< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الفقه

41/03/22

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: كتاب الطلاق

     اشتراط التنجيز.

     الادلة على اشتراط التنجيز.

     الاجماع مدركي.

     استحالة التعليق عقلا للزوم انفكاك الانشاء عن المنشأ.

     الجواب على ذلك: إن الانشاء هو الصيغة، والمنشأ ليس الطلاق الفعلي، بل هو الحالة الناشئة من حين الإنشاء، وهو الطلاق المعلّق.

اشتراط التنجيز في الطلاق:

هل يصح التعليق في الطلاق:

استدلوا على بطلان الطلاق بالتعليق بادلة منها:

     الاجماع: وهو مدركي كما سترى في استعراض بقية الادلة النقلية والعقلية، ثم ان الاجماع منقول، بعضهم يعتبر ان هناك تسالم، لكن الشهيد الثاني في المسالك قال بصحة الطلاق المعلّق.

     لزوم انفكاك الانشاء عن المنشأ وهو محال عقلا لان تلازم الانشاء والمنشأ امر تكويني، الانشاء سبب للمنشأ إلتزام بين السبب والمسبب أمر عقلي، والاعتبار لا دخل له في ذلك نعم، الاعتبار له دخالة في السببية كما في سببية الصيغة للطلاق.

نقول: هذا مما لا شك فيه فلا يجوز انفكاك الانشاء عن المنشأ، فهما كالعلّة والمعلول، من قبيل: كسرته فانكسر، فان الانكسار لا ينفك عن الكسر، فتأخر الانكسار عن الكسر هو رتبي لا زمني. وتطبيق هذه القاعدة هنا ايضا تام، فعندما اقول: " انت طالق بعد طلوع الشمس "، فالمنشأ ليس هو الطلاق بعد طلوع الشمس، بل المنشأ هو هذا الاعتبار الذي الزمت نفسي فيه من الآن، أي من حين الانشاء فالانشاء هو الصيغة، والمنشأ هو الحالة التي اصبحت فيها، وهي انني اصبحت في اعتبار خاص وهو الطلاق بعد طلوع الشمس، ولكن الحالة التي أنا فيها هي من الآن، وهذا هو شأن كل الامور المعلّقة.

وهذا لعمري جار في كل الدنيا، ألا ترى أن الدول توقع عقودا بينها على أن تكون فعلية العقود وآثارها بعد سنة مثلا، فالإنشاء هو نفس العقد، والمنشأ ايجاد حالة أكون فيها سجينا واسيرا لهذا العقد، وإن كانت فعليته بعد سنة.

فان الامور التي تُنشأ على قسمين: تارة أنشئ امرا فعليا، كما لو قلت: " بعتك كذا بكذا " وتمّ القبول، فالإنشاء هو الصيغة، والمنشأ هو الحالة الناشئة عن الصيغة وهو البيع الفعلي.

وتارة أنشئ امرا معلقا، كما لو قلت لك:" بعتك كذا بكذا على ان يكون البيع بعد طلوع الشمس ". فانني بهذا الانشاء قد وضعت نفسي في حالة ووضع لا كاني لم أفعل شيئا، في المعلّق أنشأت حالة ووضعا يتضمن الطلاق الفعلي أو البيع الفعلي بعد طلوع الشمس، لا أني لم افعل شيئا. وبعبارة اخرى: ما بين الانشاء وبين طلوع الشمس توجد حالة وهي اعتباري للطلاق الفعلي بعده، لا انها حالة عدمية. وهذا شأن جميع المعلّقات.

لاحظ قولنا: " إذا زالت الشمس فصلِّ" فالانشاء هو الآن قبل الزوال، والمنشأ هو ما صار في ذمتي واعتبار الآمر من الوجوب بعد الزوال، ولو كان المنشأ هو الوجوب بعد الزوال للزم انفكاك الانشاء عن المنشأ، لان الانشاء حصل قبل الزوال والمنشأ بعده.

لاحظ كثرة التعليق في الاوامر والنواهي بل في العقود والايقاعات في العرف.

وكمثال: الوكالة اجمالا تقع معلّقة " انت وكيلي بعد طلوع الشمس " انشاء الوكالة الآن، صغتها الآن، والتوكيل بعد طلوع الشمس. ما هو الفرق بين الوكالة وغيرها؟!

 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo