الأصول/ مباحث الألفاظ /الشبهات / تقسيم آخر

 بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين

 نشير إلى أنه يلحق بالشبهة المفهومية عند الشك في المراد مسألة القدر المتيقن في مقام التخاطب التي ذكرها صاحب الكفاية(ره) بغض النظر عن مقبوليتها.

 الشبهة المصداقية:

 نبدأ بتحصيل القطع الوجداني وهنا يأتي دور العلوم التجريبية والعرف اللذان ينحصر دورهما في مساعدة المكلف على تحصيل القطع المبرئ للذمة، ولذلك قلنا أن لكل علم مجاله لا يجوز لنا أن نقول في رؤية الهلال أن الفلكيون يقولون كذا، نحن نصدقهم، لكن شأن الفلكين في تعيين التقنية عند قولهم بأن القمر خرج من المحاق. أما ما هو مفهوم أول الشهر هل يبدأ بالرؤية الفعلية المجردة أو الرؤية الإمكانية أو الرؤية المسلحة أو الرؤية الفعلية أو خروج القمر من المحاق. الفلكيون ليسوا مرجعا في تعيين مفهوم أول الشهر.

 إذن في الشبهة المصداقية نبدأ بتحصيل القطع الوجداني، وأسبابه كثيرة منها العلوم التجريبية كالطب والفلك، ومنها العرف، ومنها التحقيقات في القضاء.

 أولا أبحث عن العلم الوجداني فإن لم أجد أبحث عن أمارة معتبرة لإثبات الموضوعات وهي: الإقرار، البينة، خبر الثقة، خبر العدل، الشهرة، القرعة التي هي لكل أمر مشتبه، بناء على أنها أمارة وليست أصلا

 هنا يأتي ما ذكرنا أن سيرة العقلاء دائما أمارات أو تكون أصلا عمليا؟ قلنا إن الأمارات لسانها لسان كشف والأصول موضوعها الشك، وهي مجرد وظيفة عملية. هذا هو جوهر الفرق. القرعة عندما قررها الشارع إنما قرر ما عند الناس. هنا نطبق المسألة الأصولية التي ذكرناها. القرعة عند الناس هل تعتبر أمارة؟ أو يعتبرونها أصلا، مجرد وظيفة؟ بناء على ما ذكره الشيخ الأنصاري (ره) من أن سيرة العقلاء أمارات. وتبرير ذلك كما عن المرحوم جدي بأنه لا يوجد عن العقلاء أصل عملي لان الأصل العملي يحتاج إلى تعبد، وظيفة. أما العقلاء وبغض النظر عن الشرع من يتعبدهم؟!.

 كل ما كان دليله سيرة عقلائية يكون أمارات، والفرق بين الأمارة والأصل العملي من حيث الآثار: أن الأمارة كاشفة تثبت لوازمها العقلية والعادية والعرفية وغير ذلك، بينما الأصل ليس كاشفا ولا يثبت إلا اللازم الشرعي على المشهور.

 فإن لم نجد أمارة تأتي مرحلة القواعد العامة في إثبات المصاديق، مثلا: قاعدة اليد، سوق المسلمين، يد المسلم، قاعدة الحلية، الحيلولة، الضمان. وغالبا ما تكون القواعد قواعد فقهية.

 فإن لم أجد فالأصول العملية التي تثبت الموضوعات كالاستصحاب الموضوعي والأصول العدمية. والقرعة بناء على إلى أنها أصل. هنا نكون قد أكملنا الخريطة كاملة. والحمد لله.