< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الأصول

33/07/21

بسم الله الرحمن الرحیم

 الأصول/الوضع /حقيقته / الأقوال
 بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
 الكلام في الوضع في تعريفه وحقيقته.
 الجهة الثالثة في حقيقته وتعريفه، الوضع أمر معروف فعندما حاولنا أن نجعل له حدا تاما، تعريفا بدأت الإشكالات، ما هو الوضع؟
 الوضع كلنا نعرفه لكن سنقرأ بعض التعريفات وذكرنا أمس تعريف صاحب الكفاية (ره).
 في القوانين يذكر ص 247، يقول: الوضع هو تعيين اللفظ للدلالة على معيَّن. ذكر هذا التعريف وهو تعريف مشهور ثم بدأ يناقشه، فإذا قال: " تعيين " أصبح الوضع تعيُّينيا فنقص التعيني فقالوا: تعيين اللفظ أو تعيّنه ولذلك لإكمال التعريف. فلنلاحظ الفرق بين صاحب الكفاية (ره) الذي جاء متأخرا وصاحب القوانين.
  أغا ضياء العراقي (ره) قال: {هو نحو إضافة واختصاص خاص توجب قالبية اللفظ للمعنى وفنائه فيه فناء المرآة في المرئي}. لكل لفظ من هذا التعريف شرح. عندما نتكلم أن اللفظ مرآة للمعنى، صور المعنى تنتقل من ذهنك من دون أن تلتفت للألفاظ. اغا ضياء العراقي كان معقوليا عبر عنه أنه " نحو إضافة " أي من الأعراض التسعة.
  أما مدرسة التعهد، السيد الخوئي (ره) ومن قبله قالوا:{ أن الوضع هو التعهد والبناء بعدم ذكر اللفظ إلا عند إرادة تفهيم المعنى }. لعل صاحب هذا المذهب هو الملا علي النهوندي (ره) والظاهر ذهاب الملا علي القزويني (ره) أيضا إليه، لأنه عندما يذكر الوضع يذكر هذا التعريف ويذكر التعهد أيضا. ونستكشف ذلك من قضية بسيطة حيث أنه يعتبر أن الدلالة الأولى من دلالات اللفظ هي الدلالة التصديقية.
  هنا لا بأس بالتذكير لفهم هذا الاستكشاف: اننا نعلم أن الأصوليون قسموا الدلالات إلى ثلاثة أقسام:
 دلالة تصورية، وتصديقية أولى وثانية.
  الدلالة التصورية هي الأولى يعبر عنها أحيانا بالدلالة الانسية، بحيث أنني إذا أطلقت اللفظ انسبق النص لهذا المعنى وخطر بالبال، هذا التصور خطور هذا المعنى في البال مجرد تصور سواء كنت ملتفتا أو غير ملتفت، ويأتي حتى من الساهي والنائم، وحتى ولو لم أكن قاصدا.
  الدلالة الثانية والتي هي التصديقية، التفهيمية، وهي التي تقوم بقصد المتكلم إخطار المعنى في ذهن السامع، المنسبق للذهن عند صدور الكلام من الملتفت القاصد، يسمى مدلولا تفهيميا. فهذه الدلالة هي عبارة عن أن المدلول التفهيمي أراده جديا، وكأن هناك ميثاقا عقلائيا أن الظاهر هو المراد الجدي. لذلك قلنا أن الأصول اللفظية التي هي أصالة الإطلاق وأصالة العموم وأصالة الحقيقة، أصول تكون عند الشك في المراد الجدي، العقلاء يعملون بالظهورات وهي صغريات حجية الظهور.
  هنا بناء على مسلك التعهد، والتعهد هو أن يتعهد الواضع أو السامع أو أهل اللغة أن لا تأتوا بهذا اللفظ إلا عند إرادة تفهيم المعنى، أي تخرج الدلالة التصورية الأولى، لم يعد عندي ثلاث دلالات فعندما يقول إن الدلالة الأولى هي الدلالة التصديقية. نستكشف من ذلك القول التعهد.
  غدا نكمل التعريفات وما نستفيد منها.
 
  والحمد لله رب العلمين.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo