< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الأصول

35/06/09

بسم الله الرحمن الرحیم

العنوان: الأوامر
التعبدي والتوصلي.
-جواب السيد الخوئي (ره) على استحالة أخذ الامر في متعلقه.
ملخص إجابة السيد الخوئي (ره) على مسألة استحالة أخذ الأمر في متعلّقه: إن الواجب التعبدي ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: ما كان بكل أجزائه وشرائطه تعبديا وهذا القسم لم نجد له مصداقا في الواقع.
الثاني: ما كان تعبديا بكل أجزائه مع بعض شرائطه وهذا هو الأغلب، بل التعبديات الموجودة كذلك.
الثالث: ما كان تعبديا ببعض أجزائه، وهذا القسم غير موجود خارجا إلا في مقام التصور.
إن العبادات في الشريعة الإسلامية المقدسة من قبيل الثاني فالصلاة مثلا: أجزاؤها عبادية، وشرائطها توصلية كاستقبال القبلة وطهارة البدن والثياب، نعم الطهارات الثلاث بنفسها تعبدية. والتقيد بهذه الشرائط توصلي وبناء على أن الشرط هو دخول تقيّد المقيّد وخروج القيد [1]، ولذلك لو صلىّ المكلف غافلا عن طهارة بدنه أو ثوبه ثم انكشف كونه طاهرا صحت صلاته، مع أن المكلف لم يقصد القربة لعدم الالتفات بل الظاهر صحة الصلاة كذلك لو غفل عن طهارته الحدثية. هذا من ناحية، أي ان التعبدي مركب من أجزاء تعبدية وشرائط بعضها تعبدي الاخر توصلي.
ومن ناحية اخرى، إن الامر بالمركب ينحل إلى اوامر لكن الامر بالمركب استقلالي والامر بالجزء ضمني. إذن هناك مقدمتان.
وتطبيقا على ما نحن فيه: الامر بأفعال الصلاة عدا القربة ضمني عبادي، والامر بقصد القربة ضمني توصلي. فاختلف الامر بقصد القربة عن غيره. هذان الامران لا يتوقف الثاني على الأول.
وبهذا يفرق هذا الجزء عن غيره من الافراد، الخارجية. وبهذا التفريق تندفع كل الوجوه التي ذكرها في تصوير الاشكال لكونها ناشئة من توهم هذا الجزء – قصد القربة – كالجزء الأول محتاجا إلى قصد امتثال الامر.
ويرد عليه: أن الامر بالمركب تعبدي فكيف يعطي امرا ضمنيا توصليا، والحال أن التوصلي والتعبدي سنخان من الامر.
وأورد عليه أيضا: أن الجزء الأخير قد استغنى عن اشتراط العبادية، ولكن هذا الاستغناء يكون لاحد امرين: اما ان يكون توصلي حقيقتا. أو: انه لا يمكن اخذ قصد القربة فيه. فعدم اخذ قصد القربة لا يعني التوصلية حتما. [2]
المختار: إن العبادة هي عمل فيه علاقة تذللية خاصة بين العبد وربّه ناشئة قبل الامر بها وليس ناشئة من قصد الامر أو قصد القربة. وهذا العمل يشمل المأمور به والمنهي عنه، هو عبادة ذاتا، بمعنى أنها كذلك بغض النظر عن الامر بها، وهذا موجود عند جميع الأديان سماوية أو وثنية. حتى الذي يعبد الاصنام يصلّي لها، بل حتى مع عدم وجود اديان في الخارج هذه الأفعال عبادية، بمعنى أن مفهومها لا ينسلخ عن العبادية، مثل السجود لله تضرعا.
نعم عند نزول دين كالإسلام والمفهوم موجود كعبادة، والوجوب ليس فطريا، يتعلق بالعبادة أمران:
الأول: الامر بها كي تصبح واجبة، فنزل قوله تعالى: } وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ{ [3].
الثاني: الامر بكيفيتها إن كان لها كيفية خاصة فقال النبي (ص) " صلوا كما رأيتموني أصلي ".
وهذان الامران لا علاقة لهما بعبادية هذا القسم، إذ عباديته تكون في مرحلة سابقة كما بينّا ومن هذا القسم الصلاة والصوم والحج.
وغدا ان شاء الله نبين القسم الثاني ونبيّن ما نستفيده من القسم الاول.


والحمد لله رب العالمين.




[1] فرق الشيخ النائيئي (ره) بين الجزء والشرط: الجزء والشرط قيدان، أي أن لدينا: مقيّد وتقييد وقيد. إذا دخل القيد والتقييد في المقيّد فهو جزء. اما إذا دخل التقييد دون القيد فهو شرط. هذا التفريق لا نوافق عليه يحتاج للبحث. .
[2] بعض الظرفاء قال: كيف يكون قصد الامر قد اعطى العبادية لبقية الأجزاء وهو ليس عبادي، فاقد الشيء لا يعطيه. .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo