< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الفقه

40/04/04

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: ملخص الآراء في كتاب النكاح.

مدة الحضانة وهل هي للأب أو الأم؟

قلنا ان المشهور بين المتأخرين هو التفصيل بين الحضانة، بين سنتين وسبع سنوات. السنتين الانثى والسبع سنوات للذكر، لكننا سنختار السبع سنوات للأم. المختار: الصبي والبنت تكون حضانتهما للأم إلى السبع سنين بعد السنين السبعة تكون الحضانة للأب إلى البلوغ، بعد البلوغ يختارا. وهذا هو الرأي المختار مع الاحتياط الاستحبابي كون الحضانة للمرأة ما لم تتزوج.

قلنا ان دليله روايتان: ذكرنا امس الرواية الاولى، وقلنا من حيث السند قلنا ان هذه المكاتبة مقبولة لان المكاتب أو الناقل ايوب بن نوح، من الثقات الكبار الاجلاء، ثم في تعبيره يقول: " كتب اليه بعض اصحابه"، - ليس كل المكاتبات تشبه بعضها، بعض المكاتبات تظهر نفسها - ثم يقول: " فكتب (ع) " ايوب ينقل ان الامام (ع) كتب، وهذا نقل منه على نحو قطع بالكتابة، إذ لم ينسب جواب الامام (ع) إلى هذا الصحابي

إذن من حيث السند: الرواية مقبولة، بل معتبرة ولا يضر بها الاضمار ولا كونها مكاتبة، كون المضمر ايوب بن نوح وهو من الاجلاء الثقات، ويبعد كون هذا التعبير " كتب إليه بعض اصحابه " ان يكون المكتوب إليه غير المعصوم (ع) أو على الاقل شخصية فقهية مهمة، مع العلم ان التفقه في زمن ايوب بن نوح لا يبعد عن الرواية، أو تطبيقها في اقصى الحالات.

الرواية الثانية: محمد بن ادريس في آخر السرائر نقلا من كتاب مسائل الرجال ومكاتباتهم مولانا ابا الحسن علي بن محمد (ع) رواية الجوهري والحميري، عن ايوب بن نوح قال: كتبت إليه مع بشر بن بشار: جعلت فداك، رجل تزوج امرأة فولدت منه ثم فارقها، متى يجب له ان يأخذ ولده؟ فكتب: إذا صار له سبع سنين، فان اخذه فله، وان تركه فله. [1]

في السند مشكلة وهي ان ابن ادريس لم يذكر طريقه إلى الكتابين إلا ان الفاصل الزمني قصير، مع انتشار الكتابين وشهرتهما. ثم ان الحميري رجل غير عادي صاحب " قرب الاسناد " عبد الله بن جعفر من كبار الثقات، فيكفينا رواية الحميري. والجوهري ليس كالحميري لم يوثق صريحا. لذلك انا اميل إلى اعتبار الرواية عن الحميري.

اما من حيث الدلالة فان كلمة " يجب " هي بمعنى " يحق " واطلاق الولد واضح لجهة شموله الصبي والبنت.

ومع وجود هاتين الروايتين لا بد من الذهاب إلى ان الحضانة للولد مطلقا هي للأم سبع سنوات.

هاتان الروايتان متعارضتان مع رواية داوود بن الحصين وهي صحيحة، فصار عندنا روايتان معتبرتان وهما متعارضتان مع رواية صحيحة، الروايتان تقول بالسبعة، ورواية داوود تقول بالسنتين. كيف نتخلص من هذا التعارض؟

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo