< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الأصول

41/03/15

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: مفهوم الوصف.

     مفهوم الوصف هو دلالة اللفظ على انتفاء الحكم عند انتفائه وليس عدم التعرض للحكم عند انتفاء الوصف.

     الفرق بين مفهوم الوصف ومفهوم اللقب.

     محل النزاع هو ما يبقى معه الموصوف عند انتفاء الوصف.

مفهوم الوصف:

هل للوصف مفهوم بحيث ينتفي سنخ الحكم عند انتفائه؟

نقول بعدم الظهور في المفهوم، وقبل البدء بالأدلة على هذا القول وعلى القول الآخر، أضرب مثلا بسيطا لو قلت لك:" اكرم عراقيا نجفيا " ثم قلت لك " اكرم عراقيا كربلائيا " فهل تجد في نفسك من تناف بينهما؟ لو كان هناك مفهوم لوجدنا تنافيا، فالمفهوم يعني نفي الحكم عن اكرام غير النجفي، وعدم المفهوم يعني انه مسكوت عنه.

انا لا أجد تنافيا لم استظهر ذلك، وعدم التنافي يكشف عن عدم المفهوم في كليهما، فانه مع القول بالمفهوم يكون مفهوم احدهما منافيا لمنطوق الآخر.

وقبل بيان المختار وهو عدم دلالة الوصف على المفهوم لا بد من بيان مقدمات:

المقدمة الاولى: في تعريف المفهوم، المفهوم هو الدلالة على انتفاء الحكم عند انتفاء الوصف. وعدم المفهوم هو عدم التعرض له.

المقدمة الثانية: إن الكلام في القضية الوصفية هي الوصف المعتمد على موصوفه في عالم البيان لا في عالم التحليل العقلي، ولذا يخرج مفهوم اللقب عن محل الكلام. الفرق بين مفهوم الوصف ومفهوم اللقب ان الوصف يعتمد على موصوف في عالم البيان، اما اللقب فلا يعتمد على موصوف. وقد عبّر بعضهم بكون الوصف المعتمد عليه مذكورا لفظا كما في قولنا: " اكرم العالم العادل " فان الموصوف هو العالم، والصفة هي العادل.

المقدمة الثالثة: في الفرق بين مفهوم الوصف ومفهوم اللقب.

مفهوم الوصف ما كان معتمدا على الموصوف في مقام البيان كقولنا: " اكرم العالم العادل " أما اللقب فهو غير معتمد على الموصوف كقولنا: " اكرم العادل ".

لا يقال: إن الوصف في التحليل العقلي عبارة عن موصوف ووصف، أي لا بد من معروض، فلا فرق بين مفهوم اللقب ومفهوم الوصف.

فانه يقال: لا شك في الفرق بينهما، وإلا لما ذهب بعض من قال بمفهوم الوصف إلى عدم المفهوم في اللقب، فان مفهوم اللقب اضعف. والسبب في ذلك ان ذكر الموصوف في مقام البيان ليس عبثا، بل له دلالة، يدركها من كان له ذوق في اللغة والأدب، هناك غاية للبيان مثلا في القرآن: ﴿ الحق والحق اقول ﴾ [1] و ﴿ ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا ﴾ [2] كرر شهرا من باب التمييز المؤكد وشد النظر اليها مع العلم به. و ﴿ إذا اتيا اهل قرية استطعما أهلها ﴾ [3] ما هو الداعي لتكرار اهلها؟ البيان هو لإعطاء اهمية.

المقدمة الرابعة: محل الكلام هو عدم انتفاء الموصوف عند انتفاء الوصف، اي لو انتفى الوصف فهل ينتفي الحكم عن ما تبقى في حصص او اصناف الموضوع؟

ذلك أن الوصف والموصوف على اقسام من حيث النسبة بين الوصف وبين موصوفه:

     الوصف المساوي للموصوف كقولك: " الانسان الضاحك. إذن القسم الاول خارج عن محل الكلام، لانتفاء الموصوف عند انتفاء الوصف، فلا موضوع لنفي الحكم حينئذ.

     الوصف الأعم من الموصوف مطلقا كقولك: " الانسان الماشي. وهذا القسم ايضا خارج عن محل الكلام.

     الوصف الاخص من الموصوف مطلقا كقولك: " الانسان العالم ". هذا يدخل في محل الكلام.

     الوصف الاخص من الموصوف من وجه كقولك: " في الغنم السائمة زكاة ".

لا شك في جريان النزاع في الثالث والرابع في مورد الافتراق من جهة الوصف أي في الغنم غير السائمة وذلك لبقاء الموصوف عند انتفاء الوصف، فيقع الكلام: " هل يحكم بنفي الحكم عند انتفاء الوصف في الحصة الباقية؟

نعم وقع الكلام في القسم الرابع وذلك في لو كان الافتراق من جانب الموصوف، أي في السائمة غير الغنم، ذلك أن بعض الشافعية قال بمفهوم الوصف فيه فحكم بعدم الزكاة في الابل المعلوفة. لكن يمكن ان يكون عدم الزكاة بسبب استظهار ان المناط في وجوب الزكاة هو السوم، لا من جهة مفهوم الوصف.

وحينئذ يقع الكلام في هذا القسم من القسم الرابع ايضا.

أما القسمان الاولان فلا شك في خروجهما عن محل النزاع، ضرورة أن حفظ الموضوع في المنطوق والمفهوم مما لا بد فيه، والموضوع ليس محفوظا في القسمين الاولين.

المقدمة الخامسة: الفرق بين الجملة الشرطية والجملة الوصفية: مثلا: " زيد الجائي اكرمه " جملة وصفية و " ان جاء زيد اكرمه " جملة شرطية لان المجيء في الاولى وصف وفي الثانية شرط، غدا نبينها ان شاء الله.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo