< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الأصول

33/03/22

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع: الأصول/ مباحث الألفاظ /مقدمات/ الفرق بين مقدمة العلم ومقدمة الكتاب

قبل ان نبدأ بمباحث علم الاصول لا بأس ببيان مقدمات عامة تفيدنا بصيرة بالشروع.

المقدمة الاولى: الفرق بين مقدمة العلم ومقدمة الكتاب.

نقول: طبقا لِما تم تداوله بين الكتبة وليس خصوص الاصوليين في كل العلوم والكتب.

مقدمة العلم: هي تشتمل على ما يبحث عن موضوعه وجزئياته ومحمولاته وجزئياته ورسمه او حدّه.

تذكير: والفرق بين الرسم والتعريف:الرسم التام تعريف بالعرض الخاص، والحد التام تعريف بالفصل. قالوا: نحن لا ندرك كنه الامور، كل ما نتصوره هي رسوم، وكل ما نعتقد انه فصل بالمعنى المنطقي فهو في الواقع خاصة وليس فصلا لأننا لا ندرك الماهيات. وهذه المسألة ذكرها المناطقة المسلمون وثم اخذها عنهم الفلاسفة الالمان بعد ذلك واسسوا المدرسة المثالية الاوروبية على يد الفيلسوف عمانوئيل كنط . قال: هناك أمران: الفِنومن، ونومان. يعني ظواهر الامور، والامور في ذاتها وواقعها وباطنها. الذي يدركه الانسان هو الظواهر اما البواطن فلا يدركها، ولذلك كان يقول: لا تدخلوا العقول في ما لا يطيق. العقل يمكن ان يدرك الظواهر اما الامور بذاتها بأعماقها فلا يمكن ادراكها. هذه الكلمات التي قيلت في القرن الثامن عشر ميلادي، هي صدى لكلام المناطقة المسلمين عندما قالوا: ان الحدود التي ذكروا في المنطق، ليس هناك حدود لأننا لا ندرك الماهيات بأعماقها، كل ما ندركه هو الظواهر، فهي فصل خاص. الانسان حيوان ناطق. درسنا ان كلمة حيوان هي جنس، الانسان نوع وناطق فصل، لكن في اعماق الامور لو تأملنا لوجدنا انه حتى كلمة ناطق فهي خاصة، عرض، لكنه عرض خاص وليس ماهية. بعبارة اخرى كلمة ناطق ليست جزء الماهية، بل هي خاصة. ولذا، فما عندها من حدود هي رسوم .

ونقول: ان هذه المسألة في تعريف الماهيات في الحقائق، أما في الاعتبارات فيمكن ان ندركها تماما، لأني انا الذي صنعها، انا الذي وضعها فيمكن ادراك الفصل والخاصة والتميّز بينها ولهذا ذكرنا وقلنا في مقدمة العلم تشتمل على الموضوع والمحمول وجزئياتها ورسمه وتعريفه وحدوده، لان المسألة بيدنا وليس مسألة مثل الحقائق لا ندركها.

إذن نعود إلى مقدمة العلم، تبحث عن موضوعه وجزئيات الموضوع ومحمولات الموضوع وجزئياته ورسمه وتعريفه وحدوده ورسمه، والغرض منه، الغاية من تأسيسه، ثم يشتمل على كل ما يفيد بصيرة في الشروع فيه ودرسه.

أما مقَدَّمة الكتاب: فهي تشتمل على كل ما يفيد بصيرة في الشروع فيه مطلقا. فتشتمل على بيان موضوع الكتاب وغير ذلك، وتشتمل على الدوافع مثلا: طلب مني فلان، بعض الاحبّة، طلب السلطان. كل ما يفيد بصيرة في الشروع في الكتاب ولو مثل الاتكال فيه على كتب اخرى.

هيأت عدّة مقدمات قبل ان نبدأ بأبحاث علم الاصول. حتى يكون الامر واضحا، فيه بصيرة بالشروع.

المقدمة الثانية: مسألة العلم: هي قضايا حمليَّة أو شرطية موضوعها جزئي لموضوع العلم، - إن كان له موضوع.

هذه المسألة ان العلوم هل تحتاج إلى موضوع او لا؟. اشتهر بينهم انه لا بد لكل علم من موضوع، نتكلم عن المشهور. فموضوع المسألة احد جزئيات موضوع العلم، وتخدم بنتيجتها الغرض الذي لأجله انشأ هذا العلم. كونوا على ذُكر من هذا، - الذُكر هو التذكر والذِكر هو البيان - هذه المسألة تنفعنا كثيرا في الابحاث الآتية.

ومنها قواعد العلم كيف نميّز المسألة عن القاعدة؟.

القاعدة: هي قضايا حمليّة أو شرطية تنفع نتيجتها في الغرض الذي اسس لأجله هذا العلم.

ما الفرق بينها؟ الفرق ان نفس القضية قبل اثباتها تسمى مسألة وبعد اثباتها تصبح قاعدة. فاصبح التميّز بينها بلحاظ الاثبات وعدمه.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo