< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الفقه

42/05/19

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: كتاب الطلاق، تفسير مفردات رواية " خمس يطلقن على كل حال " بيان سن اليأس.

    1. إكمال الأدلّة على قاعدة الإمكان.

    2. قاعدة الإمكان مقيّدة بمن تمّ عندها القابليّة والشروط للحيض، فلا تستطيع إثبات موضوعها وشروطه.

    3. الدليل الأساسي على القاعدة هو الخلقة السليمة.

    4. الدليل الثالث على الستين هو الأخبار، وفيه خبر معتبر، وهذا هو الدليل المعتبر دون غيره.

وهناك أخبار أخرى قد يستنتج منها قاعدة الإمكان " كل ما أمكن أن يكون حيضا فهو حيض " من الجو العام بمعنى لحن الخطاب، من بعض الأخبار تشعر منها بذلك وإن لم يصرّح بذلك، كالأخبار الدالة على حيضيّة ما تراه الحبلى معللة ذلك بأن الحبلى ربما قذفت الدم، إلا أن يقال أن اللام لام عهديّة ومرّ الكلام بذلك سابقا.

ومرادنا من لحن خطاب ليس دلالة التنبيه، بل المراد منه بالمعنى العام ما يشير اليه وما هو ليس مدلولا عقلا أو لفظا، من قبيل " رفع عن امتي ما لا يعلمون " قالوا انها وردت على نحو المنّة ولذلك لا تشمل المستحبات، بل تشمل رفع الواجب والمحرّم الزام ويكون منّة، اما غير الإلزام فلا يكون منّة.

وكلمة " ربما " الواردة في الروايات يستكشف منها القاعدة: انظر الوسائل ب 31 من ابواب الحيض حديث 1 و10 و17.

وقد يستدل على القاعدة بالأخبار الدالة على أن الصفرة والكدرة في أيام الحيض حيض شرعا وان كان فيها اشارات ولكن لا يؤدي إلى دلالة على القاعدة، الوسائل ب 4 من ابواب الحيض.

والنتيجة: أن الدليل الاساس هو طبيعة المرأة وخروج الدم منها، لا بمعنى الغالب كما بيّنا، بل بمعنى الخلقة السليمة الصحيحة، ولذلك نرى بعض الروايات ترجع المضطربة والمبتدئة إلى بيئتها وإلى امثالها واقاربها، أي ارجاع إلى الجينات الوراثيّة وهذا اعجاز تشريعي رائع في الاسلام، فعلم الجينات لم يكن موجودا في ذلك الزمن. فدم الحيض والمتخلّص منه له علاقة بخلقة المرأة من حيث الوراثة، ولذا فان بعض النساء يتخلّص منه في ثلاثة أيام، وبعضهنّ بسبعة أيام، وهكذا، وهذا مرتبط إلى حدّ كبير بالعامل الوراثي، من هنا ربط الإسلام بين الأقارب وبين دم الحيض، ولم يربط بين الأقارب ودم الاستحاضة، نعم ربط أيضا بين الأقارب وبين دم النفاس لارتباطهما جينيا. وهذا من روائع التشريع في الإسلام. إذن دم الحيض له علاقة بطبيعة المرأة ان كانت معافاة صحيحة، ودم الاستحاضة عبار عن آفة ومرض. هذه امارة عقلائيّة على الاقتضاء، فإذا وجد المقتضي وبهذا المعنى يكون دليلا على القاعدة والروايات تشير إلى هذه الحالة الفطرية الطبيعيّة الصحيّة، دون أن تكون هذه الحالة بمعنى الغالب، إذ لا دليل على حجيّة الغالب.

نعم هذا دليل لبّي مقيّد وليس مطلقا، هو مقيّد بالشروط التي اعتبرها الشارع وهو ما كان قابلا للحيضية شرعا مثلا: " الحيض احمر غليظ يخرج بدقة وحرقة " و" اقلّه ثلاثا وأكثره عشرة " والاستحاضة " دم اصفر رقيق " هذه الصفات تقيّد قاعدة الإمكان، وبالتالي نقتصر فيه على القدر المتيقّن وهو: " ما تراه المرأة في الأيام التي تكون في عادتها بالوضع الطبيعي السليم فهو حيض.

ثم إن هذه النتيجة مقيّدة بروايات الصفات، أي صفات الحيض، وبالتالي تصبح النتيجة: " كل ما أمكن أن يكون حيضا وكان بصفات الحيض مع قابليّة المرأة لذلك كان حيضا ضمن الشروط الشرعيّة ". وبالتالي لا تصلح القاعدة لإثبات سن اليأس إذ العرش ثم النقش، القاعدة لا تستطيع اثبات موضوعها ومن الموضوع الشروط الشرعيّة كاستمراه إلى الستين.

إذن الدليل الأول على كون سن اليأس ستين عاما هو الإجماع وقلنا بعدم ثبوته لوجود إجماع آخر مدّعى على الخمسين.

الدليل الثاني هو قاعدة الإمكان وقلنا بانها غير قابلة لإثبات سن اليأس.

الدليل الثالث على الستين الاخبار:

الوسائل: ح 8 - محمد بن الحسن بإسناده عن علي بن الحسن (ثقة)، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (ثقة)، عن صفوان (ثقة)، عن عبد الرحمان بن الحجاج (ثقة)، عن أبي عبد الله عليه السلام ( في حديث ) قال: قلت: التي قد يئست من المحيض ومثلها لا تحيض؟ قال: إذا بلغت ستين سنة فقد يئست من المحيض ومثلها لا تحيض [1] .

من حيث السند: الرواية موثّقة معتبرة. والدلالة واضحة.

وفي حديث آخر: نفس المصدر: ح 4 - قال الكليني: وروي ستون سنة أيضا.

من حيث السند: الرواية مرسلة.

النتيجة: الذي يمكن أن يكون دليلا على سن الستين هي هذه الرواية.

القول الثاني: بلوغ الخمسين ومن ادلّته الإجماع، وروايته اقوى واكثر ودلالتها اوضح. وهناك روايات التمييز بين القرشية والنبطيّة. وعندي مخرج للتفصيل بين الستين والخمسين وسأصل إلى نتيجة ان الدم طالم هو بصفات الحيض هو حيض إلى الستين فإذا انقطع الدم بعد سن الخمسين دخلت في سن اليأس وليست مما لا تحيض في سن من تحيض أي لا تكون مسترابة.

غدا إن شاء الله نبحث في القول الثاني وهو كون سن اليأس خمسين عاما، وسنبيّن السرّ في بعض الروايات في التفصيل بين القرشية والنبطيّة وغيرهما. وملخّصه أن الجينات الوراثية لم تختلط في ذلك الزمن كثيرا بغيرها كما في زمننا.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo