< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الأصول

33/11/25

بسم الله الرحمن الرحیم

 تقرير الاستاذ
 المعنى الحرفي
 ثمرة البحث:
 وقد قيل إن الثمرة هي جواز تقييد المعنى الحرفي وعدمه، كما ذهب إليه الشيخ الانصاري في إشكاله على رجوع القيد إلى الهيئة، حيث إن الجزئي غير قابل الاطلاق والتقييد، ومن هنا ذهب إلى رجوعه إلى المادة. ولكها ثمرة غير تامة نظرا إلى أن الجزئية لا تنافي التقييد كما نراه في العلم الشخصي، فزيد جزئي، ومع ذلك يقيَّد بحسب الأقوال والأزمان، فأقول: أكرمه مجاهدا.
 ثم إن صاحب الكفاية (ره) يذكر إمكانية التقييد فيما لو أنشئ الجزئي مقيَّدا من حين الانشاء من باب ضيق فم الركيَّة.
 ثم إننا ذكرنا أن الكلية والجزئية هي بحسب المتعلّق، فالموضوع له خاص ويمكن أن يكون كليا في جهة كما في قولنا: " سر من النجف " ويمكن أن يكون جزئيا كما في قولنا: " سرت من النجف "
 وعليه لا ثمرة عملية مهمة من هذا البحث. نعم، ثمرته في اكتشاف ما بنيت عليه اللغة لشدة لصوقها بعملية الاستنباط، حتى قيل عن علم الاصول هو من بنات علم اللغة.
 تقرير الطاب
 المعنى الحرفي
 ثمرة البحث:
 بعد التذكير بالمختار نصل للثمرة، قيل أن الثمرة هي جواز تقييد المعنى الحرفي وعدمه، إذا كان الموضوع له عاما أمكن تقييده وإذا كان الموضوع له خاصا لا يمكن أن نقيَّده. قالوا بأن الجزئي لا يقيَّد العام المطلق هو الذي يقيَّد، ولذلك ذهب الشيخ الانصاري (ره) في مسألة رجوع القيد إلى الهيئة أو المادة قال: أن القيد يرجع للمادة وليس للهيئة في قولنا: " إذا زالت الشمس فصل" " إذا " قيد و " صل " أمر مؤلف من هيئة تدل على الوجوب أو النسبة الوجوبية، ومادة تدل على نفس الفعل، فقال: " إذا " قيد للمادة وإن كان ظاهر العربية رجوع القيد للهيئة إي للحكم، للوجوب إلا أن الهيئة لما كانت معنى حرفيا والمعنى الحرفي جزئي، لان الموضوع له خاص والجزئي لا يقيَّد إذن محال عقلا رجوع القيد للهيئة " صل " النسبة الوجوبية فلا بد من رجوعها للمادة للواجب -.
 قلنا أن هذا المنحى الاستدلالي يلام عليه (قده)، فالمفروض أن يقال أنني لم استطع الجواب، صاحب الكفاية (ره) كان جوابه للشيخ الانصاري (ره):
 اولا: بأن الوضع عام والموضوع له عام في الحروف، أي أن صيغة إفعل ليست جزئية لا تدل على جزئي ولا على النسبة الوجوبية بل تدل على عام على الوجوب.
 أما إذا قلنا بأن المعنى الحرفي في الهيئات والروابط، بأن الوضع عام والموضوع له خاص يصبح أن هيئة إفعل تدل على النسبة الوجوبية أي معنى جزئي، وإذا قلنا أن الوضع عام والموضوع له عام كما ذهب إليه صاحب الكفاية أن هيئة إفعل تدل على الوجوب الذي هو معنى إسمي وليس معنى حرفيا، والمعنى الاسمي عام يقيَّد، فلا مانع من رجوع القيد للهيئة، فأصبحت المسألة مبنائية.
 ثانيا: حتى بناء على مبناكم بأن الوضع عام والموضوع له خاص أيضا يمكن أن الجزئي يقيَّد ويتم ذلك بأن ينشأ مقييدا، فالمحالية أن يكون عندي جزئي وبعد الانشاء أقيّده، من باب ضيق فم الركية أي أن يولد مقيَّدا.
 هذا ما قالوه في الثمرة لهذا البحث ولكن نقول: أن حتى هذه الثمرة غير تامه، والسبب أنه حتى الجزئي يمكن أن يقييد، كما لو قلت: " أكرم زيدا مجاهدا " فجعلت قيدا لاحوال زيد، هنا حال ومعنى الحال بيان الهيئة أي أكرمه في هذهالحالة وليس مطلقا، فالجزئي يقييد بحسب الاحوال او الازمان كـ " اكرمه يوم الجمعة " ولا مانع من ذلك. استطراد مفيد: ما الفرق بين " جاء زيد راكضا " وبين " جاء زيد الراكض "، " راكضا " حال وقيد لجاء ووصف لزيد، أما " جاء زيد الراكض " نعت ووصف لزيد وقيد لزيد، لذا قالوا بأن الفرق بين الحال والنعت، أن الحال قيد للفعل والنعت قيد للفاعل صاحب الفعل.
 إذن نقول: إذا كان الجزئي يمكن أن يقيَّد وأن الكلي من جهة لا تنافي الجزئية من جهة أخرى كما في " سر من البصرة " وذكرنا بأن المعنى الحرفي موضوع لكل رابط ويأخذ الرابط كليته وجزئيته من متعلّقه، فقبل الامتثال " سر من البصرة " كلي رابط ولا مانع أن يكون كليا من جهة وجزئيا من جهة أخرى.
 وإذا قلنا بأن الجزئي يمكن أن يقيَّد انتفت الثمرة من هذا البحث، فإذن لماذا نبحثها؟
 نقول: نبحثها لأمور:
 الاول: أنه إذا كان برأيك أنت أيها الباحث شيء فليس من الإنصاف أن تبني كل شيء على أساسه وتغمض الآراء الاخرى.
 مثلا: صاحب الكفاية (ره) في بحث الظن المطلق ودليله الدليل الانسدادي، يبحث ذلك في طبعة المشكيني بحوالي خمس وثلاثين صفحة، مع العلم أنه يقول بأن الدليل ليس تاما، الظن المطلق ليس حجة. لكن لما وجد أن هناك بعض الاساطين قالوا به كصاحب القوانين ومجموعة من الفضلاء والعلماء قالوا بحجية الظن المطلق، فبحثه من باب أن ينصف الآخرين.
 ثانيا: من الثمار، لا بأس بمعرفة جذور الوضع في اللغة العربية، لأن أمر الوضع ينفعنا كثيرا في فهم الالفاظ وأوضاعها والمعاني والمراد منها. وكنت قد تمنيت منكم أن تعطوا وقتا لقراءة القرآن الكريم، والروايات، وخطب نهج البلاغة، والمعلقات العشر، والنصوص الادبية العربية، لكي يصبح لدينا ذوق وسليقة في فهم النص، واللغة العربية لكثرة المجازات فيها والمعاني الحاكية، ليس لمجرد أن أعرف الموضوع له ما هو، بل هناك صور وننتزع منها فهما معيين كما في مثال الامس " وانكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم " ليس في مقام بيان استقلاية الأب في الولاية على البنت، لا تدل على ذلك لا بظهورها ولا بالدلالات الثلاثة التي ذكرت في مباحث الالفاظ، بل المراد من ملاحظة السياق أنها تدل على أن لا تكونوا حجر عثرة في التزويج " إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم " .
 إلى هنا نكون قد انهينا التقسيم الثاني للوضع، الوضع عام والموضوع له خاص، والذي قلنا أنه ينقسم إلى ستة عشر قسمـا وانهينا الكلام في المعنى الحرفي.
 غدا نكمل بعض المعاني الحرفية كالهيئات وغير ذلك.
 والحمد لله رب العالمين

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo