< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الأصول

40/08/23

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: المفاهيم

     الاستدلال على مفهوم الشرط باطلاق الجزاء.

     المختار: الفرق بين المناط والملاك في اصطلاحنا.

     الترتب الجزاء على الشرط اعم من العلّية.

في مفهوم الشرط هل للقضية مفهوم او لا، هل هناك دلالة التزامية بالمعنى الاخص لكل القيود ( شرطا، او وصفا، أو غاية أو استثناء أو عددا) على المفهوم او لا.

في مفهوم الشرط استدلوا باطلاق الشرط، واستدل ايضا على المفهوم باطلاق الجزاء.

الاستدلال على المفهوم باطلاق الجزاء: قال المحقق النائيني (ره): إن الجزاء في القضية الشرطية مقيّد بالشرط فيها، ومعنى التقييد هو اناطة الجزاء بذلك الشرط، ومقتضى اناطته به بالخصوص هو دوران الجزاء مداره وجودا وعدما بمقتضى الاطلاق ومقدمات الحكمة في ناحية الجزاء، حيث انه قيد الجزاء بذلك الشرط بخصوصه ولم يقيّد بشيء آخر، لا على نحو الاشتراك، بان جعل شيء آخر مجامعا لذلك الشرط قيدا للجزاء، ولا على نحو الاستقلال [1] ( أي لا بنحو الواو، ولا بنحو الـ أو ) بان جعل شيء آخر مجامعا لذلك الشرط قيدا للجزاء، ولا نحو الاستقلال بان جعل شيء آخر موجبا لترتب الجزاء عليه ولو عند انفراده وعدم مجامعته لما جعل في القضية شرطا. فمقتضى كون المولى في مقام البيان وعدم تقييد الجزاء بقيد آخر هو ان الجزاء مترتب على ذلك الشرط فقط من دون ان يشاركه شرط آخر او ينوب عنه، وهذا هو المفهوم في القضية الشرطية.

وقد يناقش هذا الاستدلال بأمرين:

الاول: إن شخص الجزاء مقيّد بالشرط، ومقتضى الاطلاق عدم وجود قيد آخر، اما سنخ الحكم فليس مقيّدا بالشرط، فلا يقتضي الاطلاق نفي الشروط الاخرى عن سنخ الحكم.

الثاني: ما ذكر يناسب القيد الوصفي بحيث يكون له دخالة في الحكم لا في ثبوته.

توضيحه: إن المنطوق هو ان ثبوت الشرط سبب لثبوت الجزاء [2] ، وفرق بين السبب والوصف، فالسبب هو علّة

 

لوجود الشيء سواء كان هذا الشيء مطلقا أم مقيّدا [3] ، اما القيد الوصفي فهو ما له دخالة في نفس مفهوم المتعلّق.

ولنوضحه بالمثال: إذا كان لدينا تعبيران: اكرم العالم إذا كان عادلا. واكرم العالم العادل. هذان التعبيران يشتركان في الحكم وهو وجوب اكرام العالم، ويختلفان في كون الشرط في الاولى سبب لثبوت الوجوب، مع بقاء العالم على إطلاقه. اما الوصف في الثانية فالعادل وصف مقيّد للعالم، أي لمتعلق الوجوب أي لا يبقى العالم على اطلاقه. [4]

المختار: هل للشرط مفهوم او لا؟

مقدمة: لا بد من بيان امور:

     الفرق بين المناط والملاك: الذي اصطلحه ورايته مستعملا بكثرة، ان المناط هو ما يدور الحكم وجودا وعدما مداره في مقام الاثبات، ويشمل ما كان علّة واقعا وغيره.

اما الملاك فهو ما يدور الحكم وجودا وعدما مداره في مقام الثبوت، وهو المصالح الواقعية والعلل الواقعية.

     الترتب قد يكون على نحو العلية وقد يكون على نحو اللزوم الاتفاقي الدائمي وقد يكون منقطعا.

     إن الكلام لفي الفؤاد وانما جعل اللسان على الفؤاد دليلا.

     ان الجملة الشرطية كما تصح في الترتب العلّي كذلك تصح في الترتب الاتفاقي المستمر وغيره.

بعد هذه المقدمات نقول: المختار غدا ان شاء الله.

 


[1] يعني لم يقل: ان جاء زيد وجاء عمرو، وان جاء زيد وكان ماشيا. لا على نحو الاشتراك ولا على نحو الاستقلال: ان جاء زيد أو جاء عمرو.
[2] استطراد مفيد: عبر عن الشروط بحرف وجود لوجود، مثل ان، ولّما: مثل: لّما جاءني اكرمته. بينما " لو " هي حرف امتناع لامتناع، مثل: لو جاءني اكرمته، أي انتفى الاكرام لوجود المجيء . " لولا" حرف امتناع لوجود، مثلا:" لولا علي لهلك عمر " يعني امتنع هلاك عمر لوجود علي.
[3] السبب لا علاقة له بالمتعلّق، بل له علاقة بثبوت المتعلق. هناك متعلق ثم يوجد. الوجود له اسباب، فالسبب هو لما له علاقة بوجود مفهوم المتعلق سواء كان مقيدا او مطلقا. مثلا: مفهوم " العالم " مطلق، وعند قولنا " العالم العادل " العالم مقيّد بالعدل. السبب يختلف عن المفهوم، لا علاقة له بالمتعلق. تقييد المتعلق لا علاقة له بسبب الوجود سواء كان هذا الشيء مطلقا او مقيّدا.
[4] سياتي في مسألة التمسك بالعام في الشبهة المصداقية، قالوا انه لا يجوز التمسك بالعام في الشبهة المصداقية، مثلا: اكرم العلماء إلا الفساق، او لا تكرم الفساق. معظم الاصوليين المتأخرين استدلوا: اكرم العلماء إلا الفساق كأنك قلت اكرم العلماء العدول، هنا زلّت اقدامهم (ره) فذهبوا إلى عدم جواز التمسك بالعام في الشبهة المصداقية لانه إذا قلنا اكرم العلماء العدول، وشككنا في ان هذا العالم فاسق او عادل، فأريد ان اثبت الموضوع فلا يجوز التمسك بالعام في الشبهة المصداقية. ونقول: اكرم العلماء إلا الفساق تختلف كثيرا عن اكرم العلماء العدول. اكرم العلماء إلا الفساق خروج بعض افراد العالم من حكمه وليس تقييدا لنفس العالم. بينما اكرم العلماءالعدول تقييد لمفهوم المتعلق.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo