< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الأصول

37/02/25

بسم الله الرحمن الرحیم

العنوان: دوران الامر بين تقييد الهيئة وبين تقييد المادة.
المرجّح الثاني: ذكر الشيخ الانصاري (ره) في الوجه الثاني من المرجحات ما زبدته: أن تقييد الهيئة يؤدي إلى تقييد المادة، دون العكس. فيدور الأمر بين تقييدين أو تقييد واحد، وبما أن الأصل عدم التقييد، من دون فرق بين التقييد المباشر لفظا، أو غير المباشر بالأثر أي ان أعمل عملا أثره التقييد، فالأرجح إرجاع القيد إلى المادة. فالهيئة تدل على الوجوب مثلا: إذا قلت: " إذا زالت الشمس فصلّ " وجعلت الزوال قيدا للوجوب، صار وجوب الصلاة من حين الزوال وما بعده. وهذ نفسه يؤدي إلى ان يكون الواجب ايضا من حين الزوال، لأنه لا معنى أن أصلي ثم يأتي وجوب الصلاة. لو كانت المادة مطلقة والهيئة مقيّدة بالزوال هذا يعني ان الهيئة – الوجوب - عند الزوال فصاعدا، بينما المادة - الصلاة - مطلقة. تصوروا ان الواجب الآن وهي الصلاة استطيع ان اصلي الآن لكن وجوب الصلاة يكون بعد الزوال، هذا لا يمكن ان يتصور لانه من باب إيجاب تحصيل الحاصل.
وبعبارة أخرى: يدور الأمر بين رفع اليد عن إطلاقين أو عن إطلاق واحد، ولا شك أن الأخير أولى.
صاحب الكفاية (ره) وافق الشيخ الأنصاري (ره) في التقييد المنفصل لإنعقاد الظهور فيه والأصل عدم رفع اليد عنه، دون المتصل لعدم إنعقاد ظهور من الأصل.
يقول صاحب الكفاية (ره) في مقام تقييد وتنقيح ما ذهب إليه الشيخ (ره): وأما في الثاني: فلان التقييد وإن كان خلاف الأصل، إلا أن العمل الذي يوجب عدم جريان مقدمات الحكمة، وانتفاء بعض مقدماته، لا يكون على خلاف الأصل أصلا، إذ معه لا يكون هناك إطلاق كي يكون بطلان العمل به في الحقيقة مثل التقييد الذي يكون على خلاف الأصل.
وبالجملة لا معنى لكون التقييد خلاف الأصل، إلا كونه خلاف الظهور المنعقد للمطلق ببركة مقدمات الحكمة، ومع انتفاء المقدمات لا يكاد ينعقد له هناك ظهور، كان ذاك العمل المشارك مع التقييد في الأثر، وبطلان العمل
بإطلاق المطلق، مشاركا معه في خلاف الأصل أيضا.
وكأنه توهم: أن إطلاق المطلق كعموم العام ثابت، ورفع اليد عن العمل به، تارة لأجل التقييد، وأخرى بالعمل المبطل للعمل به، وهو فاسد، لأنه لا يكون إطلاق إلا فيما جرت هناك المقدمات.
نعم إذا كان التقييد بمنفصل، ودار الأمر بين الرجوع إلى المادة أو الهيئة كان لهذا التوهم مجال، حيث انعقد للمطلق إطلاق، وقد استقر له ظهور ولو بقرينة الحكمة، فتأمل. [1]
غدا ان شاء الله نبيّن كلام صاحب الكفاية (ره) بشكل مفصّل.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo