيحا. [1]

ونقول: إن الاصل في القيود الاحترازية، هذا مسلّم، ولكن ما معنى الاحترازية؟

 


[1] الفرق في النعوت: تارة يكون النعت لنكرة، وتارة يكون نعتا لمعرفة، مثلا: " اكرم رجلا عالما " عالما نعت لنكرة. لكن إذا قلت: " اكرم زيدا العالم " زيد هو المنعوت فيكون العالم نعتا لمعرفة. ما الفرق بين نعت النكرة ونعت المعرفة؟ نعت النكرة تخصيص ونعت المعرفة توضيح. واحيانا لا يكون النعت توضيحا ولا تخصيصا بل مدحا مثلا: " اللهم صل على محمد وآل محمد المنتجبين " هنا "المنتجبين" مدح.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo