< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الأصول

33/07/07

بسم الله الرحمن الرحیم

 الأصول/مقدمات /موضوع كل علم / تقسيم الذاتي
 بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
  درس يوم الاثنين كان تذكير بالسابق، وبحثنا اليوم قريب من بحث الكفاية، فبعد البسملة والتحميد والتصلية، يقول: موضوع كل علم ما يبحث عن عوارضه الذاتية أي بلا واسطة في العروض. هذه العبارة في مقام الشرح تستغرق الساعة أو أكثر، والسبب في طول الشرح أن صاحب الكفاية (ره) عندما وجد تعريف المشهور:" موضوع كل علم ما يبحث عن عوارضه الذاتية ". عندما وجد أن تعريف المشهور فيه اختلالات كثيرة اضطر إلى اصطلاح آخر في الذاتي. وفي مقام بيان العبارة يجب علينا أن نعرف ما هو المشهور وما هو الخلل في تعريفهم ولماذا عدل صاحب الكفاية من تعريف المشهور إلى الاصطلاح الخاص.
 المراد من العارض: هنا كما قال السيد الخوئي (ره) في تقريرات الفياض: هو كل ما يلحق الموضوع من متأصل أو غير متأصل، من حقيقي أو اعتباري أو انتزاعي أو أي شيء آخر، كل لواحق الموضوع. وليس المراد من العارض مقابل الذاتي المنطقي [1]
 
 هذا العارض بمعنى مقابل الذاتي عند المناطقة قسموه إلى سبعة أقسام:
 الأول: ما يعرض للشيء بدون توسط أمر آخر، مثله: إدراك الكليات العارض للعقل.
 الثاني: ما يعرض للشيء بواسطة أمر آخر مساوي للمعروض وخارج عن حقيقته، كالضحك العارض للإنسان بواسطة التعجب. يقولون الحيوان الضاحك الوحيد هو الإنسان، والضحك يعرض على الإنسان عند التعجب.
 الثالث: ما يعرض للشيء بواسطة جزئه المساوي وهو الفصل. والمساوي على قسمين: أما عرض فهو الخاصة، وإما ذاتي فهو الفصل. كالتكلم العارض للإنسان بواسطة الناطقية.
 الرابع: ما يعرض على الجنس بواسطة نوعه أو فصل نوعه كما هو الحال في أكثر موضوعات العلوم. لأن مسائل العلوم هي موضوعات ومحمولات. الموضوع الجامع هو الجامع المشترك بين الموضوعات، الكلي المشترك بينها، مثلا في علم النحو: الفاعل مرفوع، المفعول منصوب، المضاف مجرور. الموضوعات هي الفاعل والمفعول إلى آخره والجامع بينها موضوع واحد " الكلمة " الرفع عرض على الموضوع العام بواسطة الفاعل، والفاعل أحد أفراد الموضوع العام،
 
 الكلي، فالنتيجة: أن الرفع عرض على الموضوع العام الذي هو الكلمة، أي عرض على الجنس بواسطة النوع الذي هو الفاعل. والعلم يبحث فيه عن عوارضه، فأكثر العوارض في العلوم هي من هذا النوع الرابع. فإن نسبة الموضوعات في مسائلها إلى موضوعات العلوم هي نسبة الأنواع إلى الأجناس. الفاعل نوع والكلمة جنس. فيكون عروض عوارض موضوعات المسائل ونسبتها إلى موضوع العلم من نوع العارض على الشيء بواسطة أمر أخص.
 الخامس: عكس الرابع، عروض العارض على الشيء أو نسبته إليه بواسطة الجزء الأعم، هو الجنس، كعروض المتحرك بالإرادة على الإنسان بواسطة كونه حيوانا، وعبر عنه في المنطق: المتحرك بالإرادة، لأنه حيوان وكذا في الصفات الأخرى.
 السادس: ما يعرض على الشيء بواسطة الأعم الخارج على المعروض كعروض الحرارة لبدن الإنسان بواسطة حركة المشي.
 السابع: ما يعرض على الشيء بواسطة الخارج المباين كليا، كعروض الحرارة على الماء بواسطة النار والشمس.
 بعبارة أخرى: أن يعرض على الشيء: إما بنفسه، أو بالمساوي، أو بالأعم، أو بالأخص، أو بالمباين. وفي المساوي ينقسم إلى: الداخل والخارج، وكذلك في الأعم ينقسم إلى: الداخل والخارج، فتكون العوارض سبعة.
 وسنذكر من هذه العوارض أيها الذاتي وأيها الغريب، ما الذي اتفقوا عليه أنه ذاتي أو غريب، وما الذي اختلفوا فيه. وما هو الإشكال على العلوم ولماذا اضطر صاحب الكفاية للخروج عن هذا الاصطلاح لاصطلاح آخر جديد، عندما قال: ما يبحث عن عوارضه الذاتية أي بلا واسطة في العروض.
 هذا بالنسبة إلى الأقسام السبعة، أيها ذاتي وأيها غريب؟ اشتهر أن العارض بواسطة الخارج الأعم أو المباين هو من العوارض الغريبة. واشتهر أن الأول والثالث من العوارض الذاتية أي بلا واسطة وبواسطة جزئه المساوي. واختلفوا في الثاني والرابع والخامس، أي في ما يعرض بواسطة الأمر المساوي وما يعرض بواسطة الجزء الأعم، وما يعرض بواسطة الأخص.
 
 
 
 والحمد لله رب العالمين.


[1] - الذاتي في النطق ثلاثة: إما جنس أو نوع أو فصل. والعرضي: إما خاصة أو عرض عام. هذه الكليات الخمسة التي ذكرت التي هي أساس علم المنطق عند أرسطو.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo