< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الفقه

42/04/30

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: كتاب الطلاق، تفسير مفردات رواية " خمس يطلقن على كل حال " معنى الصغيرة.

    1. استعراض الروايات المحدّدة للمراد من الصغيرة.

    2. الرواية الأولى حدّدت بتسع سنين وفي سندها سهل بن زياد.

    3. الرواية الثانية حدّدت بتسع سنين وسندها لا يخلو من اعتبار، إذ فيه ابن عبدون وعلي بن محمد بن الزبير، وفيهما صفات مدح، لكنهما لم يوثقا صريحا، ولا تنطبق عليهما القواعد العامة للتوثيق التي اعتمدناها.

المختار: نكمل الكلام في الصغيرة لنستعرض الروايات لان تحديد سن الصغيرة من المسائل التعبدية لا العقليّة.

الرواية الاولى: وسائل الشيعة: ح 4 – محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نجران، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ثلاث تتزوجن على كل حال: التي لم تحض ومثلها لا تحيض، قال: قلت: وما حدها؟ قال: إذا أتى لها أقل من تسع سنين، والتي لم يدخل بها، والتي قد يئست من المحيض ومثلها لا تحيض، قلت: وما حدها؟ قال: إذا كان لها خمسون سنة [1]

من حيث السند: في سندها سهل بن زياد والامر فيه صعب، وقد وثقه الشيخ وضعّفه النجاشي. وقد ذكرنا في دروس علم الرجال أننا أذا تعارض التوثيق مع التضعيف لا نرجح التضعيف على التوثيق والسبب في ذلك ان الوثاقة صفة وجوديّة وأيضا التضعيف صفة وجودية، والصفة الوجودية تحتاج إلى دليل لاثباتها لذلك لو تعارض التضعيف مع التوثيق انا لا اعمل لا بالتضعيف ولا بالتوثيق، نعم نتيجته عدم الاعتبار. وفي شرح المشيخة ذكرنا اننا نرى في سهل ما وصفه الفضل بن شاذان في رواية معتبرة من انه أحمق، وبالنسبة لنا لا نرى انه كان كذابا، ولذا نحن لا نعتبر رواياته.

الرواية الثانية: الشيخ الطوسي في التهذيب: ( 1881 ) 89 – عنه (بإسناده عن علي بن الحسن بن فضال، ثقة فطحي) عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب (ثقة من الاجلاء) عن صفوان (من الاجلاء) عن عبد الرحمن بن الحجاج (من الاجلاء) قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ثلاث يتزوجن على كل حال: التي يئست من المحيض ومثلها لا تحيض قلت: ومتى تكون كذلك؟ قال: إذا بلغت ستين سنة فقد يئست من المحيض ومثلها لا تحيض، والتي لم تحض ومثلها لا تحيض، قلت: ومتى تكون كذلك؟ قال: ما لم تبلغ تسع سنين فإنها لا تحيض ومثلها لا تحيض، والتي لم يدخل بها [2] .

من حيث السند: الشيخ في التهذيب حذف الاسانيد وجعلها في آخر الكتاب وعرف بمشيخة الشيخ الطوسي (ره).

اسناد الشيخ إلى علي بن الحسن بن فضال (ثقة فطحي): أحمد بن عبدون (من الاجلاء) عن علي بن محمد بن الزبير عن ابن فضال.

أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر ذكره الشيخ (ره) في رجاله، وذكره الحر العاملي: 83 - أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزاز أبو عبد الله، شيخنا المعروف بابن عبدون، كثير العلم والرواية، سمعنا منه، وأجاز لنا قاله الشيخ، ويظهر من العلامة وغيره من علمائنا توثيقه وعد حديثه صحيحا [3]

وقد ذكرنا ان توثيقات العلامة مبنية على أمور نحن لا نسلّم بها، توثيق كل امامي إلا من خرج بدليل، أي: الأصل توثيق الراوي الإمامي إلا من ثبت ضعفه. ونحن لا نقول بذلك. فابن عبدون لم يُصرّح بتوثيقه صريحا لكن الكلمات فيها مدح لذلك اعتبر السند الذي فيه ابن عبدون حسن وليس موثّقا لا استطيع توثيقه.

اما علي بن الزبير: ترجمه البغدادي من علماء العامّة قال: كان ثقة. مدحه ابن النديم البغدادي، والذهبي هو من كبار واجلاء ابناء العامّة قد اعتمد عليه، وإن كان معروفا بالتعصّب. علي بن محمد بن الزبير لا يمكن اغماض النظر عنه لكنه كان متسترا كان يعمل للإسلام لأهل البيت مع نوع من التقيّة. روى عنه التلعكبري وابن عبدون، حُمِل إلى النجف الاشرف ليدفن عند امير المؤمنين (ع) هذا يدل على خلفية نفسية انه كان متدينا ومواليا.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo