< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الأصول

40/01/29

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: تلخيص ما مضى من مباحث الاصول وبيان رأي السيد الاستاذ ودليله مختصرا.

الجملة الخبرية المستعملة في مقام الطلب ظاهرة في الوجوب: الجملة الخبرية موضوعة للنسبة بين الموضوع والمحمول وليست موضوعة لا للإنشاء ولا للأخبار، بل هي موضوعة للنسبة الاسنادية ومستعملة فيها، وتتلون بتلون الدواعي فتكون خبرا إذا كان الداعي لاطلاقها الإخبار، مثل: " بعتك " بداعي الاخبار عن حصول البيع، وتكون إنشاءا إذا كانت بداعي إنشاء العقد، وتكون طلبا إذا كانت بهذا الداعي، وهكذا. وفي الأخير يكون ظهورها في الوجوب عند عدم القرينة على عدم الالزام، بل ظهورها في الوجوب أقوى.ومع عدم القرائن يكون ظهورها في الإخبار، لظهور الاسناد في الحصول.

والسر في كون ظهورها في الوجوب آكد، أن المولى عندما يأمر بصيغة ظاهرها الخبر فهو يكشف عن رغبة شديدة في حصول الشيء فيأتي بالطلب بصيغة اسنادية وكانه شيء قد حصل. هذا من قبيل قوله تعالى: ) وينفخ في الصور ( [1] وكانه يريد ان يقول: لشدة وقوعه والتأكد من وقوعه اتى بها بصيغة الماضي، كانه شيء واقع وحاصل، وهذا من الناحية البلاغية. فالجملة الخبرية المستعملة في مقام الطلب ظاهرة في الوجوب بنحو آكد.

التعبدي والتوصلي: عرّف الاصوليون التعبدي بانه الفعل المأتي به على وجه التقرب، أو الذي لا يحصل منه الغرض إلا باتيانه على وجه قربي. ثم أن المقصود من الوجه القربي هو الاتيان به بداعي أمره وامتثالا له، ووسعه بعضه إلى طلب مرضاته، أو طمعا في جنته أو خوفا من ناره وكل ما يحصل به قصد التقرب مثل التبجيل والتعظيم والخشوع.

وقد أشكل: على أخذ قصد الامر في المأمور به جزءا أو شرطا بإشكالات عديدة: كلزوم الدور وهو اشكال الشيخ الانصاري (ره) [2] ، ولزوم تقدم الشيء على نفسه، ولزوم اجتماع اللحاظ الآلي والاستقلالي، ولزوم داعوية الشيء إلى داعوية نفسه. والتحقيق ان لا اشكال في المقام.

وتحقيق المسألة: ان جميع هذه الاشكالات يعتمد على تعريف التعبدي.

إن التعبدي هو الفعل الذي كان عبادة في نفسه أو اعتبارا. فالاول كالسجود خشوعا، والثاني كالزكاة، والخمس، والحج. والعبادة هي الفعل التذللي الخاص الذي فيه خشوع، والذي هو مرتكز في أعماقنا وأذهاننا. وبالتالي لا علاقة لما ذكروه من قصد الامر والتقرب والطمع في الجنة والخوف من النار وغير ذلك مما ذكروه في مفهوم العبادة. حين نفكك بين مفهوم العبادة والداعي اليها نصل إلى حقيقة معنى العبادة. الا ترى أن عبادة الوثن لا تنشأ من أمر منه، وهل الوثن والصنم يأمر وينهى؟ وهل تقرّب الرجل إلى آخر بهدية هو عبادة؟ وهل فعل شيء خوفا من نار الحاكم والسلطان عبادة له؟ لا يقال: إن التقرب واخوته إذا كان على نحو خاص يكون عبادة. فانه يقال: هذا النحو الخاص هو الدخيل في مفهوم العبادة دون نفس قصد التقرب.

 


[2] والشيخ النائيني (ره) خرج من الاشكال بمتمم الجعل، تكلف لا داعي له.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo