< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الفقه

40/03/11

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: ملخص الآراء في كتاب النكاح.

قلنا خامسا في اثبات النسب: الاقرار، ظهور الحال، العلم الوجداني، العلم الناشئ من ادلة ملموسة كفحص DNA الذي قلنا بان هذا الفحص وعلى خلاف البعض الذي يقول بان هذا الفحص لا قيمة له وان هناك قواعد " الولد للفراش وللعاهر الحجر "، نحن نقول ان هذا الفحص إذا افادنا اطمئنانا وعلما فالحجة في الاطمئنان. كذلك عجز الولد حيث هناك رواية بانه إذا كان الاب كبير السن فالولد يقوم بصورة عاجز. هذه الرواية يمكن الاستفادة منها إذا دار الامر بين ابوين، لكنها لا تفيد اكثر من الظن، والظن لا يغني من الحق شيئا، والرواية غير تامة السند. وكدليل لاثبات النسب رواية اللبن، لبن الصبي اثقل من لبن البنت. سنقرأ الرواية لما فيها من فوائد كثيرة.

الرواية سندها ضعيف ومجبورة بالشهرة وانا لا اقول بالجبر، والرواية عن امير المؤمنين تشير إلى ان حليب الذكر اثقل من حليب الانثى، ويقال ان الاطباء مشوا على هذا الدليل مدّة طويلة.

الرواية وجدت في ملحقات كتاب الفتن للسيد ابن طاووس ما هذا لفظه: فصل، ومن المجموع قال شريح القاضي: كنت أقضي لعمر بن الخطاب، فأتاني يوما رجل فقال: يا أبا أمية إن رجلا أودعني امرأتين إحداهما حرة مهيرة والأخرى سرية، فجعلتهما في دار وأصبحت اليوم وقد ولدتا غلاما وجارية، وكلتاهما تدعي الغلام وتنتفي من الجارية، فاقض بينهما بقضائك. فلم يحضرني شيء فيهما.

فأتيت عمر فقصصت عليه القصة، فقال: فما قضيت بينهما؟ قلت: لو كان عندي قضاؤهما ما أتيتك. فجمع عمر جميع من حضره من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) وأمرني فقصصت عليهم ما جئت به وشاورهم فيه وكلهم رد الرأي إلي وإليه.فقال عمر: لكني أعرف حيث مفزعها وأين منتزعها. قالوا: كأنك أردت ابن أبي طالب؟ قال: نعم، وأين المذهب عنه؟ قالوا: فابعث إليه يأتك، فقال: لا له شمخة من هاشم وأثرة من علم يؤتى لها ولا يأتي، وفي بيته يؤتى الحكم، فقوموا بنا إليه.فأتينا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فوجدناه في حائط له يركل فيه على مسحاة ويقرأ: * ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى ) * ويبكي، فأمهلوه حتى سكن، ثم استأذنوا عليه، فخرج إليهم وعليه قميص قد نصف أردانه.

فقال: يا أمير المؤمنين ما الذي جاء بك؟ فقال: أمر عرض، وأمرني فقصصت عليه القصة فقال: فبم حكمت فيها؟ قلت: لم يحضرني فيها حكم. فأخذ بيده من الأرض شيئا ثم قال: الحكم فيها أهون من هذا [1] . ثم استحضر المرأتين وأحضر قدحا، ثم دفعه إلى إحداهما فقال: إحلبي فيه، فحلبت فيه. ثم وزن القدح ودفعه إلى الأخرى، فقال: إحلبي فيه، فحلبت فيه. ثم وزنه فقال لصاحبة اللبن الخفيف: خذي ابنتك، ولصاحبة اللبن الثقيل: خذي ابنك. ثم التفت إلى عمر فقال: أما علمت أن الله تعالى حط المرأة عن الرجل فجعل عقلها وميراثها دون عقله وميراثه، وكذلك لبنها دون لبنه؟! فقال له عمر: لقد أرادك الحق يا أبا الحسن ولكن قومك أبوا.

فقال: خفض عليك أبا حفص إن يوم الفصل كان ميقاتا. إنتهى. [2]

وهناك روايات اخرى بنفس المضمون مع تغير بسيط مثلا: كان الامام (ع) كان يقول: " كل نفس بما كسبت رهينة " انه في يوم القيامة حساب. من ناحية السند هذه الرواية سندها ضعيف، اما من ناحية واقع الحال إذا ثبت واقعا وهذا يعود لتحقيق الاطباء والبيولوجيين.

ملخص الكلام ان وزن اللبن ليس دليلا، الرواية ضعيفة السند، نعم المطلوب من اهل الخبرة الاطباء البيولوجين المختبرات ان يقوموا بهذه التجربة ويرون انها صحيحة أو لا. ثم، إذا كان المضمون صحيحا فانه يمكن أن يصحح الرواية خصوصا في مثل هذا المورد حيث إنه تقنية تتعلق بالبدن، وليست مسألة فطرية وجدانية يدركها عقل كل بشر.

 


[1] لم يكن الامير (ع) في مقام الافتخار، بل في مقام بيان احقيته بالولاية وبيان عصيانهم لله عز وجل.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo